استمع إلى الملخص
- وصف ويلسون ماكغورك بأنه مخطئ في تحليلاته السياسية، مما أدى إلى تمكين إيران ووكلائها، ودعا الكونغرس للتحقيق في سياساته.
- أشار ويلسون إلى دور ماكغورك في دعم نوري المالكي والمليشيات الإيرانية، وانتقده لتسليم أموال لإيران، مما زاد من عدوانيتها وتقربها من السلاح النووي.
شنّ النائب جو ويلسون عضو الكونغرس الأميركي، عن الدائرة الثانية في ولاية كارولاينا الجنوبية، هجوماً حاداً على منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، بريت ماكغورك، وذلك على خلفية دعمه لرفع العقوبات عن نظام بشار الأسد وفتح الطريق أمام التطبيع معه، بالإضافة إلى دعمه مليشيات طائفية تتبع لإيران في العراق وسورية.
وجاء هجوم النائب الأميركي على ماكغورك في رسالة وجهها إلى السيد بريان ماست رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، نشرها ويلسون على حسابه على منصة "إكس"، أشار فيها إلى أنّ "من الصعب التقليل من حجم الضرر الذي تسبب فيه بريت ماكغورك على الأمن القومي الأميركي في الشرق الأوسط"، ولا سيما خلال فترة عمله بصفته دبلوماسياً في العراق.
وقال ويلسون أيضاً: "كان ماكغورك مدافعاً قوياً عن التطبيع الضمني مع نظام بشار الأسد في سورية خلال إدارتي أوباما وبايدن، وكذلك كمواطن عادي، ودافع عن تخفيف العقوبات عن النظام الوحشي (في سورية)، وكما كان الحال في العراق، فقد كان تحليله السياسي بعيداً تماماً عن الواقع، حيث شهد أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب عام 2014، قائلاً: (لا نرى سيناريو يتمكن فيه المتمردون من إزالة الأسد عن السلطة)".
ووصف ويلسون المبعوث ماكغورك بأنه "شخص كان مخطئاً باستمرار، بطرق عرّضت الأمن القومي الأميركي للخطر، حيث استمر في التأثير بالسياسات عبر إدارات مختلفة، وهو ما يكشف عن مشكلة كبيرة في منظومة السياسة الخارجية". وأضاف: "لقد أدت سياسات ماكغورك الفاشلة إلى تمكين إيران ووكلائها في المنطقة، ما جعل الأميركيين أقل أمناً، ويجب على الكونغرس التحقيق في سياسات مكغورك الفاشلة، التي كانت خاطئة باستمرار لعقود، لضمان عدم تكرار هذه الإخفاقات مرة أخرى".
وأشار النائب الأميركي في رسالته إلى أن "ماكغورك لعب دوراً في دعم إدارة أوباما عام 2010 لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي لولاية ثانية". وأضاف: "لقد أصبح ماكغورك قريباً جداً من المالكي لدرجة أن موظفي السفارة الأميركية في بغداد أطلقوا عليه لقب (همس رئيس الوزراء)، وفقاً لمسؤولين عملوا معه خلال إدارة الرئيس بوش".
وأشار ويلسون في هذا الجانب، إلى أنه "بعد ظهور داعش، عيّن الرئيس أوباما ماكغورك مبعوثاً خاصاً لمكافحة داعش، وبدلاً من تصحيح الأخطاء التي تسبب بها، عمل ماكغورك بشكل وثيق مع المليشيات المدعومة من إيران. ففي 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، نشر ماكغورك على إكس، قائلاً: (الولايات المتحدة تشيد بتقدم قوات الأمن العراقية وقوات التعبئة الشعبية ضد إرهابيي داعش في بيجي)، وكانت قوات التعبئة الشعبية تضم مليشيات مدعومة من إيران، بما في ذلك منظمات إرهابية أجنبية، بالإضافة إلى ذلك، قدمت الولايات المتحدة دعماً جوياً إلى هذه المليشيات المدعومة من إيران"، على حد قوله.
وأضاف: "خلال فترة تولي ماكغورك منصب المبعوث الخاص، قدمت الولايات المتحدة دعماً مباشراً إلى منظمة (بدر)، وهي مليشيا مدعومة من إيران، درّبها وسلّحها وموّلها قاسم سليماني، حتى إن هادي العامري، زعيم بدر، قال لبلومبيرغ إن السفير الأميركي في العراق، في ذلك الوقت، عرض تقديم ضربات جوية لدعم قوات مليشياته في قتال داعش. وفي ديسمبر 2015، نشرت رويترز أن الولايات المتحدة تجاهلت بشكل متكرر عمليات القتل والتعذيب التي نفذتها المليشيات المدعومة من إيران في العراق، بما في ذلك منظمة بدر".
وشدد ويلسون في رسالته على أن "سياسات ماكغورك في العمل مع إيران لمحاربة داعش باءت بالفشل الذريع. وفقاً لتقرير لمفتش وزارة الدفاع العام في 2022، فإن المليشيات المدعومة من إيران لا تزال تسيطر على أجزاء من الأجهزة الأمنية في العراق، وقد دُمج العديد من ضباط مليشيا بدر داخل وزارة الداخلية والدفاع، ما سمح لهم بالاحتفاظ بمناصبهم وترقياتهم السريعة بناءً على الولاء السياسي".
وتابع ويلسون: "كما أشار الرئيس ترامب، كان ماكغورك مسؤولاً عن تسليم أموال نقدية لإيران خلال صفقة أوباما الفاشلة مع إيران، وانتقد ماكغورك حملة الضغط القصوى الناجحة التي أطلقها الرئيس ترامب ضد إيران، زاعماً بشكل خاطئ أن إيران أصبحت الآن تتصرف بشكل أقل استفزازية، وليس أكثر. ومع ذلك، خلال إدارة بايدن، تصرفت إيران بعدوانية أكثر من أي وقت مضى، على الرغم من جهود ماكغورك في التواصل، ونتيجة لضعف تنفيذ العقوبات، أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى امتلاك سلاح نووي".