مجموعة السبع تتوعد بمحاسبة روسيا وتدعو الصين لـ"احترام حقوق الإنسان"

مجموعة السبع تتوعد بمحاسبة روسيا وتدعو الصين لـ"احترام حقوق الإنسان"

13 يونيو 2021
تختتم قمة مجموعة السبع أعمالها اليوم الأحد(Getty)
+ الخط -

تعهدت مجموعة السبع، في بيانها الختامي، اليوم الأحد، بمحاسبة روسيا على الهجمات الإلكترونية، بينما دعت الصين لـ"احترام حقوق الإنسان".

كما تعهدت مجموعة السبع، في ختام قمة استمرت ثلاثة أيام في جنوب غرب إنكلترا، بتوزيع أكثر من مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بحلول نهاية العام 2022، على أمل القضاء على الجائحة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون.

وقال جونسون، خلال مؤتمر صحافي: "طالبت نظرائي بالمساعدة في تحضير الجرعات اللازمة وتوفيرها من أجل تلقيح العالم بحلول نهاية العام 2022"، مضيفاً: "لقد تعهد قادة الدول توفير أكثر من مليار جرعة" عبر التمويل أو آلية كوفاكس.

وحثت المجموعة، في البيان الختامي، على التعاون مع منظمة الصحة العالمية بإجراء دراسة شفافة تستند إلى العلم، بما في ذلك في الصين، لمعرفة منشأ فيروس كورونا.

محاسبة روسيا
وفي سياق آخر، تعهد قادة دول المجموعة بمحاسبة روسيا على الهجمات الإلكترونية ووصفتها بأنها "تهديد عاجل ومتصاعد".

وقالت المجموعة إنها ستحاسب من هم داخل حدودها الذين ينفذون الهجمات، أو يسيئون استخدام العملة الافتراضية، وغير ذلك من جرائم الإنترنت".

ودعا قادة دول المجموعة "روسيا إلى إجراء تحقيق عاجل وإلى تقديم شرح ذي مصداقية وإعطاء توضيحات ذات مصداقية حول استخدام أسلحة كيميائية على أراضيها، وإلى وضع حد للقمع الممنهج للمجتمع المدني ولوسائل الإعلام المستقلة، وإلى كشف المسؤولين عن شن هجمات إلكترونية بواسطة برمجيات الفدية من داخل أراضيها".

تحقيق جديد مع الصين
وحضت مجموعة السبع الصين على التعاون مع منظمة الصحة العالمية لإجراء تحقيق "شفاف" في مرحلته الثانية بشأن مصدر وباء كوفيد.

وقالت الدول الصناعية السبع في بيانها الختامي: "ندعو إلى تحقيق شفاف وعلمي في مرحلته الثانية يقوده خبراء وتجريه منظمة الصحة العالمية بشأن مصدر كوفيد-19 يشمل، بحسب توصيات تقرير الخبراء، الصين.

كما دعا بيان المجموعة الصين إلى "احترام حقوق الإنسان" في كل من إقليم شينجيانغ (غرب)، حيث تتهم بكين بارتكاب انتهاكات ضد الأقليات، وهونغ كونغ حيث تستهدف الناشطين المدافعين عن الديمقراطية".

وجاء في البيان: "سنشجّع على قيمنا، بما في ذلك دعوة الصين إلى احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، خصوصا في ما يتعلق بشينجيانغ واحترام تلك الحقوق والحريات ودرجة عالية من الحكم الذاتي لهونغ كونغ".

التغير المناخي
كما دعت المجموعة إلى تأسيس نظام ضريبي "أكثر إنصافا"، يفرض حدا أدنى للضرائب على الشركات ويشمل حملة مشتركة ضد التهرّب الضريبي، في إطار ما وصفتها بجهود رامية لتقليص عدم المساواة.

واتفق القادة على "الدفاع عن تجارة أكثر حرية وإنصافا في إطار نظام تجاري يتم إصلاحه واقتصاد عالمي أكثر مرونة ونظام ضريبي عالمي أكثر إنصافا". 

وتعهد قادة دول المجموعة أيضاً بتسريع التصدي للتغير المناخي، محددين لأنفسهم هدفا بخفض انبعاثات الدول من ثاني أوكسيد الكربون بمقدار النصف بحلول العام 2030 وزيادة المساعدات المالية للدول الأكثر فقرا.

أميركا استعادت وجودها
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة استعادت وجودها على الساحة العالمية.

واستغل بايدن أول جولة خارجية له منذ توليه منصبه للتواصل مع جيل جديد من قادة بعض أقوى دول العالم، وتوحيد الحلفاء بشكل أوثق، والتحدث في عدة قضايا تتضمن جائحة فيروس كورونا، وممارسات التجارة، والصين.

وبينما اختتمت ثلاثة أيام مما سمّاه بايدن "اجتماعاً تعاونياً ومثمراً بشكل غير عادي" في قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، قال الرئيس الأميركي إن "هناك حماساً حقيقياً للعمل معي".

وذكر الرئيس الأميركي، في مؤتمر صحافي قبل مغادرته مقاطعة كورنوال لزيارة الملكة إليزابيث الثانية في قلعة وندسور أن "أميركا عادت للعمل على قيادة العالم إلى جانب الدول التي تشاركنا قيمنا المتجذرة. أعتقد أننا أحرزنا تقدماً في إعادة ترسيخ المصداقية الأميركية بين أقرب أصدقائنا".

وترك الرئيس الأميركي، الذي سيزور ثلاث دول خلال ثمانية أيام، بصماته على مجموعة الدول السبع بإعلان التزامه إرسال 500 مليون جرعة لقاح ضد فيروس كورونا لدول العالم، والضغط على الحلفاء لفعل الشيء نفسه.

كما اجتهد بايدن كي يتضمن البيان المشترك للقادة "لغة محددة" تنتقد استخدام الصين للعمل القسري، وأشكال انتهاكات حقوق الإنسان الأخرى، بينما كان يعمل على تصوير التنافس مع بيكين باعتباره المنافسة الحاسمة في القرن الحادي والعشرين.

وقال للصحافيين إن الدفاع المتبادل عن حلف شمال الأطلسي "واجب مقدّس"، وإن القوى الديمقراطية تخوض "منافسة مع تلك الاستبدادية".

وفي حين تعهد بايدن بأن يكون "واضحاً بدرجة كبيرة" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثاتهما المرتقبة بشأن مجموعة قضايا تثير قلق الولايات المتحدة حيال موسكو، دافع عن قراره عدم الظهور علناً إلى جانب بوتين خلال اجتماعهما المرتقب الأربعاء في جنيف، قائلاً إن الأمر "ليس سباقاً بشأن من يستطيع القيام بأداء أفضل في مؤتمر صحافي نحاول خلاله أن يحرج واحدنا الآخر. الأمر يتعلق بتوضيح موقفي بدرجة كبيرة بشأن ماهية شروط تحسين العلاقة مع روسيا. لا نسعى إلى نزاع".

وفي وقت سابق، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى العمل من أجل تعزيز الالتزام بالتعددية.

وفي تغريدة على تويتر، مع انطلاق القمة، أكد بايدن على العمل مع الحلفاء والشركاء لبناء اقتصاد عالمي أكثر عدلا وشمولية.

مجموعة السبع ليست نادياً مناهضاً للصين
بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن مجموعة الدول السبع "ليست نادياً مناهضاً للصين"، رغم دعوة البيان الختامي للمجموعة بكين إلى احترام حقوق الإنسان في شينجيانغ وهونغ كونغ.

وقال الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي أعقب قمة المجموعة التي انعقدت في جنوب غرب إنكلترا إن الدول الصناعية السبع تمثّل "تجمعاً لديمقراطيات" تسعى إلى "العمل مع الصين بشأن كافة القضايا العالمية" بمعزل عن الخلافات.

وفي وقت سابق، اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الأحد، في اليوم الأخير من قمة مجموعة السبع في بريطانيا، أن وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض أعطى "زخماً جديداً" لأعمال المجموعة. 

وقالت ميركل، التي كانت علاقاتها صعبة جداً مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، للصحافة إن "انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة لا يعني أنه لم تعد لدينا مشاكل في العالم، لكن بات بإمكاننا العمل بزخم جديد لحلها".

وأضافت: "أجد أنه من الجيد جداً أننا أصبحنا عمليين أكثر في هذا الاجتماع لمجموعة السبع"، في إشارة إلى القرارات المتعلقة بمكافحة جائحة كوفيد-19 والإجراءات ضد الاحتباس الحراري.

والتقت المستشارة جو بايدن وجهاً لوجه في كورنوال، إثر اجتماع أغنى دول العالم، ودعاها للقيام بزيارة رسمية إلى البيت الأبيض في 15 يوليو/تموز، وإن كان الاجتماع في بريطانيا أول قمة لمجموعة السبع يحضرها جو بايدن كرئيس، فهي آخر قمة من نوعها لأنجيلا ميركل التي قررت التنحي بعد الانتخابات البرلمانية في بلادها في نهاية سبتمبر/أيلول.

وعندما سألتها الصحافة إن كانت تلقت هدايا من نظرائها، ردت بابتسامة "تلقيت فقط التمنيات الطيبة، لا هدايا".
انطلقت أعمال قمة دول المجموعة، الجمعة، في مدينة كورنوال جنوب غربي إنكلترا، واستمرت 3 أيام، وسط إجراءات أمنية مشددة، ومظاهر احتجاج.

وتعالج القمة قضايا التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا، وتوزيعَ اللقاحات حول العالم، ومواجهة التغير المناخي.

وقد دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قادة دول المجموعة إلى الاستفادة من دروس جائحة كورونا، وتجنب أخطاء التعافي من الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008.

بدورها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن عدم حصول بعض دول العالم على لقاحات كورونا يعد من أهم القضايا التي تشغل قادة الدول الكبرى.

وأضافت ميركل -في تصريحات على هامش اجتماعات كورنوال- أن بحث خطط التعافي من جائحة كورونا، واستعراض سير حملات التطعيم ضد الفيروس بالدول السبع، على جدول أعمال القمة.