ناشط لـ"العربي الجديد": ماضون بالإبحار على متن "صمود" رغم التهديدات

23 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 22:27 (توقيت القدس)
سفينة بأسطول الصمود أثناء رسوها ببيزرت بتونس، 13 سبتمبر 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يشارك المحامي المغربي عبد الحق بنقادي مع 12 متطوعاً في مبادرة إنسانية على متن سفينة "صمود" لكسر الحصار عن غزة وفتح ممر إنساني، ضمن أسطول الصمود العالمي الذي يضم وفداً مغربياً متنوعاً.

- يركز بنقادي على السلوك اللاعنفي والتوجيه القانوني للمشاركين، مع دعم قانوني من محامين في فلسطين المحتلة لضمان حقوقهم في حالة الاعتراض أو الاعتقال، مع الالتزام بالقوانين المحلية للدول التي يمر بها الأسطول.

- يصر المشاركون على استكمال الرحلة رغم الصعوبات، متحدين التهديدات الإسرائيلية، ومؤكدين على أهمية العدالة والحرية للفلسطينيين.

"رغم الصعوبات والأحوال الجوية وبعض الأعطاب التي تصيب السفن وتحديات أخرى تواجهنا إلّا أن الهدف أسمى وقلوبنا مرتبطة بغزة لفتح ممر إنساني وكسر الحصار الظالم"، يقول المحامي المغربي عبد الحق بنقادي، الذي يستعد رفقة 12 متطوعاً من جنسيات مغاربية وتركية وإندونيسية على متن سفينة "صمود" للإبحار من ميناء بورتو بصقيلية في اتجاه اليونان، اليوم الثلاثاء، مضيفاً: "كل شيء يهون في سبيل هذه المبادرة الإنسانية غير المسبوقة. نتضرّع إلى الله تعالى أن تحقق أهدافها".

ويشارك بنقادي، المحامي بهيئة وجدة (شرق البلاد) وعضو "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية)، في أسطول الصمود العالمي ضمن وفد مغربي يتميز بتنوعه وتمثيليته، إذ يضم مسؤولين عن الائتلافين الرئيسيين: مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والجبهة المغربية من أجل فلسطين وضد التطبيع، إضافة إلى متطوعات ومتطوعين مستقلين يعكسون التنوع المجتمعي والوظيفي للشعب المغربي، كما يشارك فيه نشطاء وفاعلون سياسيون ونقابيون وحقوقيون وإعلاميون، إلى جانب أطباء وكفاءات من مختلف التخصصات، لتأكيد أن فلسطين قضية وطنية جامعة لكل المغاربة.

وبينما تدخل مشاركة الناشط المغربي في أسطول الصمود العالمي في طريقه لكسر الحصار عن قطاع غزة، مرحلة حاسمة مع الإبحار نحو المياه اليونانية، المحطة الأخيرة، قبل التوجه نحو قطاع غزة، وفي ظل تهديد دولة الاحتلال، أمس الاثنين، بعدم السماح بوصول الأسطول، يؤكد بنقادي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "هناك استحضاراً لجميع السيناريوهات وإعطاء المشاركين التوجيهات على ضوء كل فرضية".

ويقول المحامي المغربي، الذي يقود التمثيل القانوني للمحامين العرب في أسطول الصمود العالمي: "عموماً ما يجري التركيز عليه هو السلوك اللاعنفي من خلال عدد من التدابير، وتجنب مجموعة من الأمور التي يجري التركيز عليها بناءً على تجارب سابقة، خاصة ونحن نعلم القدرة الهائلة لدى الكيان الصهيوني على فبركة وتزييف الحقائق والوقائع وافتعال الذرائع لشرعنة اعتدائه وتدخلاته الهمجية".

ويضيف: "الجانب القانوني له حضور مهم جداً في تأطير المشاركين في أسطول الصمود العالمي، والإجابة عن مختلف التساؤلات والإشكالات والتدابير التي يمكن أن تعترضنا ونحن في طريقنا، خاصة أننا نمر على موانئ حوالى خمس دول لها نظم وقوانين خاصة بها، إضافة إلى رجوع كل مشارك ومشاركة في كل مرة إلى لائحة أسماء وصور فريق زملائنا المحامين في فلسطين المحتلة وتذكّرهم جيداً، والذين سيتولون المساعدة القانونية والمؤازرة في حالة الاعتراض والتوقيف والاعتقال التعسفي من الاحتلال الغاشم، والحقوق التي يتمتع بها كل مشارك في حالة اعتقاله، ومسألة التوقيع على مختلف الوثائق والمحاضر التي تعرض عليه".

ورغم الصعاب والمخاطر البحرية التي تحفُّ رحلته التطوعية لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية وسط تفشي المجاعة بين الفلسطينيين، يصر الناشط المغربي على استكمال الرحلة التي انطلقت من الشواطئ التونسية على متن سفينة "قيصر"، واختار لها المشاركون اسماً ذا دلالة هو "صمود".

ووضح المحامي: "حياتنا اليومية على متن السفينة ليست حياة عادية في تفاصيلها اليومية نظراً لطبيعة المكان والزمان واختلاف الجنسيات والطبائع والأعراف، ولصعوبة ومعيقات الإبحار. لكن هي حياة استثنائية غير مسبوقة بالنسبة لي نظراً للغاية والهدف التي نبحر ونواجه مختلف العقبات من أجلها. في هذه الرحلة تتخلى عن أكلك واستحمامك ونومك وراحتك بالشكل الذي كنت تتمتع به قبل الإبحار، كما تتعرض للتعب الشديد والدوار والقيء وفقدان شهية الأكل في كثير من الأحيان؛ لأن السفر قطعة من عذاب، خاصة إذا كان في مثل هذه الظروف غير المريحة وطول المسافة وسوء الأحوال الجوية، لكنك على الأقل تشعر بجزء من العذاب الذي يتعرض له أهل غزة في كل لحظة، فيمتزج الألم بالأمل ويغلب هذا الأخير في آخر المطاف".

ويتابع قائلاً: "مع ذلك ومن داخل السفينة لنا برنامج يومي يتناسب مع هذه الظروف، يتمثل في الحفاظ على نظافة المكان والبدن وأداء صلواتنا وتلاوة القرآن الكريم والأذكار، والقيام بالتمارين التي ترسخ السلوك اللاعنفي في حالة الاعتراض والاعتقال من الكيان المحتل، والاستعداد لحالات الطوارئ والسلامة المختلفة من قبيل ارتداء السترات والواقيات، ومتابعة الأخبار، والقيام بالاتصالات والتواصل على مواقع التواصل الاجتماعي في احترام تام لتوجيهات طاقم السفينة".

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد جدد، أمس الاثنين، تهديد أسطول الصمود العالمي، وقال إنه لن يسمح له بالوصول إلى غزة. وقالت وزارة الخارجية في بيان: "لن تسمح إسرائيل للسفن بدخول منطقة قتالية نشطة، ولن تسمح بخرق الحصار البحري القانوني"، متهمة حركة "حماس" بتنظيم رحلة الأسطول خدمة لأغراضها، بحسب زعمها. بالمقابل، جدد أسطول الصمود العالمي، أمس، تأكيده أنه سيكمل طريقه باتجاه غزة، رغم التهديدات الإسرائيلية، لأن الأمر يتعلق بالعدالة، والحرية، والحياة.

المساهمون