نتنياهو: سنسمح بالحد الأدنى من المساعدات لغزة لنحدّد مسار المفاوضات

27 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 17:54 (توقيت القدس)
نتنياهو خلال اجتماع مع الصحافيين في مبنى الكابيتول الأميركي، 9 يوليو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن فتح طرق آمنة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مشيراً إلى ضرورة السماح بإدخال الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية في ظل استمرار القتال.
- شهد قطاع غزة دخول شاحنات مساعدات عبر معابر زيكيم وكرم أبو سالم، بالإضافة إلى إنزال جوي من الأردن والإمارات، مع تنفيذ "هدن إنسانية" لتوزيع المساعدات وسط الضغوط الدولية.
- وصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة للتباحث حول تنسيق دخول المساعدات عبر معبر رفح، مع استمرار الجمود في المفاوضات بشأن صفقة التبادل، مما قد يدفع إسرائيل لتقديم تنازلات.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ على الأمم المتحدة أن تتوقف عن إلقاء اللوم على حكومته بشأن الوضع الإنساني في غزة، بعد إعلان جيش الاحتلال فتح طرقٍ آمنة لإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر. وأضاف نتنياهو خلال تفقده قاعدة جوية اليوم الأحد إن "الأمم المتحدة تخترع أعذاراً، وتقول ليست هناك طرق آمنة"، مضيفاً "هذا غير صحيح. هناك طرق آمنة. لطالما كانت موجودة، لكنها اليوم أصبحت رسمية. لن تكون هناك أعذار بعد الآن".

وتابع في هذا السياق "علينا السماح بإدخال الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية المطلوبة في قطاع غزة لنحدّد مسار المفاوضات"، مضيفاً: "نقاتل في قطاع غزة وللأسف لدينا هناك قتلى ومصابون".

ودخل إلى قطاع غزة المحاصر، اليوم الأحد، عدد محدود من شاحنات المساعدات الإنسانية من منطقة زيكيم شمال غربي القطاع وكرم أبو سالم جنوباً، بالتزامن مع إنزال طائرات بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي لمساعدات من الجو على المناطق الشمالية الغربية. وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إنّ سلطات الاحتلال وافقت على طلبات لمؤسسات عربية ودولية لإدخال مساعدات عبر مصر والأردن شرط تسليمها لجهات دولية في غزة، بعيداً عن أيدي الجهات المسؤولة في حكومة غزة.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر رسمي أردني قوله إنّ الأردن والإمارات أسقطا اليوم الأحد ما مجموعه 25 طناً من المساعدات على قطاع غزة في أول عملية إنزال جوي لهما منذ أشهر. وأضاف المسؤول أنّ الإنزال الجوي ليس بديلاً عن تسليم المساعدات براً. وفي وقت مبكر فجر الأحد، قالت الخارجية الإسرائيلية إنها ستنفذ "هدناً إنسانية" للسماح بتوزيع المساعدات، على حد زعمها، في قطاع غزة اعتباراً من  صباح اليوم الأحد. وأضافت في بيان، نشرته على منصة إكس، إنّ الهدنة ستطبق في "المراكز المدنية والممرات الإنسانية" في القطاع المنكوب، ويأتي ذلك في ظل استمرار الاحتلال بشنّ حرب الإبادة على غزة، المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي ظل تصاعد التحركات والمبادرات الشعبية في أنحاء مختلفة من العالم بهدف الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفكّ الحصار عن القطاع، وفتح المعابر البرية والسماح بدخول المساعدات للقطاع المنكوب.

في الأثناء، قال مصدر مصري مطلع لـ"العربي الجديد"، إنّ وفداً إسرائيلياً وصل إلى القاهرة اليوم الأحد، للتباحث حول تنسيق دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح الحدودي. وبحسب المصدر، فإن الوفد الإسرائيلي، الذي يحمل طابعاً فنياً، ضم عدداً من المسؤولين الأمنيين والعسكريين، وذلك بهدف تحديد آليات تنقل الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة. وأكد المصدر خلال حديثه، أن الوفد الإسرائيلي ناقش مع المسؤولين المصريين تحديد مسارات الشاحنات داخل القطاع، بما يتناسب مع المواعيد التي يحدّدها جيش الاحتلال الإسرائيلي لوقف العمليات العسكرية.

وبينما بدا وكأنّ صفقة التبادل في طريقها إلى التوقيع، وصلت المباحثات بشأنها إلى طريق مسدود إثر تمسك الاحتلال بموقفه من النقاط الخلافية وعدم رغبة حكومته إظهار أي ليونة بخصوصها، وهو ما انعكس في قرارها إعادة الوفد المفاوض من الدوحة، في خطوة كان للولايات المتحدة مثلها.

وعلى الرغم من ذلك، لفت موقع "واينت"، في تقرير مطوّل أورده اليوم الأحد، إلى أن أسباباً كثيرة تؤشر إلى أن الجمود القائم لا يمكن أن يظلّ على حاله؛ وأوّل هذه الأسباب الضغط الدولي على إسرائيل بسبب الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، ومواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتعهداته، فضلاً عن الضغط الداخلي الإسرائيلي. وقد انعكس ذلك في شروع جيش الاحتلال بإسقاط مظلّي للمساعدات والإعلان عن هدن إنسانية في عدد من المواقع في قطاع غزة للمرة الأولى منذ أكثر من سنة.

(فرانس برس، العربي الجديد)