نار الاتهامات بشأن إطلاق النار في واشنطن تكوي إسرائيل من الداخل
استمع إلى الملخص
- تعرض يئير غولان لانتقادات حادة بعد اتهامه إسرائيل بقتل الأطفال في غزة، بينما دافع عنه بعض أعضاء المعارضة، محملين الحكومة الحالية مسؤولية الضرر.
- دعا الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى وقف تبادل الاتهامات، مشدداً على ضرورة التكاتف لمواجهة معاداة السامية والكراهية.
تحوّلت النقاشات الإسرائيلية حول عملية إطلاق النار في واشنطن، التي أسفرت عن مقتل موظفين بالسفارة الإسرائيلية، اليوم الخميس، إلى سجالات حادة وتراشق الاتهامات حول أسباب وقوع العملية ومن يتحمل مسؤوليتها، وفي حين صبّ البعض غضبه على حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة، اتهم آخرون أصحاب التصريحات المناهضة للحرب وقتل الأطفال. أمّا وزير الخارجية جدعون ساعر، فاستغل الفرصة للتحريض على المنظمات الإنسانية والقادة الأوروبيين متهماً إياهم بتأجيج معاداة السامية، بسبب موقفهم من الحرب على غزة.
واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الخميس، أن حادثة إطلاق النار كانت نتيجة مباشرة "للتحريض السام المعادي للسامية ضدّ إسرائيل واليهود حول العالم" منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقال: "التحريض المعادي للسامية يرتكبه أيضاً قادة ومسؤولون في العديد من الدول والمنظمات الدولية خاصة في أوروبا". وأضاف بحسب رويترز: "التحريض ضد إسرائيل والاتهامات الباطلة يجب أن تتوقف"، معبراً عن شعوره "بقلق بالغ من ارتكاب وقائع مماثلة في المستقبل".
كما هاجم عدد من الوزراء وأعضاء الكنيست في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، الخميس، رئيس حزب "الديمقراطيون" يئير غولان، محملين إياه مسؤولية العملية بعد قوله، أول من أمس الثلاثاء، إن إسرائيل تقتل الأطفال في غزة هوايةً، في حين دافع آخرون من المعارضة عنه، ومن بينهم رئيسة كتلة حزب العمل إفرات رايتين، التي رفضت في مقابلة مع إذاعة "كان ريشت بيت" العبرية اتهام غولان رغم أنها لم توافق على الصياغة التي خرجت بها أقواله، معتبرة أن من يتسبب بالضرر لإسرائيل هو الحكومة الحالية. وتحوّلت المقابلة إلى نقاش حاد مع المقدمين حول قتل إسرائيل الأطفال في غزة، ورفض مقدم البرنامج عكيفا نوفيك اتهام جيش الاحتلال بقتل الأطفال متهماً عضو الكنيست وحزب الديمقراطيين بالإساءة إلى الجيش، فيما اعتبرت زميلته رينا متسليح أن الجيش يقتل أطفالاً في القطاع ولكن ليس هوايةً وأن غولان تسبب بضرر كبير لأحزاب اليسار والمركز.
من جهته، اتهم وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو غولان بإطلاق "افتراءات دموية" محملاً إياه مسؤولية الهجوم، وقال في حسابه على منصة إكس إن "الافتراءات الدموية ليئير غولان يتردد صداها بين النازيين وكارهي إسرائيل حول العالم، والثمن الذي ندفعه الآن هو الهجوم القاتل في واشنطن. التاريخ يعلمنا أننا سندفع ثمناً إضافياً لاحقاً". وأضاف مخاطباً غولان: "يئير، دماء موظفي السفارة على يديك وعلى أيدي أصدقائك".
كما وجّه وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية عميحاي شيكلي الاتهامات أيضاً إلى غولان، وقال إن "هذا الهجوم القاتل لم يحدث في فراغ. إنه نتيجة مباشرة لمعاداة السامية الصارخة وللتحريض العنيف ضد دولة إسرائيل والشعب اليهودي، وهو تحريض تغذيه عناصر معادية لإسرائيل ومتطرفة، سواء في العالم أو، للأسف، داخل دولة إسرائيل. من ينشر الأكاذيب ويقارن إسرائيل بالنازيين ويتهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب، أو يختلق أن هواية جنود الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل هي قتل الأطفال، هو شريك كامل في النتيجة".
كما اتهم الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن غفير غولان بالقول إن "دماء القتلى على يديه. المعادون للسامية في العالم يستمدون الدعم من سياسيين فاسدين في إسرائيل يتهمون جنودنا بقتل الأطفال هوايةً". وانضم وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار إلى زملائه في مهاجمة غولان وقال: "عندما يقوم سياسيون غير مسؤولين بتشويه سمعة إسرائيل من خلال اتهامات كاذبة بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب، فمن الواضح أن معاداة السامية سترفع رأسها، وسيحصل الإرهابيون الفلسطينيون على دعم لتنفيذ عمليات".
من جهته، رد غولان على الاتهامات بأن "حكومة كهانا حاي (في إشارة الى حركة كاهانا الإرهابية) التي يرأسها نتنياهو هي التي تزود معاداة السامية وكراهية إسرائيل بالوقود، والنتيجة هي عزلة دبلوماسية غير مسبوقة وخطر يهدد كل يهودي في أي نقطة على وجه الأرض. سنقوم باستبدالهم (أي أعضاء الحكومة) وإعادة الأمن لكل يهودي في إسرائيل وفي كل مكان في العالم. أشارك عائلات ضحايا الهجوم حزنها وأقف إلى جانب جميع موظفي السلك الدبلوماسي لدولة إسرائيل".
وعارض الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ الاتهامات التي تبادلها الوزراء ويئير غولان داعياً إلى نبذ الخلافات الداخلية والتوقف عن تبادل التهم. وخاطب المسؤولين الإسرائيليين قائلاً: "توقّفوا عن هذه المعارك القذرة. اضبطوا تصريحاتكم. يجب أن نعمل معاً بحزم في الحرب ضد الكراهية ومعاداة السامية، لا أن ننشغل في حرب داخلية بيننا".
وكان غولان قال، أول من أمس الثلاثاء، في حديث لإذاعة "كان ريشت بيت" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، إن "إسرائيل في طريقها لأن تصبح دولة منبوذة بين الأمم، مثل جنوب أفريقيا في فترة سابقة، إذا لم تعد تتصرف تصرف دولة عاقلة. دولة عاقلة لا تحارب المدنيين ولا تقتل الأطفال هواية، ولا تضع لنفسها أهدافاً تتعلق بتهجير السكان". واعتبر أنّ "هذه الأمور مروّعة ببساطة، ولا يمكن أن نكون نحن، أبناء الشعب اليهودي، الذين تعرضنا للاضطهاد والمذابح عبر تاريخنا، وكنا دائماً نموذجاً للمبادئ الأخلاقية والإنسانية اليهودية، نحن من يتخذ خطوات لا يقبلها العقل على الإطلاق". وأثارت تصريحات غولان ردات فعل غاضبة في إسرائيل، ودان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ما قال إنه "التحريض الجامح الذي أطلقه غولان".