ميرز يؤدي اليوم اليمين مستشاراً لألمانيا في مرحلة حرجة

06 مايو 2025
ميرز خلال توقيع اتفاقية حزبية في برلين، 5 مايو 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تولى فريدريش ميرز منصب مستشار ألمانيا في ظل تباطؤ اقتصادي وصعود اليمين المتطرف، بعد انهيار الائتلاف الثلاثي بقيادة أولاف شولتز، مما خلق فراغًا سياسيًا في أوروبا.
- ميرز، من خلفية محافظة، بدأ مسيرته السياسية مبكرًا، وعمل على تعزيز مكانة الحزب الديمقراطي المسيحي رغم تعثر محاولاته السابقة للوصول إلى زعامته.
- في السياسة الخارجية، يدعم ميرز إسرائيل في حربها على غزة، مع التأكيد على استمرار شحنات الأسلحة الألمانية وزيادة المساعدات الإنسانية لأهالي غزة.

يؤدي السياسي المحافظ فريدريش ميرز، اليوم الثلاثاء، اليمين مستشاراً لألمانيا في مرحلة حرجة يواجه فيها اقتصاد البلاد أطول فترة تباطؤ منذ حقبة الحرب إلى جانب موجة صعود اليمين المتطرف وتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة الحليف الأمني الرئيسي لألمانيا.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يصادق النواب على اختيار ميرز لمنصب المستشار في تصويت بالمجلس بعدما أبرمت كتلة المحافظين التي تصدرت انتخابات فبراير/شباط الماضي، والتي تضم الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، اتفاق ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي ينتمي إلى يسار الوسط.

وتقع على عاتق ميرز مهمة لإثبات القدرة على القيادة بعدما أدى انهيار الائتلاف الثلاثي الذي قاده المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتز والمنتمي للحزب الديمقراطي الاجتماعي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى فراغ سياسي في قلب أوروبا في وقت تواجه فيه عددا لا يحصى من الأزمات.

وتهدد حرب تجارية عالمية أشعلتها الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات بسنة ثالثة من الانكماش في أكبر اقتصاد في أوروبا، والذي يعاني بالفعل تحت وطأة فقد إمدادات الغاز الروسي منخفض الكلفة منذ غزو روسيا الشامل لأوكرانيا في عام 2022 ومن تزايد المنافسة من الصين.

وقال كارستن برزيسكي، الرئيس العالمي للاقتصاد الكلي لدى "آي.إن.جي"، إنه مع تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا في عدد من أحدث استطلاعات الرأي، فمن الواضح أن التحدي الرئيسي للحكومة الجديدة هو استعادة الثقة في الوسط السياسي في ألمانيا. وأضاف "إذا فشلت هذه الحكومة، سيحصل حزب البديل من أجل ألمانيا على مزيد من الدعم في الانتخابات المقبلة، وقد يصبح جزءا من أي حكومة قادمة".

وميرز الآتي من أسرة محافظة، والمولود في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1955، التحق مبكراً في السابعة عشرة من عمره بشبيبة الحزب المسيحي عام 1972، وبعد تخرجه عمل محامياً ولفترة في القضاء، ثم دخل عالم الشركات العالمية الكبرى. لديه مع زوجته، المحامية شارلوت ميرز، ابنتان وابن، وما مجموعه سبعة أحفاد ويعيشون في أرنسبيرغ، إلى الشمال من فرانكفورت وشمال شرق كولن، وهو أيضاً طيار ترفيهي لديه طائرة خاصة.

قاده طموحه السياسي نحو عضوية البرلمان الأوروبي في عام 1989، لكن مسيرته للوصول إلى هرم السلطة تعثّرت بعد محاولته المنافسة في بداية الألفية على زعامة "الديمقراطي المسيحي"، لكن فوز  المستشارة السابقة أنجيلا ميركل بزعامة الحزب أجّل أحلام ميرز 16 عاماً. على الرغم من ذلك، لم تخفت رغبة ميرز في اقتناص الفرص، فراح في كواليس الحزب يبشر بضرورة استعادة الحزب الديمقراطي المسيحي مكانته المحافظة، لا الائتلاف مع حزب الخضر وغيره.

خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وعد فريدريش ميرز بمواصلة دعم إسرائيل، وقال رداً على سؤال في إبريل/ نيسان 2024 حول ما إذا كان يؤيد تعليق شحنات الأسلحة الألمانية لتل أبيب بسبب دعاوى قضائية مطالبة بذلك: "لا ينبغي أن ندع الدعاوى القضائية تجعلنا نحيد عن طريق دعم إسرائيل"، وأضاف حينها أنه أوضح خلال محادثات مع رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا "إننا نقف بقوة خلف إسرائيل وإلى جانبها"، لكنه في المقابل طالب بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، معتبراً أن "إسرائيل تتحمل أيضاً مسؤولية ضمان حصول الناس على الحد الأدنى من الغذاء والماء".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون