موعد قمة ترامب وبوتين في ألاسكا وجدول أعمالها

14 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 21:24 (توقيت القدس)
خلال لقاء جمع بوتين وترامب في أوساكا، 28 يونيو 2019 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اتفق البيت الأبيض والكرملين على عقد اجتماع بين الرئيسين ترامب وبوتين في ألاسكا لبحث قضايا مثل النزاع في أوكرانيا والأمن الدولي والتعاون الثنائي، وسيعقد في قاعدة فيرميدروي ريتشاردسون العسكرية.
- يضم الوفد الروسي وزراء الخارجية والدفاع والمالية ومدير الصندوق الروسي للاستثمار المباشر، مما يشير إلى تناول القمة قضايا الدفاع والأمن الدولي والتعاون الاقتصادي، بينما لم يُعلن عن تشكيلة الوفد الأميركي بعد.
- تعد قمة ألاسكا أول لقاء ثنائي منذ قمة بوتين وبايدن في 2021، وتأتي في ظل ترقب عالمي لمخرجاتها وتأثيرها على تسوية النزاع في أوكرانيا.

اتفق البيت الأبيض والكرملين على جدول أعمال اجتماع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا الأميركية، حيث يلتقيان على انفراد الجمعة 3:30 عصراً بتوقيت العاصمة واشنطن (11:30 بالتوقيت المحلي لألاسكا)، ويعقب ذلك اجتماع بحضور وفد رفيع المستوى يضم 5 أعضاء من كل جانب، على أن يختتم جدول الأعمال بمؤتمر صحافي مشترك للرئيسين. 

ويعقد الاجتماع في مدينة أنكورينغ، في مباني قاعدة فيرميدروي ريتشاردسون العسكرية. وبالقرب من القاعدة توجد المقبرة التذكارية التي دفن فيها 9 جنود روس لقوا حتفهم عام 1942 أثناء نقلهم بالطائرات.

من جهته، أفاد مسؤول في الكرملين، اليوم الخميس، بأنّ بوتين وترامب سيبحثان في قمتهما المرتقبة غداً الجمعة في ولاية ألاسكا تسوية النزاع في أوكرانيا والأمن في العالم. وقال المستشار الدبلوماسي لبوتين يوري أوشاكوف، للصحافيين وفق ما أوردته وكالة فرانس برس، إنّ جدول الأعمال "سيتمحور بالدرجة الأولى على تسوية الأزمة الأوكرانية"، إضافة إلى "السلام" و"الأمن" و"القضايا الدولية المهمة" و"التعاون الثنائي".

وكشف أوشاكوف أن وفد المفاوضين المرافقين للرئيس الروسي يضم كلا من وزراء الخارجية، سيرغي لافروف، والدفاع، أندريه بيلاوسوف، والمالية، أنطون سيلاونوف، ومدير عام الصندوق الروسي للاستثمار المباشر، مبعوث الرئيس الروسي الخاص للتعاون الاقتصادي - الاستثماري مع الدول الأجنبية، كيريل دميترييف، الذي خطف عدسات وسائل الإعلام العالمية في الأسبوع الماضي، أثناء اصطحابه مبعوث الرئيس الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى جولة بحديقة زاريادي على بعد أمتار من الكرملين.

وبذلك تكشف تشكيلة الوفد الروسي أن القمة ستتناول طيفاً واسعاً من القضايا بما لا يقتصر على الملف الأوكراني، بل ستشمل أيضا ملفات الدفاع والأمن الدولي والتعاون الاقتصادي ومصير العقوبات الأميركية المفروضة على موسكو. في المقابل، أحجم أوشاكوف عن الكشف عن تشكيلة الوفد الأميركي إلى المفاوضات، مكتفيا بالقول إنه قد تم تحديدها، وتاركا للجانب الأميركي الإعلان عنه. وأضاف أن مؤتمراً صحافياً مشتركاً سينعقد في ختام القمة، مشيرا إلى أن الوفد الروسي سيغادر ألاسكا فور انتهائها.

وتعد قمة ألاسكا أول لقاء ثنائي روسي أميركي على هذا المستوى من نوعه منذ قمة بوتين والرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، في جنيف في يونيو/حزيران 2021. يضاف إلى ذلك أن هذه أول زيارة ذات طابع ثنائي لرئيس روسي إلى الولايات المتحدة منذ زيارة الرئيس السابق، دميتري مدفيديف، إلى واشنطن وولاية كاليفورنيا في عام 2010. كما أنها أول زيارة لرئيس روسي إلى ألاسكا على الإطلاق، وأول زيارة يجريها بوتين إلى دولة غربية منذ بدء الحرب في أوكرانيا عام 2022.

وفي وقت يترقب فيه العالم مخرجات القمة لاسيما من جهة تأثيرها على مسار التسوية في أوكرانيا، تبدي روسيا تمسكها بشروطها للتسوية وإصرارها على السيطرة على المقاطعات الأوكرانية الأربع التي ضمتها في عام 2022، إذ أكد نائب رئيسة المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية الروسية، أليكسي فادييف، أن الموقف الروسي من تسوية النزاع الأوكراني عشية لقاء بوتين وترامب لم يتغير.

وقال فادييف في مؤتمر صحافي أمس الأربعاء، إن "الموقف الروسي ثابت، وتم النطق به في هذه القاعة قبل عام ونيف بتاريخ 14 يونيو/حزيران 2024". وكان بوتين قد حدد خلال لقاء مع المسؤولين وزارة الخارجية الروسية في منتصف يونيو 2024، انسحاب القوات الأوكرانية من المقاطعات الأربع التي ضمتها روسيا بشكل أحادي الجانب في نهاية سبتمبر/أيلول 2022، دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون، شرطاً لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات مع كييف.

وشكل الاجتماع الخامس بين ويتكوف وبوتين، أوائل الشهر الحالي في موسكو، نقطة انعطاف في جهود إنهاء الحرب الأوكرانية. وكشفت التسريبات المتتالية عقب الاجتماع أن ويتكوف ناقش في الكرملين اقتراح الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وقدم عرضاً إيجابياً للغاية يصعب رفضه بالنسبة لروسيا. وحسب ما رشح، فإن العرض الأميركي يسمح لبوتين بإنهاء الحرب مع وقف إطلاق النار في أوكرانيا، والبدء بتسوية سياسية تتضمن الاعتراف الفعلي بالمكاسب الإقليمية التي حققتها موسكو من جراء الحرب، عبر تأجيل هذه القضية مدة 49 أو 99 عاماً. ولاحقاً، ظهرت تسريبات تفيد بأن بوتين وافق على وقف إطلاق النار عند الخطوط الحالية في زابوريجيا وخيرسون في حال انسحبت أوكرانيا من كامل أراضي دونيتسك ولوغانسك.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، في وقت سابق، أنّ ترامب اتفق مع القادة الأوروبيين، بمن فيهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

، على الخطوط الحمراء للمحادثات القادمة مع الرئيس الروسي في ألاسكا. وفي تفاصيل لقاء عبر الفيديو جرى بين ترامب والقادة الأوربيين أمس الأربعاء، كشفت الصحيفة أن القادة الأوروبيين والرئيس الأوكراني قدموا لترامب خمسة خطوط حمراء موجزة ليلتزم بها في قمة ألاسكا: "وقف إطلاق النار شرطاً أساسياً لمزيد من المحادثات، وأي مناقشات إقليمية تبدأ من خطوط المواجهة الحالية، وضمانات أمنية غربية ملزمة يجب على روسيا قبولها، ومشاركة أوكرانيا في المحادثات، ودعم كل من الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك أوكرانيا، أيَّ اتفاق".

ويرغب ترامب في إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ وعد خلال حملته الانتخابية بوقفها في اليوم الأول من ولايته، غير أن الشكوك تتصاعد حول قدرته على إقناع بوتين بوقف قصف المدن الأوكرانية، وإقناع أوكرانيا بالتنازل عن مساحة من الأراضي التي تحتلها روسيا حالياً. وهدد ترامب بـ"عواقب وخيمة" لروسيا إذا لم يوافق بوتين على إنهاء الحرب في أوكرانيا. وردّ ترامب على سؤال أحد الصحافيين عن موقفه في حال عدم موافقة بوتين على السلام خلال وجوده اليوم في مركز كينيدي قائلاً: "نعم، سيفعلون. ستكون هناك عواقب وخيمة"، ورفض الخوض في تفاصيل العقوبة، مضيفاً: "لا داعي للقول، ستكون هناك عواقب وخيمة للغاية".