موسكو تنتظر رداً حول مفاوضات إسطنبول.. وكييف تطلب المقترحات فوراً
استمع إلى الملخص
- الرئيس التركي أردوغان يدعو لاستمرار الحوار بين روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن المفاوضات تمثل فرصة لتحقيق سلام دائم، ويؤكد على دور تركيا الدبلوماسي في ذلك.
- روسيا تعلن سيطرتها على ثلاث قرى في شرق أوكرانيا وتصدها لطائرات مسيّرة أوكرانية، مع مطالب بوقف توسع الناتو وإلغاء العقوبات كشرط للتسوية.
أعلنت روسيا الخميس أنها لا تزال بانتظار رد أوكرانيا على جولة مقترحة من المحادثات المقرر عقدها في إسطنبول الاثنين، على أمل التوصل إلى تسوية سلمية تنهي النزاع. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "على حد علمي، لم نحصل على رد بعد... نحن بحاجة لانتظار رد من الجانب الأوكراني"، واصفاً مطلب كييف من روسيا تسليمها شروط السلام قبل المحادثات بأنه "غير بنّاء".
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، يورهي تايكخي، الخميس، إن روسيا أحجمت عن مشاركة مذكرة قبل اجتماع مع كييف يُرجح أنها تحتوي على مطالب غير واقعية. وكتب تايكخي على موقع التواصل إكس: "خوف الروس من إرسال مذكرتهم إلى أوكرانيا يشير إلى أنها على الأرجح مليئة بالطروحات غير الواقعية، هم يخشون انكشاف أنهم يماطلون في عملية السلام".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
قد أعلن، أمس الأربعاء، أن بلاده اقترحت عقد جولة ثانية من المفاوضات مع أوكرانيا بمدينة إسطنبول في الثاني من يونيو/ حزيران المقبل. من جهته، أعرب وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، عن أمله في ألا يعرقل الجانب الروسي الاجتماع المقبل الذي اقترحت موسكو عقده في إسطنبول الأسبوع المقبل في إطار مفاوضات السلام.وفي منشور عبر منصة إكس، مساء الأربعاء، قال سيبيها: "لماذا ننتظر حتى الاثنين؟ إذا كان الروس قد أعدوا أخيراً "مذكرتهم" بعد عشرة أيام من التفكير والهجمات، فيمكن تسليمها لنا على الفور". وأضاف: "نأمل ألا يعيق الجانب الروسي الاجتماع المقبل وأن يقدم مقترحاته فوراً، كما تم الاتفاق سابقاً؛ فقط الاجتماع المُعد جيداً يمكنه أن يحقق نتائج ملموسة".
بدوره، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
روسيا وأوكرانيا إلى عدم "إغلاق الباب" أمام الحوار، معرباً عن أمله في استئناف المحادثات بين موسكو وكييف في إسطنبول الاثنين. وقال الرئيس التركي للصحافيين المرافقين له لدى عودته من زيارة لأذربيجان الأربعاء، بحسب الرئاسة التركية: "نحن على تواصل مع روسيا وأوكرانيا (...) نقول لهما إنه لا ينبغي إغلاق الباب ما دام مفتوحاً".وأكد أردوغان أن الزخم الحاصل في مفاوضات إسطنبول يمثل فرصة لتحقيق سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا، مرحباً باقتراح وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، عقد جولة ثانية من المفاوضات في إسطنبول، في 2 يونيو/ حزيران المقبل. واعتبر أردوغان أن الحرب الروسية الأوكرانية لم تعد أزمة بين بلدين فقط، بل تحولت إلى أزمة متعددة الطبقات، انخرط فيها فاعلون عالميون أيضاً، وأضاف: "كما تعلمون، كان وزير خارجيتنا هاكان فيدان في روسيا، ونتيجة للمشاورات التي أجراها في موسكو، أصدر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بياناً اليوم (الأربعاء)".
وقال الرئيس التركي: "لافروف صرح بأنهم يريدون عقد الجولة الثانية من المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول، وبذلك سيبدأ مسار إسطنبول للسلام من جديد"، مضيفاً: "لا ينبغي التقليل من شأن هذا التصريح لوزير الخارجية الروسي لافروف، فقد زاد أملنا أكثر في السلام". وأشار إلى أن تركيا على تواصل مع كل من روسيا وأوكرانيا في إطار جهودها المستمرة لإحلال السلام، وترى أن الزخم الحاصل يمثل فرصة لتحقيق سلام دائم بين الجانبين. وشدد أردوغان على أن أنقرة تذكر مسؤولي البلدين في كل لقاء بأهمية عدم تفويت هذه الفرصة، وتؤكد ضرورة عدم إغلاق هذا الباب، موضحاً أن طريق الحل يمر عبر المزيد من الحوار والدبلوماسية، وقال: "نحن نستخدم كل قوتنا الدبلوماسية وإمكاناتنا من أجل السلام، فإخماد هذه النار الكبيرة في منطقتنا واجب إنساني، ويصب في مصلحة بلدنا أيضاً".
وأعرب أردوغان عن أمله في أن تؤدي جهود تركيا لإحلال السلام إلى تحقيق التفاهم المنشود بين طرفي الصراع، لافتاً إلى أن العالم بأسره رأى خلال السنوات الأخيرة كيف أن هذه الحرب غيرت البنية الأمنية لأوروبا، وخصوصاً سياساتها في مجال الطاقة، بصورة جذرية. وأكد أن المساعي الجديدة للاتحاد الأوروبي لتقليل اعتماده على روسيا في مجال الطاقة، أدت إلى زيادة القيمة الجيوسياسية لبلدان العبور، مثل تركيا.
واجتمع مسؤولون روس وأوكرانيون، في الـ16 من مايو/أيار الجاري في إسطنبول، في أول محادثات سلام مباشرة بين الجانبَين منذ ثلاث سنوات. ولم تفضِ المحادثات إلى أي نتائج ملموسة في مسألة وقف إطلاق النار باستثناء إبداء الجانبين موافقة مبدئية على عقد لقاء جديد. ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.
إلى ذلك، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزارة الخارجية القول إن روسيا، في إطار مقترحاتها للسلام، تريد آليات ملزمة قانونا لضمان عدم تجدد الصراع في أوكرانيا. وقالت الوزارة إن كييف على علم بموقف موسكو بأنه لا يمكن التوصل لتسوية نهائية إلا إذا تم القضاء على "الأسباب الجذرية" للصراع بشكل كامل. وكانت ثلاثة مصادر روسية مطلعة قد قالت لوكالة رويترز الأربعاء، إن شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا تتضمن الحصول على تعهد كتابي من القادة الغربيين بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقا وإلغاء جانب كبير من العقوبات المفروضة على موسكو.
يأتي ذلك في ظل تطورات ميدانية متسارعة تشهدها الحرب بين البلدين، إذ أعلنت روسيا الخميس أن جيشها سيطر على ثلاث قرى إضافية في شرق أوكرانيا. وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان نشر على الشبكات الاجتماعية، بأن جيشها سيطر على قرية سترويفكا في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا وقريتي غناتيفكا وشيفشنكو بيرشه في منطقة دونيتسك. بالمقابل، أفاد رئيس بلدية موسكو في وقت مبكر من اليوم، بأن وحدات الدفاع الجوي الروسية أسقطت ثلاث طائرات مسيّرة أوكرانية كانت تستهدف المدينة. وكتب سيرغي سوبيانين عبر "تليغرام" أن إحدى الطائرات المسيّرة أصابت مسكنا على طريق رئيسي في جنوب المدينة، لكنها لم تسفر عن خسائر بشرية أو أضرار جسيمة. وأشار سوبيانين إلى التصدي لأكثر من عشرين طائرة مسيّرة وهي في طريقها إلى موسكو.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)