ميركل تغادر مقر المستشارية وشولتز يتعهد بـ"بداية جديدة" لألمانيا
تعهد المستشار أولاف شولتز، الأربعاء، بـ"بداية جديدة" لألمانيا خلال تسلمه السلطة من أنجيلا ميركل، التي تنسحب من الحياة السياسية بعد 16 عامًا على رأس أكبر قوة اقتصادية في أوروبا.
واستقبلت الزعيمة المحافظة، التي بقيت في السلطة للفترة الطويلة نفسها تقريبًا التي تولى فيها هيلموت كول زمام الحكم، خلفها في الساعة الثانية بتوقيت غرينتش أمام المستشارية، وقدم لها باقة كبيرة من الزهور.
ودعت ميركل الشخص الذي كان نائباً لها منذ فترة ليست ببعيدة، إلى "العمل من أجل خير" ألمانيا. في المقابل، أشاد شولتز بميركل على "كل ما فعلتْه لبلادنا"، ووعد "ببداية جديدة".
وغادرت ميركل، التي لُقبت بـ"المستشارة الأبدية"، مقر المستشارية نهائياً، وستبدأ بعد 31 عاماً من الحياة السياسية صفحة جديدة من حياتها لا يعرف الكثير عنها حتى الآن.
وجلست ميركل واضعة كمامة في البوندستاغ لحضور مراسم انتخاب خلفها، فصفق لها النواب مطولاً واقفين بمعظمهم قبل افتتاح الجلسة.
#UPDATE Olaf Scholz became Germany's new chancellor on Wednesday after 16 years with Angela Merkel at the helm, pledging his centre-left-led coalition would offer a "new beginning" for Europe's top economy https://t.co/eiZkz0HCUM pic.twitter.com/Qx29MEDAwn
— AFP News Agency (@AFP) December 8, 2021
وأصبح شولتز المستشار التاسع لألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية، بعدما حصد أصوات 395 نائباً من أصل 736 في البوندستاغ المنبثق عن انتخابات 26 أيلول/سبتمبر، فيما صوت 303 نواب ضده وامتنع 6 عن التصويت.
وأدى رئيس بلدية هامبورغ السابق، البالغ من العمر 63 عاماً، اليمين الدستورية في البوندستاغ، حيث تلا المادة 56 من القانون الأساسي التي وعد بموجبها بـ"تكريس كل قواه لما هو خير الشعب الألماني".
وقال والده، البالغ من العمر 86 عامًا، إنه تنبأ لابنه، الذي كان يزعم أنه "يعرف كل شيء" عندما كان طفلاً، في سن الثانية عشرة، بأنه سيصبح مستشارًا.
ويتسلم شولتز مقاليد السلطة على رأس أول حكومة تكافؤ في ألمانيا تتولى نساء فيها وزارات أساسية، مع تعيين البيئية أنالينا بيربوك وزيرة للخارجية والاشتراكيتين الديمقراطيتين كريستين لامبريشت وزيرة للدفاع ونانسي فيسر وزيرة للداخلية.
ترحيب أوروبي وأميركي وروسي وصيني
وتلقى شولتز، الذي عُين وزيراً عدة مرات، التهاني من قادة في جميع أنحاء العالم.
ووعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المستشار الجديد بأنه "سنكمل الطريق معا... من أجل الفرنسيين والألمان والأوروبيين"، فيما تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين بالعمل معه "من أجل أوروبا قوية". وسيلتقي شولتز ماكرون وفون ديرلاين، الجمعة، في أول زيارة يقوم بها إلى الخارج، وسيقصد فيها باريس وبروكسل.
وهنّا الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء المستشار الألماني الجديد مؤكدًا أنه يأمل تطوير "العلاقات القوية" بين واشنطن وبرلين.
وكتب بايدن في تغريدة "تهانيّ للمستشار الألماني الجديد أولاف شولتز. أتطلع لتطوير العلاقات القوية بين بلدينا والعمل بشكل وثيق معًا لإحراز تقدم في التحديات العالمية الحالية".
من جانبه، دعا الكرملين إلى "علاقة بناءة" مع ألمانيا، في وقت يسود فيه توتر بين الاتحاد الأوروبي وموسكو بسبب تسميم المعارض أليكسي نافالني وقضايا تجسس نسبت لروسيا.
كما أبدى الرئيس الصيني شي جين بينغ استعداد بلاده لنقل العلاقات الثنائية إلى "مستوى جديد".
وتتناقض سرعة شي جين بينغ في تهنئة المستشار الألماني الجديد مع تعامله مع انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة. وتعهد حزب الخضر، وضمنه رئيسة الخارجية الجديدة أنالينا بربوك، بالتشدد مع بكين.
ولكن داخلياً، سيتعين على شولتز وفريقه مواجهة العقبات الأولى، خاصةً الوضع الصحي الحرج.
مسؤولية مكافحة تفشي كورونا
وأكد رئيس الجمهورية الفدرالية، الذي استقبل الفريق الحكومي الجديد، للمستشار "المسؤولية الكبيرة" الملقاة على عاتقه لمكافحة تفشي كوفيد-19 في البلاد.
وقال فرانك فالتر شتاينماير "لا تدعوا الوباء يفرقنا على المدى الطويل"، في إطار تعبئة، ولا سيما لليمين المتطرف، ضد التلقيح الإلزامي المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في فبراير/شباط أو مارس/آذار.
(فرانس برس)
