مواجهة سياسية في بداية رئاسة كوريا الشمالية لمؤتمر نزع الأسلحة

مواجهة سياسية في بداية رئاسة كوريا الشمالية لمؤتمر نزع الأسلحة

03 يونيو 2022
تتولى كوريا الشمالية حتى 24 يونيو الرئاسة الدورية للمؤتمر (فابريس كوفريني/فرانس برس)
+ الخط -

تحولت بدايات رئاسة كوريا الشمالية لمؤتمر نزع الأسلحة في جنيف بسرعة إلى مواجهة، أكد خلالها سفير بيونغ يانغ أن بلاده "ما زالت في حالة حرب مع الولايات المتحدة"، بعد انتقادات أطلقتها نحو خمسين دولة.

ويتولى سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة في جنيف هان تاي سونغ حتى 24 يونيو/حزيران الرئاسة الدورية لهذه الهيئة المكلفة نزع السلاح في العالم. وقد واجه انتقادات حادة الخميس من قبل نحو خمسين دولة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكوريا الجنوبية وفرنسا، لإطلاق بيونغ يانغ صواريخ بالستية، واحتمال إجرائها تجربة نووية سابعة.

وقالت السفيرة الأسترالية لدى الأمم المتحدة أماندا غوريلي باسم هذه الدول: "ما زلنا نشعر بقلق كبير من التحركات غير المسؤولة لجمهورية كوريا الشمالية الديمقراطية الشعبية التي تواصل تقويض قيمة مؤتمر نزع السلاح بشكل خطر". وأضافت أن مواصلة رئاستها للمؤتمر "لا تعني بأي حال من الأحوال موافقة ضمنية" على انتهاكات كوريا الشمالية للقانون الدولي.

في الوقت نفسه، دعت حوالى أربعين منظمة غير حكومية إلى مغادرة القاعة. وردّ سفير كوريا الشمالية بأن "الرئيس أخذ علماً بتصريحاتكم". وفي قاعة حقوق الإنسان التي اكتظت بالحضور في قصر الأمم حيث انتقل المؤتمر مؤقتاً، كان الجمهور أصغر سناً مما هو عليه عادة، بعدما قررت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عدم إيفاد دبلوماسيين رفيعين للتعبير عن عدم رضاها. وأشار الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إلى أن ما حدث الخميس "يثير تساؤلات" بشأن شرعية المؤتمر. وتساءل عن صحة أسس منح رئاسة مؤسسة كبرى معنية بنزع الأسلحة لـ"نظام عمل أكثر من أي حكومة أخرى في العالم لتقويض مبدأ عدم الانتشار".

وأجرت كوريا الشمالية، إحدى الدول الأكثر عسكرة في العالم، تجارب عسكرية عدة منذ بداية العام، بما في ذلك إطلاق عشرات الصواريخ البالستية باتجاه بحر اليابان. وكشفت التجربة الأخيرة التي أجريت في 25 مايو/أيار، عن الخلافات داخل مجلس الأمن الدولي حول هذه المسألة، بعدما استخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) على عقوبات جديدة تريد الولايات المتحدة فرضها على بيونغ يانغ.

ودفع هذا النشاط العسكري المتجدد، فرنسا والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية إلى التعبير علناً عن مخاوفها من تجربة نووية كورية شمالية سابعة ستكون الأولى منذ خمس سنوات إذا جرت. ودعت السفيرة الأسترالية أماندا غوريلي، النظام الذي يقوده كيم جونغ أون إلى "احترام تعليق التجارب النووية". وبعدما اكتفى بالرد بأنه "أخذ علماً" بالتصريحات، تولى سفير كوريا الشمالية الدفاع عن بلاده، مؤكداً حقها في الدفاع عن نفسها ضد "تهديدات" الولايات المتحدة. وقال إن هذه "التهديدات" مستمرة منذ وقف إطلاق النار الذي أنهى القتال في شبه الجزيرة، وسجل الانقسام بين الشمال والجنوب في 1953. وقال هان تاي سونغ: "لا يحق لأي دولة أن تنتقد أو تتدخل في سياسة الأمن القومي لكوريا الشمالية"، مشدداً على أن السياسة العسكرية لكوريا الشمالية تعكس "إرادة شعبها وليس إرادة الأمم المتحدة"، مما أدى إلى صمت في القاعة.

إلى ذلك، هنأ الممثلان الروسي والصيني هان تاي-سونغ على توليه الرئاسة، وأكدا دعمهما له.

الولايات المتحدة "تستعد لجميع الطوارئ"

في غضون ذلك، أكد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن لكوريا الشمالية أن الولايات المتحدة "تستعد لجميع الطوارئ" بالتنسيق الوثيق مع حلفائها في كوريا الجنوبية واليابان، حيث تراقب الترتيبات الكورية الشمالية الخاصة بتفجير نووي محتمل، يقول مسؤولون خارجيون إنه ربما يكون وشيكاً.

وعقد مسؤولون من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان اجتماعاً في سول، اليوم الجمعة، بشأن كوريا الشمالية وسط مؤشرات على أنها تستعد لإجراء اختبار نووي للمرة الأولى منذ 2017.

والتقى الممثل الأميركي الخاص سونغ كيم مع نظيريه من كوريا الجنوبية واليابان كيم جون وفوناكوشي تاكيهيرو بعد تقييم أميركي بأن بيونغ يانغ تعد موقع بانغي-ري للاختبارات النووية لما قد يكون سابع تجربة نووية تجريها.

وقال كيم في بداية الاجتماع "نستعد لكل الطوارئ بتنسيق وثيق مع حلفائنا اليابانيين والكوريين الجنوبيين".

وقال المبعوث الأميركي "نريد أن نوضح لكوريا الشمالية أن الأنشطة المزعزعة للاستقرار وغير المشروعة التي تقوم بها لها تبعات وأن المجتمع الدولي لن يقبل تلك التصرفات على أنها طبيعية".

من جهته، قال مبعوث كوريا الجنوبية للشؤون النووية المُعين حديثاً كيم جون إن "سعي (كوريا الشمالية) الحثيث لحيازة الأسلحة النووية لن يسفر إلا عن تعزيز ردعنا".

وأضاف "المسار الذي تنتهجه بيونغ يانغ حالياً له نهاية واحدة محتومة وهي تقويض أمن كوريا الشمالية نفسها".

وشدد مبعوث اليابان فوناكوشي على الحاجة إلى التنسيق وتعهد "بتعزيز الردع الإقليمي بإجراءات تشمل التعاون الأمني الثلاثي". لكنه قال إن الباب مفتوح للحوار وأبدى قلقه من تفشي كوفيد-19 في كوريا الشمالية.

(فرانس برس، أسوشييتد برس، رويترز)

المساهمون