ناخبو فيرجينيا لـ"العربي الجديد": سياسة ترامب أثّرت في اختيارنا

04 نوفمبر 2025   |  آخر تحديث: 23:10 (توقيت القدس)
مشاهد من الانتخابات في فيرجينيا، 4 نوفمبر 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد ولاية فيرجينيا انتخابات حاسمة لاختيار حاكم جديد بين المرشحتين وينسوم إيرل سيزر وأبيغل سبانبرغر، مما قد يؤدي إلى تولي أول امرأة منصب الحاكم في الولاية.
- الانتخابات تشمل مناصب أخرى مثل نائب الحاكم، حيث تتنافس غزالة هاشمي مع جون ريد، مما يضفي طابعًا تاريخيًا على هذه الانتخابات.
- تُعتبر الانتخابات مؤشرًا مهمًا لقياس مزاج الناخبين قبل انتخابات التجديد النصفي، مع تنافس جاي جونز وجيسون مياريس على منصب المدعي العام.

تشهد ولاية فيرجينيا إقبالًا كبيرًا من قبل الناخبين لاختيار حاكم الولاية الجديد، من بين المرشحتين الجمهورية وينسوم إيرل سيزر، أول امرأة سوداء تترشح للمنصب، والديمقراطية أبيغل سبانبرغر، خلفًا للحاكم الجمهوري الحالي غلين يونغكين الذي تنتهي ولايته. وستدخل المرشحة التي ستفوز في سباق اليوم التاريخ، باعتبارها أول امرأة تتولى منصب الحاكم في الولاية.

وكشفت جولة "العربي الجديد" في عدد من اللجان عن حرص الناخبين على التوجه للتصويت، وتبيّن مدى تأثير الأوضاع السياسية في العاصمة واشنطن على الإقبال، إذ ذكر معظم الناخبين الذين استُطلعت آراؤهم تأثرهم بالقرارات التي تُتخذ في البيت الأبيض، مثل القرارات المتعلقة بالتعرفة الجمركية والمهاجرين والحريات وغيرها، مؤكدين أن اختياراتهم اليوم تأثرت بهذه الأوضاع.

وتفصل ولاية فيرجينيا عن العاصمة واشنطن المجاورة لها مياه نهر البوتوماك، وترتبط بالعاصمة ارتباطًا كبيرًا فيما يخص الوظائف والعمل السياسي والأنشطة الثقافية والاجتماعية وغيرها، كما أثّرت القرارات الاقتصادية وتسريح الموظفين الفيدراليين في أوضاع عشرات الآلاف من سكانها.

جون ماكيفر، متقاعد في بداية السبعينيات من عمره، أبدى عدم رضاه عن جميع المرشحين، خصوصًا لمنصبي حاكم الولاية والمدعي العام من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لكنه أشار إلى أنه اختار "أفضل المتاح"، موضحًا أن هذا الشعور يرافقه في كل انتخابات. وذكر في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنه لم يكن يعرف معلومات كافية عن المرشحين المحليين لتمثيل المقاطعة أو مجلس المدارس، قائلًا: "لم أكن أعرف ما يكفي عن المرشحين لمجلس المقاطعة لاتخاذ خيار، ولكن أعلم أن جميع أعضاء المجلس السابق ديمقراطيون، وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك جمهوري واحد أو اثنان".

وتُجرى الانتخابات في الولاية على مقاعد مجلس النواب المائة، كما تشمل انتخاب مجلس مدارس المقاطعات والولاية، إضافة إلى سباق حاكم الولاية ومنصب نائب الحاكم، الذي تتنافس عليه الديمقراطية غزالة هاشمي، المسلمة من أصول هندية، والتي قد تصبح أول مسلمة من أصول جنوب آسيوية وأول شخصية مسلمة تتولى هذا المنصب في تاريخ الولاية، وينافسها الجمهوري جون ريد، مقدم البرامج الإذاعية، الذي قد يصبح أول جمهوري مثلي يفوز بمنصب في حكومة الولاية.

من جانبها، أشارت كيلي، وهي في نهاية العشرينيات من عمرها، إلى أنها تشعر بالتوتر والخوف من نتائج هذه الانتخابات، بسبب ما اعتبرته "مخاطر غير مسبوقة"، وقالت: "الأمر أكثر خطورة الآن من أي وقت مضى، وكنت أشجع الناس حولي على التصويت، وأنا سعيدة بوجودي ومتفائلة ولكن خائفة قليلًا". بدا من صوتها وطريقتها أنها ديمقراطية وصوتت لحزبها، وهو ما انعكس على تمنياتها بفوز الحزب الديمقراطي.

ورأت كيلي أن الأمور ستزداد سوءًا إذا لم يخرج الناس للتصويت ولم يحاولوا إحداث تغيير، ووصفت الأوضاع في الولايات المتحدة بأنها "مخيفة"، مضيفة: "أرى الكثير من الناس يركزون على أمور خاطئة بدلًا من القضايا الكبيرة"، معتبرة أن "الناس يفقدون المزيد كل يوم" بسبب الأوضاع السياسية الراهنة. كما أبدت حماستها لتولي أول امرأة في التاريخ منصب حاكم فيرجينيا، لكنها استدركت بأنها تفضل أن تكون امرأة في المنصب إذا كانت تمثل معتقداتها، مشيرة إلى أنها "تركز على سياسة الحاكم وخططه للنهوض بفيرجينيا أكثر من كونه امرأة أو رجلًا".

في المقابل، عبّر إدوارد، وهو مواطن في الثلاثينيات من عمره، عن أن قضايا مثل تكلفة المعيشة والاهتمام بوسائل النقل العام أثّرت بشكل كبير في اختياراته للمرشحين، كما أعرب عن قلقه من سياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب وتأثيرها بحياته وفي المجتمع عمومًا، قائلًا: "أشعر بأنه يفسد الكثير من الأشياء. لقد صوّتّ للديمقراطيين، وأنا قلق من التعرفات الجمركية وإدارة الهجرة واستخدام الرئيس قوات إنفاذ قوانين الهجرة"، كما عبّر عن سعادته باختيار أول امرأة حاكمًا في تاريخ الولاية.

أما ستايسي، فكانت مع ابنها غابرييل، وأشارت إلى أهمية التوجه إلى صناديق الاقتراع والتصويت لاختيار "المسؤولين المنتخبين الذين يستجيبون للناس ويتمتعون بالنزاهة"، وهتفت أثناء التسجيل معها "فلسطين حرة". بينما قال ستيف سارجل، المقيم بالولاية منذ مدة طويلة، إنه من المهم خروج المواطنين للتصويت، في حين أشارت المواطنة الأميركية من أصول عربية، جنين علي، إلى أنها صوتت للمرشحة الجمهورية في منصب الحاكم بسبب دعم منظمة "إيباك" المؤيدة لإسرائيل للمرشحة الديمقراطية، وأنها في المقابل صوتت للمرشحة المسلمة غزالة هاشمي لمنصب نائب الحاكم.

وصوّت في الانتخابات المبكرة نحو 1.4 مليون ناخب من بين إجمالي 6.3 ملايين ناخب مسجّل، بينما يستمر التصويت الشخصي اليوم حتى السابعة مساءً في الولاية. ودعت مفوضة انتخابات الولاية، في تصريحات للصحافيين اليوم، المواطنين إلى التوجه للتصويت، قائلة: "نريد لكل مواطن مؤهل في فيرجينيا أن يدلي بصوته". وأشار تحليل لصحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن 42% من المصوّتين مبكرًا سجّلوا سابقًا في الانتخابات التمهيدية على أنهم ديموقراطيون، مقابل 30% جمهوريين، و28% مستقلين.

وتعدّ الانتخابات في فيرجينيا على منصب حاكم الولاية، إلى جانب نيوجيرسي، بمثابة حكمٍ مبكرٍ على أجندة الرئيس، ومؤشرٍ رئيسٍ لقياس مزاج الناخبين قبل انتخابات التجديد النصفي لمجلسَي النواب والشيوخ العام المقبل. وفي فترة الرئيس السابق جو بايدن، خسر الديمقراطيون انتخابات ولاية فيرجينيا قبل خسارتهم انتخابات مجلس النواب في العام التالي. وتُعدّ الولايتان الوحيدتين اللتين تُجرى فيهما انتخابات حاكم الولاية في العام الذي يلي الانتخابات الرئاسية.

أما السباق على منصب المدّعي العام في الولاية، فيتنافس عليه الديمقراطي جاي جونز والمدّعي العام الجمهوري الحالي جيسون مياريس. ولهذا السباق أهمية كبيرة لما يمثّله منصب المدّعي العام في الولايات، والذي أصبح بالنسبة إلى الديمقراطيين خطّ الدفاع الأول والأخير ضد سياسات ترامب.

وفي فيرجينيا، يمثّل المدّعي العام الولاية في جميع المسائل القانونية والدعاوى المدنية، بما في ذلك إنفاذ قانون الانتخابات الأميركية والطعن فيه. وتزايدت الانتقادات أخيرًا للمرشح الديمقراطي، بعدما كشفت مجلة "ناشونال ريفيو" الأميركية أنه أرسل رسائل نصية إلى زميل سابق له يتمنّى فيها الموت لتود جيلبرت، رئيس مجلس النواب الجمهوري آنذاك، وعائلته، كما قارنه بأدولف هتلر وآخرين. واستغل الجمهوريون فضيحة الرسائل معتبرين أنها مثال على "تغاضي الديمقراطيين عن العنف السياسي".