مهمة دبلوماسية ألمانية لخلق تقارب مع روسيا

مهمة دبلوماسية ألمانية لخلق تقارب مع روسيا

15 يناير 2022
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا باربوك تزور موسكو وكييف لتهدئة التوتر (Getty)
+ الخط -

تعتزم ألمانيا الدخول مجددا على خط الأزمة الروسية الأوكرانية بزيارة مرتقبة مطلع الأسبوع المقبل لوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا باربوك، إلى كل من كييف وموسكو، في جولة تبدو أكثر من مجرد تحد، لأن خطر الحرب في أوروبا أعلى مما كان عليه منذ 30 عاما.

يأتي ذلك بعد أن انتهى "الأسبوع الدبلوماسي" باجتماعاته الثلاثة، التي جمعت روسيا من جهة والولايات المتحدة والناتو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا من جهة ثانية، إذ انتهت المحادثات بصفر نتائج، وعلى وقع اتهام الاتحاد الأوروبي وواشنطن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتخطيط لعمل تخريبي لخلق ذريعة لغزو كييف.

ومع غياب التنازلات واتهام روسيا للغرب بالإفراط في الثقة والتقصير في أداء الواجب والافتقار للحلول السليمة، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية المنتمي إلى الاشتراكي الديمقراطي ميشائيل روث، في حديث مع شبكة التحرير الألمانية اليوم السبت، إنه "من المهم أن نتبنى لهجة تصالحية، وعلى المرء أن يبقى هادئا عند الاستفزاز، ومن غير المفيد الانجرار إلى دوامة من الحدية لا في الجوهر ولا في التعبير"، مبرزا في الوقت نفسه أنه "لا ينبغي رفع توقعات الزيارة بشكل كبير، وأنه أول لقاء شخصي مهم وقد يضع أساسا لمزيد من المناقشات والتعاون الذي نأمل أن يكون مجديا".

وأضاف أن "السياسة الخارجية الألمانية تتميز بالرغبة المستمرة في الحوار والدفاع، وألمانيا تشعر بأنها ملتزمة بسياسة خارحية وأمنية أوروبية مشتركة، وتأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول الشريكة، خاصة في وسط وشرق أوروبا، ووفقا لدور برلين التقليدي، يجب أن نعمل لبناء جسر بين الشرق والغرب"، وأكد روث أنه من الجيد تحديد أجندة للتعاون مع روسيا.

أما نائب رئيس كتلة الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض يوهان فادفول، فوصف الزيارة المقررة يوم الاثنين بأنها "اختبار حقيقي للوزيرة باربوك"، متوقعا أن ترسل باربوك "رسائل ومواقف واضحة لا لبس فيها حتى تتمكن روسيا من الشروع في مسار لخفض التصعيد". أما السياسي عن الخضر يورغن تريتين، فاعتبر أن زيارة وزيرة الخارجية إلى موسكو ستبرهن ما إذا كان لافروف مهتما حقا بتبادل وجهات النظر، أو أنه سيكرر المواقف المعروفة فقط، ليضيف أن "الطريقة الوحيدة لتجاوز الأزمة هي أن تكون على استعداد للحوار"، لافتا إلى أن "هناك فرصا للتقارب، على سبيل المثال في مجال نزع السلاح والمراقبة وحماية المناخ، لا سيما أن روسيا بحاجة إلى شركاء بتغيير اقتصادها.

أما صحيفة "هاندلسبلات" فأشارت إلى أن عودة روسيا إلى طاولة المفاوضات تعني فرصة لتهدئة الوضع المتوتر، وأن باربوك ستلقى التشجيع في أوكرانيا على الجهود التي تبذلها ألمانيا وفرنسا لإحياء صيغة النورماندي، وجمع بوتين والرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي إلى الطاولة، بعد اتهام بعضهما بعضاً بعدم الوفاء بالتزامهما باتفاقية مينسك لعام 2015.

ويترافق الحراك الألماني مع ارتفاع منسوب الحذر ومخاطر المواجهة العسكرية مع غياب أي مقترح جدي لنزع فتيل الأزمة، لا سيما أن موسكو واصلت عمليات الاستفزاز بفعل المناورات الأخيرة على الحدود الأوكرانية، إضافة إلى الحديث عن دلائل تؤشر إلى مواجهة، حتى إن أميركا، وعبر مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، تحدثت عن حالة طوارئ، وأن خطر الغزو العسكري مرتفع. وفي السياق، أبرزت "هاندلسبلات" ورود معلومات أميركية تفيد بالفعل بأنه تم نشر عملاء مدربين على "حرب المدن"، وبأنه سيصار إلى اعتماد الاستفزازات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتبرير التدخل الروسي، وبتقارير إعلامية تلقي باللوم على الغرب في تصعيد التوترات، وهو النهج الذي اعتمد بالفعل عام 2014 مع ضم شبه جزيرة القرم.

دلالات

المساهمون