نتنياهو: اعتقلنا آلاف المدنيين في غزة وصوّرناهم عراة ولا تظهر عليهم المجاعة

28 مايو 2025   |  آخر تحديث: 15:24 (توقيت القدس)
نتنياهو خلال خطاب في القدس، 72 مايو 2025 (رئاسة الوزراء/إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أقرّ نتنياهو باعتقال آلاف الفلسطينيين في غزة وتصويرهم عراة، نافياً وجود تجويع ممنهج رغم إغلاق المعابر لمدة 90 يوماً، مما أدى إلى مجاعة 2.4 مليون فلسطيني.
- شهدت عملية توزيع المساعدات فوضى، حيث اقتحم الفلسطينيون مركزاً في رفح، وأطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص، مما أدى إلى إصابات. وألقى المكتب الإعلامي في غزة باللوم على سوء إدارة المؤسسة الإسرائيلية.
- ردت حماس على تصريحات نتنياهو، ووصفتها بأنها "عقلية إجرامية"، داعية المؤسسات الدولية لمحاسبة إسرائيل، وأبدت استعدادها لإطلاق الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب.

أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

، مساء الثلاثاء، باعتقال آلاف الفلسطينيين في غزة وتصويرهم عراة، زاعماً أنه لا تظهر عليهم آثار سياسة التجويع الممنهج التي تنتهجها إسرائيل في القطاع المحاصر منذ 600 يوم. وفي محاولة لتبرير سياسة التجويع الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة، قال نتنياهو بحسب ما تنقل صحيفة يديعوت أحرونوت: "نأخذ آلاف الأسرى ونصورهم ونطلب منهم خلع قمصانهم للتأكد من عدم وجود أحزمة ناسفة".

وتابع في كلمة خلال "المؤتمر الدولي لمكافحة معاداة السامية"، الذي نظمته وزارة الخارجية في القدس الغربية: "آلاف وآلاف من الأسرى يخلعون قمصانهم، ولا ترى أي واحد منهم هزيلاً منذ بداية الحرب وحتى اليوم، بل ترون العكس تماماً"، وفق مزاعمه. وبتجويع متعمّد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لمدة 90 يوماً بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.

وبعيداً عن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، شرعت تل أبيب، الثلاثاء، عبر "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية" المدعومة إسرائيلياً وأميركياً والمرفوضة أممياً، بتوزيع مساعدات شحيحة في ما تُسمى "مناطق عازلة" في جنوبي القطاع. لكن المخطط الإسرائيلي سجّل فشلاً ذريعاً، فتحت وطأة المجاعة، اقتحم آلاف الفلسطينيين الجائعين مركزاً لتوزيع مساعدات في رفح، فأطلق عليهم الجيش الإسرائيلي الرصاص، ما أصاب عدداً منهم، وفق المكتب الإعلامي في غزة.

ومتحدياً الصور والمقاطع المصورة وتقارير الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية، قال نتنياهو: "الكذبة هي أننا نتبع سياسة تجويع في غزة". وبخصوص الآلية الإسرائيلية المستحدثة لتوزيع المساعدات في غزة المرفوضة من الأمم المتحدة، قال نتنياهو: "اليوم وقعت عدة حوادث (خلال توزيع مساعدات)، وكان هناك فقدان مؤقت للسيطرة، لكننا استعدنا السيطرة على الوضع"، حسب ادعائه، ومضى مدعياً أنّ "حماس تحاول سرقة طرود المساعدات، ونحن نقوم بالتأمين".

لكن رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض أفيغدور ليبرمان قال عبر منصة إكس إنّ "الفوضى في مركز توزيع المساعدات الإنسانية في غزة هي نتيجة مباشرة لحكومة فاشلة". وفي وقت سابق من أمس الثلاثاء، ادعت مؤسسة "غزة للإغاثة الإنسانية" أنّ "سكاناً في غزة واجهوا تأخيرات لعدة ساعات في الوصول إلى نقطة توزيع (مساعدات)"، وادّعت أنّ سبب ذلك هو "حواجز أقامتها حركة حماس"، وأنّ فريقها انسحب "بشكل منظم ومخطط له وسمح لمجموعة صغيرة من السكان باستلام المساعدات".

غير أنّ المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال، في بيان عبر تطبيق تليغرام: "نعرب عن استغرابنا الشديد لما ورد في تحديثات المؤسسة في ما تضمّنته من مزاعم باطلة"، وأوضح أنّ هذه المزاعم "تتعلق باتهام فصائل المقاومة الفلسطينية بعرقلة الوصول إلى ما يُسمّى مواقع التوزيع الآمن"، وأكد أنّ "الادعاء القائل بأنّ المقاومة فرضت حواجز منعت المواطنين من الوصول إلى المساعدات هو محض افتراء لا يمت للواقع بصلة ويشكّل انحرافاً خطيراً في خطاب مؤسسة تزعم أنها تتمتع بالحياد الإنساني".

وتابع أنّ "الحقيقة الموثقة بالتقارير الميدانية والإعلام العبري ذاته هي أنّ السبب الحقيقي للتأخير والانهيار في عملية توزيع المساعدات هو الفوضى المأساوية". وأرجع المكتب الإعلامي الفوضى إلى "سوء إدارة الشركة نفسها، التي تتبع لإدارة الاحتلال الإسرائيلي ذاته، لتلك المناطق العازلة، وما نتج عن ذلك من اندفاع آلاف الجائعين تحت ضغط الحصار والجوع"، وحمَّل المؤسسة وإسرائيل "المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن التغطية على جريمة الإبادة الجماعية الجارية".

وبخصوص صفقة التبادل مع حماس، قال نتنياهو: "حتى الآن، حررنا 197 رهينة، منهم 147 على قيد الحياة من أصل 255". وتابع: "لا يزال هناك 20 رهينة على قيد الحياة. هذا ما نعرفه يقيناً". وتقدّر تل أبيب وجود 58 محتجزاً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من عشرة آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة عشرات منهم.

حماس: إنكار نتنياهو المجاعة بغزة يعكس عقلية إجرامية مريضة

وردا على نتنياهو، قالت حركة حماس، الأربعاء، إن تصريحاته "الوقحة" التي أنكر فيها وجود مجاعة في غزة تعكس "عقلية إجرامية مريضة تشكل خطرا على العالم"، وتثبت ارتكاب جرائم حرب في القطاع المحاصر. واعتبرت الحركة في بيان أن تصريحات نتنياهو التي أنكر فيها وجود مجاعة في غزة، مستشهدا باعتقال آلاف المدنيين وتصويرهم عراة، تعكس "عقلية إجرامية مريضة" تشكل خطرا على العالم والقيم الإنسانية.

وأضافت أن "التصريحات تمثل اعترافا بجرائم إذلال جماعي، وتوثيقا لما أظهرته صور المعتقلين العزل الذين جُرّدوا من ملابسهم وأُهينوا على يد جنود الاحتلال". وتابعت أن "هذه التصريحات تعكس انفصالا عن الإنسانية، واستهتارا بمعاناة مليوني نازح، قضى المئات منهم جوعا ومرضا وفق تقارير أممية". ودعت الحركة المؤسسات القضائية الدولية إلى "توثيق هذه التصريحات الإجرامية، والعمل على استكمال إجراءات محاسبة الكيان الفاشي، وجلب قادته للعدالة"، وفق البيان ذاته.

ومراراً، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصرّ حالياً على إعادة احتلال غزة.

(الأناضول، العربي الجديد)