نائب تونسي: الخوف أو الانتهازية يخيمان على المزاج السياسي العام

نائب تونسي: الخوف أو الانتهازية يخيمان على المزاج السياسي العام

02 اغسطس 2021
انعدام العودة بسرعة تحت غطاء الشرعية الدستورية يهدد الرئيس نفسه (الشادلي بن إبراهيم/Getty)
+ الخط -

 

قال النائب عن حزب التيار الديمقراطي في تونس سفيان مخلوفي إن "الخوف أو الانتهازية" يخيمان على المزاج السياسي العام في تونس اليوم.
واعتبر المخلوفي في نص مطول نشره عبر صفحته على "فيسبوك" بعنوان "استنتاجات اليوم الثامن"، أن "أولى قواعد الديمقراطية هي الحق في قول لا لمن كانت بيده أسباب وعناصر القوة".
والتيار الديمقراطي هو حزب معارض في تونس يشارك حركة الشعب في الكتلة الديمقراطية المعارضة في البرلمان.

وأوضح المخلوفي "لا زلنا لحد الآن في زمن تجاوزات عميقة للدستور شكليا ومضمونيا، ولا زلنا أقلية ممن يعتبرون أن تجاوز إطار الدستور يفتح البلاد على مخاطر جسيمة، وأن عدم الوضوح في العودة تحت غطاء الشرعية الدستورية أمر مريب وخطير، ولا زلنا مأخوذين بين البهتة المعيقة وبين حماسة الشعبوية الانطباعية وبعيدين عن عقلنة اللحظة وفهم كل أسباب الفعل فيها".
وأشار المخلوفي إلى أن حركة النهضة وحلفاءها من جماعة الكرامة لا زالوا يكابرون ولا يرون ما فعلوه لـ"الدفع بالبلاد نحو الكارثة والمستقبل المجهول"، مبينًا أن من وصفهم بـ"سياسيي الصدفة في هذا البلد" ليس لهم من قول السياسة إلا الحديث عما قبل 25 يوليو/تموز، مؤكدًا أن هؤولاء لا يجيدون من الخطاب إلا ما يطلبه المستمعون، بحسب تعبيره.
وقال المخلوفي إن "الكثيرين ممن يهللون ويطبلون أخذ الطمع منهم مأخذه ويرون أنفسهم في الحكم إلى جانب الرئيس وليس ذلك بناء على وجهة نظر للمستقبل بل لمآرب أخرى"، مشيرًا إلى أنه وفي المقابل فإن "الكثيرين ممن كانوا يشتمون الرئيس أصبحوا من المهللين، وهذا في حد ذاته مؤشر في الانحطاط الفكري والسياسي الذي لا زال يتهددنا، ولكن العديدين مثلنا ممن كانوا مدافعين على الرئيس قبل قراراته الأخيرة أخذوا مسافة نقدية مما حدث، ويدعونه إلى ترتيبات جدية تعيد العملية السياسية تحت غطاء الشرعية الدستورية".
وأوضح المخلوفي أن انعدام العودة بسرعة تحت غطاء الشرعية الدستورية هي وضعية تهدد الرئيس نفسه وتفتح الباب بجدية لمن لهم حقا الرغبة في الانقلاب على الديمقراطية والثورة، مؤكدًا أن الوضعية الحالية فتحت الأبواب لإدخال تونس داخل أتون الصراعات الإقليمية.


وشدد المخلوفي على أن الإيقافات الأخيرة وبطاقات الجلب الصادرة والطرق الغامضة التي تتدخل بها بعض الفرق الأمنية والاعتماد على المحكمة العسكرية ليست مطمئنة وفيها شبهات تجاوز الإجراءات المتعارف عليها قانونيا وتعيد إلى الذاكرة أجواء عرفناها وخبرناها، بحسب تعبيره.
وأضاف أن عودة البعض إلى الفن الغنائي باسم الشعب (في إشارة إلى أغنية لطيفة العرفاوي التي لاقت موجة من السخرية) هو تملق كرهه الشعب التونسي وسئم منه.
وختم المخلوفي قوله بالتأكيد على أن التونسيين لم يعرفوا كيف يتحاورن قبل قرارات سعيد الأخيرة وبعدها، وهو ما يراه بمثابة مؤشر إلى انقسام حاد داخل المجتمع، مشيرًا إلى أن هذا الانقسام إما "ستغطيه القوة والغطرسة أو تحله التوافقات التي تضع التشفي خارج سياق الفعل السياسي وتحمل في الوقت ذاته المسؤوليات لمن سرق من هذا الشعب أحلامه طيلة ما يزيد عن العشر سنوات".
وقال المخلوفي إن لا ضمانة للتونسيين إلا التمسك بالعودة السريعة تحت غطاء الشرعية الدستورية التي تمكن الجميع من وضع الترتيبات حتى لا تنزلق الأمور إلى وضع أكثر خطورة.

المساهمون