ميقاتي: لا حكومة لبنانية قبل 4 أغسطس والمهلة غير مفتوحة

ميقاتي: لا حكومة لبنانية قبل 4 أغسطس والمهلة غير مفتوحة

02 اغسطس 2021
عقد ميقاتي لقاءه الرابع مع عون اليوم (حسين بيضون)
+ الخط -

حسم رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي بأن "لا حكومة قبل الرابع من أغسطس"، في ضربة جديدةٍ للخارج، رغم تعبيده طريق العقوبات، ولا سيما لفرنسا التي عوّلت مرة أخرى على إنهاء الأزمة الحكومية قبل الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، التي تترافق مع عَقدِ مؤتمر دولي بادر إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمم المتحدة للاستجابة لاحتياجات الشعب اللبناني.

وخرج ميقاتي، اليوم الاثنين، من لقائه الرابع مع الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا الجمهوري بموقفٍ تشاؤمي المضمون نسف فيه الأجواء الإيجابية التي رافقت تكليفه منذ 26 يوليو/تموز الماضي، وخصوصاً بعد رسائل متبادلة عالية السقف أطلقت على خطّ الطرفين في عطلة الأسبوع، منها ما وضع في سياق "التهديد".

وقال ميقاتي في تصريحٍ من قصر بعبدا: "كنت أتمنى أن تكون الوتيرة أسرع في تشكيل الحكومة وأن تولد قبل 4 آب، والرئيس عون لديه ارتباطات يوم غد ولهذا السبب سنجتمع يوم الخميس المقبل"، مؤكداً، في المقابل، أن "مهلة تشكيل الحكومة غير مفتوحة ويفهم من يفهم".

وشدد ميقاتي على أنه ينطلق من مبدأ المحافظة على نفس التوزيعة الطائفية والمذهبية للحقائب الوزارية السيادية التي كانت معتمدة في الحكومة السابقة، وذلك "تفادياً لأي مشكل جديد وفتح وكر الدبابير" على حدّ قوله، وهنا تحديداً جوهر الخلاف الذي كان بين عون والرئيس المعتذر سعد الحريري وانتقل الآن إلى المكلف الجديد.

وحمل الرئيس المكلف إلى الرئيس عون في لقائهما الأخير تصوّراً حكومياً يبقي فيه على التوزيع الوزاري الطائفي للحقائب السيادية، خصوصاً الداخلية للطائفة السنية وتحديداً "تيار المستقبل" (برئاسة سعد الحريري)، والمال لـ"حركة أمل" (برئاسة نبيه بري) و"حزب الله"، على أن يحصل رئيس الجمهورية على الخارجية والدفاع، وهو ما يرفضه عون ووضع ملاحظاته بشأنه، إذ يتمسّك منذ البداية بالداخلية والعدل، ولا سيما في ظلّ تمسّك الثنائي الشيعي بوزارة المال، ويرفض التخلي عنها أو إدخالها ضمن مبدأ المداورة، بيد أن هذه الملاحظات لم تلقَ تجاوباً من ميقاتي.

وسريعاً، بدأت أوساط الطرفين تتبادل كرة التعطيل ووضع الشروط التعجيزية لتنسف كلّ الأجواء الإيجابية التي سرّبتها عند تكليف ميقاتي الاثنين الماضي، وقد بلغت حد تصريح مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق بيار رفول لقناة "أو تي في" (تتبع لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحرّ) الذي أبدى فيه امتعاضه من تدخل نادي رؤساء الحكومات السابقين، فؤاد السنيورة وتمام سلام وسعد الحريري، الذي ينتمي إليه ميقاتي أيضاً، في عملية المشاورات، وقال صراحةً: "إذا أراد ميقاتي أن يتعلّق بما كان يتعلق به الحريري بيروح مثل ما راح الحريري".

كلام رفول وضعته أوساط الرئيس المكلف من خلال مقال نشر في موقع "لبنان 24" (محسوب على ميقاتي) في إطار "التهديد"، وردّت عليه تحت عباءة "مصدر مراقب" بجملة توجهت بها قرنفل (فيروز) لشاكر الكندرجي (إيلي شويري) في مسرحية "صح النوم" "روح يا بلا مربا"، وهي تطورات تشي بأن مخاض ولادة الحكومة سيطول مع الرئيس الثالث توالياً الذي يكلف تشكيل الحكومة منذ استقالة حكومة حسان دياب في أغسطس/آب 2020.