موسي والرئيس التونسي... من المغازلة إلى الاتهام

موسي والرئيس التونسي... من المغازلة إلى اتهامه بتبني "إسلام سياسي ناعم"

20 سبتمبر 2021
رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي (فرانس برس)
+ الخط -

تتقلب مواقف رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي من الرئيس التونسي قيس سعيد، بحسب الظروف والمستجدات، من المغازلة والتقرب وعرض خدماتها، إلى معارضته ومناهضته وكيل الاتهامات له، في سياق أهداف مشتركة بينهما من خلال التنافس على الإطاحة بالخصوم السياسيين أنفسهم. 

وهاجمت موسي سعيد بشدة، أمس الأحد، أياما قليلة بعد عرضها إمضاءات كتلة الحزب الدستوري الحر ووضعها تحت تصرفه لـ"تسهيل أي آلية دستورية لحل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة". 

وكانت موسي من بين أبرز المساندين لقرارات سعيد في 25 يوليو فرحا بإزاحة حركة النهضة وحلفائها من الحكم. 

وقالت موسي في تصريح لإذاعة موزاييك الخاصة، إنّ تونس تحولت بعد 25 يوليو "من دكتاتورية المرشد إلى دكتاتورية الفرد الواحد الذي لا يسمع أحدا"، مشددة على أن "كليهما أضر بالبلاد".

اعتقدت موسي أن المجال سيفتح أمامها للمبادرة وتعزيز مكانة حزبها، ولكنها فوجئت بسحب سعيد البساط من جميع الأحزاب منفردا بالمبادرة السياسية

وأضافت موسي "نحن ضد هذا ونسعى إلى قواعد ديمقراطية حقيقية التي لا تتمثل في حكم الفرد الواحد، وتسعين بالمائة، والجوقة، والتصفيق والتهليل".

وتابعت رئيسة الحزب الدستوري "هناك همزة وصل بين القصر و(زعيم حركة النهضة راشد) الغنوشي.. وثمة مخطط للانتقال من إسلام سياسي بقيادة النهضة إلى إسلام سياسي لايت (ناعم) بقيادة القصر الرئاسي".

في مقابل ذلك نفت عبير موسي قربها أو تمويلها من طرف الإمارات العربية المتحدة، مشددة على أن "الدليل على ذلك مثلا أن الأخيرة تدعم الرئيس قيس سعيد، بينما هي لا" تدعمه بحسب قولها.

وفي تعليقه على تقلب خطاب موسي وتغيير مواقفها من سعيد، قال المحلل السياسي ماجد البرهومي إن "سبب ذلك مواقف سعيد العشوائية، فأحيانا يتخذ قرارات تعتبرها موسي إيجابية وأحيانا تعارضه في قراراته"، مشيرا إلى أن "المواقف السياسية تتغير وهو أمر طبيعي".

في مقابل ذلك فسر المحلل "حدة مواقف موسي أخيرا من سعيد بسبب تهميشه لها، وعدم اكتراثه بعروضها ومقترحاتها التي أرسلتها لقصر الرئاسة وعرضها توقيعات نواب حزبها لتسهيل حل البرلمان"، مبينا أن "منع سعيد انعقاد مؤتمر حزبها من جهة، ومنع الاجتماع الحزبي أخيرا، قد يفسر ردها العنيف ومحاولتها رد الفعل الانتقامي".

وأضاف المحلل أن موسي "دعمت بداية قرارات سعيد باعتباره قد خلصها من خصومها السياسيين، معتقدة أن المجال سيفتح أمامها للمبادرة وتعزيز مكانة حزبها، ولكنها فوجئت بسحب سعيد البساط من جميع الأحزاب منفردا بالمبادرة السياسية".

وبين أنه يمكن أن تكون "مواقف موسي تحررت أكثر أخيرا بسبب سقوط الهالة، وتراجع المكانة الشعبية التي كان يحظى بها سعيد إبان 25 جويلية، غير أنه بسبب طول الانتظار والمدة سئم الناس وتزايد القلق لعدم امتلاكه حلولا لتجاوز الوضع الاستثنائي، ما شجع موسي وحتى أحزابا أخرى كانت مساندة على معارضته بشدة". 

وأضاف أن "هناك إمكانية لرفع نتائج سبر الآراء الأخيرة لمعنوياتها، حيث أظهرتها نوايا التصويت في التشريعية في المركز الأول بأغلبية هامة يليها حزب قيس سعيد، وهذا غذى عندها قدرتها على منافسة سعيد وأعاد لها اعتبارها بعد شهرين من جمود الحياة الحزبية وركود الأحزاب السياسية".

المساهمون