إثيوبيا ترفض قرار واشنطن تعليق امتيازاتها الاقتصادية

إثيوبيا ترفض قرار واشنطن تعليق امتيازاتها الاقتصادية على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان

04 نوفمبر 2021
يتصاعد الصراغ في إثيوبيا وسط تقارير عن انتهاكات لحقوق الإنسان (إدواردو سوتيراس/فرانس برس)
+ الخط -

اعتبرت إثيوبيا أن مخاوف الولايات المتحدة تجاه وجود "انتهاكات لحقوق الإنسان" لا تبرر قرارها بشأن تعليق امتيازات أديس أبابا في قانون النمو والفرص بأفريقيا، وذلك مع تصاعد الصراع الدائر في البلاد.

وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان نشرته الأربعاء على حسابها الرسمي بموقع "تويتر": "تتفهم حكومة إثيوبيا مخاوف حكومة الولايات المتحدة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان خلال الصراع الدائر شماليّ البلاد"، مضيفة: "نعتقد أن مثل هذه المخاوف لا تبرر قرار الولايات المتحدة بتعليق امتيازات إثيوبيا من قانون النمو والفرص في أفريقيا".

واعتبر البيان أن قرار واشنطن المذكور "غير موفق، ولا يأخذ في الاعتبار التزام الحكومة الأميركية تقدير رفاهية المواطنين العاديين".

ولفتت الخارجية الإثيوبية إلى أن تلك الخطوة ستؤثر في "سبل عيش أكثر من 200 ألف إثيوبي، من العائلات ذات الدخل المنخفض".

فيلتمان إلى إثيوبيا... وغوتيريس يدعو إلى التفاوض

ويزور الموفد الأميركي إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان، إثيوبيا الخميس والجمعة للدعوة إلى إيجاد حل سلمي في البلاد بعدما هدّدت حركة متمرّدة بالسيطرة على العاصمة أديس أبابا.

والأربعاء، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس عن "قلق الولايات المتحدة المتزايد إزاء اتّساع نطاق العمليات العسكرية وأعمال العنف بين المجموعات الإثنية".

في غضون ذلك، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأربعاء، أنه لا حلّ للأزمة في إثيوبيا إلا "من خلال طاولة المفاوضات وإشراك جميع الإثيوبيين".

وقال المتحدث باسمه، فرحان حق، خلال مؤتمر صحافي بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك: "يشدد الأمين العام على أنه في نهاية المطاف، لا يمكن حل الأزمة الحالية في إثيوبيا، إلا حول طاولة المفاوضات بإشراك كل الإثيوبيين قادة وشعباً"، مضيفاً: "يشعر الأمين العام بقلق عميق من أن التصعيد الأخير واتساع نطاق النزاع المسلح وإعلان حالة الطوارئ، لن تؤدي إلا إلى تفاقم حالة حقوق الإنسان لشعب إثيوبيا، ولذلك يدعو مرة أخرى إلى وقف القتال على الفور".

ونقل حق عن الأمين العام إشارته إلى خطورة النتائج التي توصل إليها تقرير أممي صدر في وقت سابق الأربعاء، وكشف عن "تورط جميع أطراف الصراع بإثيوبيا في انتهاكات قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وكان التقرير المشترك الصادر عن لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قد ذكر أن تحقيقاً أجرته المنظمتان، خلص إلى "وجود أسباب معقولة للاعتقاد بأن جميع أطراف النزاع في إقليم تيغراي (شمال) ارتكبت، بدرجات متفاوتة، انتهاكات ضد حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني وقانون اللاجئين، قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

قطر والكويت تدعوان رعاياهما إلى مغادرة إثيوبيا

في الأثناء دعت قطر والكويت، الأربعاء، رعاياهما إلى مغادرة الأراضي الإثيوبية. جاء ذلك في بيانين للسفارة القطرية ووزارة الخارجية الكويتية، غداة إعلان حالة الطوارئ في إثيوبيا مع تصاعد المعارك في البلاد بين الجيش و"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".

وقالت السفارة القطرية في أديس أبابا، في بيان عبر "تويتر": "نهيب جميع المواطنين القطريين في الأراضي الإثيوبية باتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر ومغادرة إثيوبيا بأسرع وقت ممكن". وأوضحت أنّ القرار جاء "نظراً للأحداث الأمنية الأخيرة وإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء إثيوبيا".

على النحو ذاته، قالت الخارجية الكويتية في بيان: "ندعو المواطنين الكويتيين الموجودين في إثيوبيا إلى مغادرتها فوراً". وأهابت الوزارة بـ"المواطنين الراغبين في السفر إلى أثيوبيا التريث وتأجيل سفرهم؛ نظراً للأوضاع التي تشهدها حالياً".

وفي نهاية الأسبوع المنصرم، أعلنت "جبهة تحرير شعب تيغراي" التي تواجه منذ عام الجيش الفدرالي في شمال البلاد، سيطرتها على مدينتي ديسي وكومبولشا الاستراتيجيتين اللتين تقعان على مسافة 400 كيلومتر شمال أديس أبابا.

في الوقت نفسه، أعلن "جيش تحرير أورومو" الذي تحالف في أغسطس/آب مع الجبهة سيطرته على مدن عدة في جنوب كومبولشا، بينها كيميسي على مسافة 320 كيلومتراً من أديس أبابا.

ورداً على سؤال عن احتمال دخوله العاصمة الإثيوبية، قال الناطق باسم "جيش تحرير أورومو"، أودا طربي: "إذا استمرت الأمور بالحيوية الحالية فستكون مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع"، مشدداً على أن سقوط رئيس الوزراء آبي أحمد أمر "محسوم".

"جبهة تحرير تيغراي": عملياتنا ستستمرّ

وأعلن المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاشيو رضا، مساء الأربعاء، أن الجبهة تتحرك جنباً إلى جنب مع جيش تحرير أورومو للتقدم في أراضي في كيميسي في منطقة أمهرة. وقال غيتاشيو على "تويتر" إن "العمليات المشتركة ستستمر في الأيام والأسابيع المقبلة".

وتشكل هذه التصريحات تكراراً لما أكده غيتاشيو رضا، لوكالة "فرانس برس" في يوليو/تموز. وقال حينذاك: "إذا اضطررنا إلى السير إلى أديس أبابا لحماية تيغراي، فسنفعل ذلك".

وتنفي الحكومة الإثيوبية أن يكون المتمردون قد حققوا أي تقدم ميداني، لكنّها فرضت الثلاثاء حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد، فيما دعت السلطات المحلية في أديس أبابا إلى التعبئة للدفاع عن المدينة.

والاتصالات مقطوعة في جزء كبير من شمال إثيوبيا، حيث فرضت قيود كبيرة على دخول الصحافيين، ما يجعل من الصعب التحقق بشكل مستقل من الوضع على الأرض. ويثير التصعيد المسجّل أخيراً في إثيوبيا قلق المجتمع الدولي.

(فرانس برس، الأناضول)

المساهمون