ميقاتي: لا اتصال مع باسيل وقدمنا عرضاً للوسيط الأميركي بخصوص الغاز

ميقاتي لـ"التلفزيون العربي": لا اتصال مع باسيل وقدمنا عرضاً للوسيط الأميركي بخصوص الغاز

23 يونيو 2022
ميقاتي: لا نريد حرباً وكل ما نريده هو استخراج الغاز (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -


قال رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، نجيب ميقاتي، إنه لم يسعى إلى منصب رئيس الحكومة، مشيراً إلى أنه سيقوم بواجبه بعد تسميته لتشكيل الحكومة إثر استشارات نيابية أجراها الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا الجمهوري.

وشدد ميقاتي في حوار مع "التلفزيون العربي"، على أن الحكومة يجب أن تكون "ميثاقية"، موضحاً أنه مهتمّ بأن تعبّر حكومته عن جميع أطياف المجتمع اللبناني. 

وغاب عن تكليف ميقاتي، الخميس، صوت أكبر كتلتَيْن مسيحيتَيْن في البرلمان، ما من شأنه أن ينعكسَ على الثقة المنتظر أن تنالها حكومته من البرلمان في حال تشكيلها سريعاً. 

وقال ميقاتي إنه "منفتح على كل الطوائف اللبنانية من دون أي تحفظ والجميع يعرف ذلك عنّي"، مشيراً إلى أن "لا تواصل أو اتصال مع جبران باسيل"، لكنه أردف: "مع ذلك، لا أرى أن هناك أي مشكلة معه".

وصرّح باسيل اليوم بأننا "لسنا مع تسمية ميقاتي لأسباب عدة؛ منها ما عبّر عنه هو بنفسه حول صعوبة تشكيل حكومة جديدة في هذا الوقت الضيق، وصعوبة تحقيق أمور نعتبرها أساسية في المرحلة المقبلة تتعلق بمصرف لبنان، والتحقيق في انفجار مرفأ بيروت والإصلاحات وخطة التعافي والأمر المستجد الأخير المتعلق بالحدود البحرية".

وقال باسيل إنه لا يرى أن هناك مع ميقاتي فرصة حقيقية للإصلاح في البلد.

معالجة التحديات الاقتصادية 

ميقاتي وفي أول مقابلة تلفزيونية بعد إعادة تكليفه بتشكيل الحكومة، قال لبرنامج "حديث خاص" عبر "العربي": إن أولويات الحكومة المقبلة ستكون معالجة التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد، من المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وضبط تحويل الأموال إلى الخارج، أو ما يُعرف بـ"الكابيتل كونترول"، إضافة إلى ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل واستخراج النفط من شرق المتوسط.

وأكد ميقاتي أن الوقت لتشكيل الحكومة قد يكون ضيقًا، ما قد يضطره إلى تفعيل حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها، معرباً عن استعداده لدعوتها إلى اجتماع لاتخاذ القرار اللازم. 

من جهة ثانية، أعلن ميقاتي أنه سيبدأ الاجتماعات البرلمانية اعتباراً من الإثنين، من أجل إتمام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، مشيراً إلى الحاجة لقرارات استباقية من أجل إتمام الاتفاق مع البنك الدولي، من بينها ضبط تحويل الأموال للخارج، لافتاً إلى "أننا سنعمل على منح الموظف اللبناني راتباً يضمن له العيش الكريم".

وإذ رأى ميقاتي أن حكومة تصريف الأعمال الحالية لا تعني ألا يتطرق للقضايا الوطنية الأساسية، كشف عن عرض قدّم للوسيط الأميركي، آموس هوكشتاين، في ملف ترسيم الحدود البحرية جنوباً، بخصوص الغاز شرقي المتوسط، وأضاف أنه " لا يمكننا التراجع عمّا قدمناه".

كما كشف ميقاتي أن "حزب الله" يدعم قرار الحكومة اللبنانية، وجوابه لم يكن سلبياً بخصوص "ما قدّمناه للوسيط الأميركي بشأن الغاز"، مشدداً على "أننا لا نريد حرباً وكل ما نريده هو استخراج الغاز من شرق المتوسط".

وانتهت الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها الرئيس عون، الخميس، إلى تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة بحصوله على أغلبية 54 صوتاً، مقابل حصول السفير السابق نواف سلام على 25 صوتاً، ورئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري على صوت واحد، والدكتورة في علم الاجتماع روعة الحلاب على صوتٍ واحدٍ، وامتناع 46 نائباً عن التسمية، وتسجيل مقاطعة النائب أشرف ريفي.

وأبلغ عون رئيس البرلمان نبيه بري بحصيلة الاستشارات، وتم استدعاء ميقاتي إلى القصر الجمهوري عند الساعة الخامسة بتوقيت بيروت لتكليفه، وأكد الرئيس المكلف من قصر بعبدا أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي معبر أساسي للإنقاذ، مشدداً على ضرورة التعاون مع مجلس النواب لإقرار المشاريع الإصلاحية المطلوبة، داعياً جميع القوى السياسية إلى إنقاذ لبنان وانتشال شعبه مما يتخبط به لأن مسؤولية الإنقاذ جماعية لا فردية.

ويعدّ عدد الأصوات الذي حاز عليه ميقاتي وأدى إلى تكليفه للمرة الرابعة تشكيل الحكومة (مرتان في عهد عون الذي انطلق عام 2016) الأدنى في مسيرته الحكومية، ومقارنة بالرؤساء الذي كلفوا تشكيل الحكومة منذ عام 2011.

ويعود ذلك بالدرجة الأولى لرفض تسميته من قبل أكبر تكتلين مسيحيين في البرلمان؛ "القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع (يضم 19 نائباً)، و"لبنان القوي" برئاسة النائب جبران باسيل (17 نائباً)، وخسارته أصوات "تيار المستقبل" التي صبّت في صالحه خلال الاستشارات الماضية، وكذلك أصوات "الحزب التقدمي الاشتراكي" برئاسة وليد جنبلاط الذي اختار هذه المرّة دعم نواف سلام.

المساهمون