نتائج انتخابات جبل لبنان: أبرز الفائزين والخاسرين

05 مايو 2025
من الجولة الأولى من الانتخابات في محافظة جبل لبنان، 4 مايو 2025 (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أعلن وزير الداخلية اللبناني عن قرب صدور نتائج الانتخابات البلدية في جبل لبنان، حيث انتهت الجولة الأولى بنجاح رغم التحديات، مع نسبة اقتراع بلغت 45% وبعض المخالفات غير المؤثرة.
- شهدت الانتخابات تغييرات سياسية مهمة، حيث حققت "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" مكاسب في المناطق المسيحية، بينما خسر التيار الوطني الحر بعض البلديات لكنه حافظ على وجوده بدعم من حزب الله.
- أشار الخبير كمال فغالي إلى أن الانتخابات لم تحمل طابعاً سياسياً قوياً ولم تفرز تحالفات ثابتة، ولا تعتبر مؤشراً للانتخابات النيابية المقبلة.

أعلن وزير الداخلية والبلديات اللبناني أحمد الحجار اليوم الاثنين أن نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان ستصدر خلال ساعات وتُعلن تباعاً عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للوزارة بعد التدقيق فيها، وذلك في وقتٍ حُسمت النتائج في غالبية البلديات، على صعيد الأقضية الستة، كسروان، جبيل، بعبدا، المتن، الشوف وعاليه.

وانتهت مساء أمس الأحد الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية التي انطلقت من محافظة جبل لبنان، لتستكمل الأحد المقبل في لبنان الشمالي وعكار، ومن ثم في بيروت والبقاع في 18 مايو/أيار الجاري، لتُختتم في لبنان الجنوبي والنبطية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، مع تسجيل نجاح ملحوظ على مستوى إدارة العملية، في أول استحقاق انتخابي للعهد الجديد، وذلك في ظلّ التحديات الاقتصادية والأمنية التي كانت سابقاً سبباً وراء تأجيل لثلاث سنوات متتالية. ورغم بعض الشكاوى والمخالفات التي سُجلت لكنها لم تعكر سير العملية الانتخابية.

وأقفلت صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة من مساء الأحد بتوقيت بيروت مع تسجيل نسبة اقتراع أولية بنحو 45%، فيما وثقت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات (لادي) عدداً من المخالفات، لا سيما المرتبطة بخرق الصمت الانتخابي، وخرق سرية الاقتراع، فضلاً عن وجود بعض العوازل بطريقة كاشفة.

وأفرزت صناديق الاقتراع في محافظة جبل لبنان أوراقاً سياسية جديدة بدّلت المشهد الحزبي على الساحة المحلية، خصوصاً في كبرى البلدات المسيحية التي تمكن حزبا "القوات اللبنانية" (يترأسه سمير جعجع) و"الكتائب اللبنانية" (يترأسه النائب سامي الجميل)، وبتحالفاتٍ مدروسة وقوية من تحقيق مكاسب واسعة فيها على حساب التيار الوطني الحر (يترأسه النائب جبران باسيل) بالدرجة الأولى، ولا سيما في جونية قضاء كسروان، وفي قضاء المتن، أهمّها منطقة الجديدة.

ونجح حزبا "القوات" و"الكتائب" في تحقيق فوز كبير للوائح التي دعموها ولاسيّما في جونيه حيث المعركة الأبرز مسيحياً، منتزعين رئاسة البلدية من التيار الوطني الحر بفضل تشكيل تحالف خماسي وازن قلب المعادلة، كما الأمر في منطقة الجديدة، وبلدات في ساحل المتن الشمالي، بينها الضبيه وأنطلياس، إلى جانب الفوز المحسوم في مدينة جبيل، مع تسجيل مكاسب متفرقة في أقضية الشوف وعاليه وبعبدا.

من جهته، خسر التيار الوطني الحر عدداً من البلديات أهمها الجديدة وجونيه، وحافظ على وجوده في مراكز أخرى بدعم في لوائح معينة من حزب الله، سواء على صعيد الحدث، أو حارة حريك، في قضاء بعبدا، رغم خسارته لمركز المختار فيها، حيث حقق نتائج محسومة بلدياً، أو في بعض البلديات المتنية بتحالفه مع آل المرّ، وكذلك في كسروان، والشوف وعاليه، وجبيل، علماً أن التوقعات كانت بتعرّضه لخسائر أكبر، في ظل الانتكاسات التي مُني بها، وخروج عدد من النواب من تكتله، أبرزهم النائبان إبراهيم كنعان وآلان عون، وقد انعكس ذلك سلباً عليه في المتن وبعبدا بالدرجة الأولى، بخوضهما المعركة ضده.

الصورة
الانتخابات البلدية في لبنان / صور مرشحين في الجديدة المتن 2/5/2025 (حسين بيضون)
من الانتخابات البلدية في جبل لبنان، الجديدة المتن، 2 مايو 2025 (حسين بيضون/العربي الجديد)

وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، فازت لوائح حركة أمل وحزب الله في حارة حريك والغبيري، قضاء بعبدا، بينما فازت البلديات الأخرى بالتزكية، كما تم تحقيق فوز في بلدات في قضاء الشوف منها الجية وجون، وبمكين في قضاء عاليه، بينما لم تسجل معارك حقيقية على مستوى الطائفة الدرزية، في قضاء الشوف وعاليه، حيث كانت التحالفات متنوعة، فمنها الذي جمع حزبي التقدمي الاشتراكي (بزعامة وليد جنبلاط) والديمقراطي اللبناني (يترأسه طلال أرسلان)، ومنها حيث كان التنافس أكثر بين العائلات.

في الإطار، توقف الخبير في الشأن الانتخابي كمال فغالي في حديثه لـ"العربي الجديد" عند نقطتين أساسيتين، الأولى، مرتبطة بإدارة الانتخابات، بحيث أثبتت الدولة اللبنانية جهوزيتها لإجراء الاستحقاق بعد تأجيل لثلاث سنوات متتالية، مع تسجيل ملاحظات على مستوى ضرورة تدريب الموظفين وتفعيل حملات التثقيف لشرح القانون للناخبين الجدد.

وأضاف فغالي: "على المستوى الثاني، لم يُسجَّل طابع سياسي قوي للانتخابات، أو مفاجآت معينة، حتى المعارك السياسية التي خيضت في بعض البلدات الكبرى كانت النتائج شبه محسومة فيها ربطاً بالتحالفات، كما لم تعقد تحالفات سياسية ثابتة على غرار مثلاً قوى 8 آذار و14 آذار، فرغم أن بعض التحالفات كانت ثابتة في بعض البلدات لكنها اختلفت وتنوعت في بلدات أخرى، منها مثلاً في قرى قضاء كسروان، كما أن هناك تحالفات ستتغير في الاستحقاق النيابي منها مثلاً بين الكتائب والقوات، لذلك، لا يمكن القول إن الانتخابات أفرزت تحالفاً سياسياً".

ويرى فغالي أنّ "معارك سياسية حصلت في عدد من القرى والبلدات منها مثلاً في الجديدة لكن في الوقت نفسه كانت النتائج متوقعة، ربطاً مثلاً بتحالف القوات والكتائب وبدعم من النائب إبراهيم كنعان ضد آل المرّ والتيار الوطني الحر، علماً أن المعركة الأساسية ستكون على اتحاد البلديات"، مشيراً إلى أن "النتائج اليوم لا يمكن أن تؤخذ كثيراً بالاعتبار على الصعيد النيابي، لأسباب عدة، منها القانون الانتخابي، كما الخدمات التي تقدم، والتحالفات، وغيرها من العوامل التي تؤثر مباشرة على العملية الانتخابية، من هنا لا يمكن أخذ ما حصل بلدياً باعتباره مؤشراً بالسياسة، باستثناء أنه يعتبر بمثابة تمرين أجرته الأحزاب قبيل انتخابات مايو/أيار 2026".

وأشار فغالي إلى أنه "رغم انخراط الأحزاب بالانتخابات البلدية ودعمها اللوائح في البلدات الكبرى لكن المشاركة تبقى خجولة في القرى تحديداً، باعتبار أن الأحزاب وعلى مسافة سنة من الاستحقاق النيابي، تتحاشى خلق عداوات إذ إن من شأن معارك بلدية واختيارية أن تنعكس على العلاقات الاجتماعية وهذا ما يؤثر على التصويت في الانتخابات النيابية، وهذا ما رأيناه مثلاً على الصعيد الدرزي إذ قررت الأحزاب عدم التدخل كثيراً بالانتخابات وكانت المعارك أكثر بين الشخصيات والعائلات، أما حزب الله وحركة أمل فكذلك سعيا للفوز بالتزكية وأدخلا العائلات وسحبا بعض مرشحيهما تجنباً لخوض معارك سياسية، علماً أنهما مع انتهاء الانتخابات سيعودان إلى الثنائي".