استمع إلى الملخص
- يواجه نتنياهو تحديات داخلية، حيث يدعو وزير المالية سموتريتش لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، مع مخاوف من تأجيل صفقة تبادل الأسرى مع حماس.
- تستعد إسرائيل لإرسال وفد إلى الدوحة لمناقشة تنفيذ الاتفاق في غزة، بينما تظل تصريحات ترامب حول ضم الضفة الغربية غامضة، مما يعقد المشهد السياسي.
نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤولين في الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، اليوم الثلاثاء، قولهم إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يتنازل عن ضمّ الضفة الغربية لصالح المضي قدماً في اتفاق التطبيع مع المملكة العربية السعودية. وأعرب المسؤولون، الذين تحدّثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، عن اعتقادهم بأنّ نتنياهو قد يستخدم موضوع الضمّ في محاولات إقناع الرياض بالتخلّي عن مطلب قيام الدولة الفلسطينية.
وكان نتنياهو، الذي من المقرر أن يلتقي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، قد صرح سابقاً عن نيته توسيع اتفاقيات التطبيع والتوصل إلى اتفاق مع السعودية. وفي المقابل، تطالب الرياض بإنهاء الحرب على غزة، وإيجاد مسار يؤدي إلى دولة فلسطينية، وفقاً لما نقلته الصحيفة عن دبلوماسيين إسرائيليين.
وينوي نتنياهو أن يقترح أيضاً على ترامب، في لقائهما المرتقب، تغيير ترتيب الأولويات في الشرق الأوسط، والدفع نحو هجوم على إيران قبل إتمام الصفقة مع حركة حماس. ووفقاً لمصادر مطّلعة على المحادثات الجارية في البيت الأبيض، تحدّثت للقناة 12 العبرية، أمس الاثنين، سيطلب نتنياهو من ترامب الموافقة على هجوم على إيران أولاً، وخطوات تؤدي إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، وفقط بعد ذلك إتمام المرحلة الثانية من الصفقة.
ويعني مقترح نتنياهو، وفقاً للقناة، تأجيل المرحلة الثانية من الصفقة لبضعة أشهر، وهو ما يعرّض حياة المحتجزين الإسرائيليين الذين لا يزالون في قبضة حركة حماس للخطر. ووفقاً لمصادر القناة، يبذل نتنياهو جهداً كبيراً لإقناع الرئيس الأميركي بذلك. وعند مغادرته إلى واشنطن، يوم الأحد، قال نتنياهو: "يمكننا توسيع دائرة السلام. لحقيقة أن هذا هو الاجتماع الأول لترامب مع زعيم دولة أجنبية، أهمية كبيرة جداً. إنه يشير إلى قوة التحالف والعلاقة بيننا، العلاقة التي جلبت اتفاقات أبراهام التي قادها الرئيس ترامب".
وتخشى عائلات المحتجزين الذين لم يُدرجوا في المرحلة الأولى من الصفقة من عدم الوصول إلى المرحلة الثانية. في غضون ذلك، أعلن ديوان نتنياهو، اليوم، أن إسرائيل تستعد "لإرسال وفد من المستويات المهنية إلى الدوحة في نهاية الأسبوع، لمناقشة التفاصيل الفنية المتعلقة بمواصلة تنفيذ الاتفاق" في غزة. جاء ذلك عقب لقاء وصف بالإيجابي بين نتنياهو الذي يجري زيارة إلى واشنطن، ومستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ووفقاً لبيان صادر عن ديوان نتنياهو: "كان الاجتماع إيجابياً وودياً. في أعقاب الاجتماع، تستعد إسرائيل لإرسال وفد من المستويات المهنية إلى الدوحة في نهاية الأسبوع، لمناقشة التفاصيل الفنية المتعلقة بمواصلة تنفيذ الاتفاق. وعند عودته من الولايات المتحدة، سيعقد رئيس الوزراء اجتماعاً للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، لمناقشة جميع مواقف إسرائيل بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، والتي ستوجّه المفاوضات المستقبلية".
وأمس الاثنين، أجاب ترامب، إجابة غامضة عندما سأله صحافي في البيت الأبيض عما إذا كان يؤيد ضم إسرائيل إلى الضفة الغربية المحتلة، وقال في البداية: "لن أتحدث عن ذلك، لكن مساحة إسرائيل صغيرة جداً". واستطرد ترامب: "إسرائيل دولة صغيرة جداً. مكتبي يشبه الشرق الأوسط، وهل ترى هذا القلم في يدي إنه جميل جداً بالمناسبة، إسرائيل تشبه رأس هذا القلم فقط، وهذا ليس جيداً، أليس كذلك؟ لقد استخدمت هذا تشبيهاً وهو تشبيه دقيق جداً في الواقع، إنها دولة صغيرة جداً، ومن المذهل أنهم تمكنوا من تحقيق ما حققوه، إنها بالفعل مساحة صغيرة جداً".
وأول من أمس الأحد، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، نتنياهو للعمل خلال زيارته إلى واشنطن على الدفع نحو فرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة. ودعا سموتريتش وهو رئيس حزب "الصهيونية الدينية" إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة.
وقال في تدوينة على منصة إكس: "علينا أن نعزز قبضتنا وسيادتنا على أجزاء الوطن في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)". ومضى: "بلدنا صغير للغاية، ولذلك علينا أولاً أن نتجنب الشر: لا يجب أن نأخذ غزة ونضاعف التهديد في قلب بلدنا عشرين مرة. بل نعزز قبضتنا ونفرض السيادة في يهودا والسامرة". وتابع: "علينا أن نصنع السلام، ونقيم التحالفات، ونعزز مكانة دولة إسرائيل، انطلاقاً من القوة والقدرة"، وفق تعبيره.