- **تدهور حالة بايدن الصحية**: تدهورت معنويات الديمقراطيين بعد أداء بايدن الكارثي في مناظرة مع ترامب وإصابته بكوفيد-19، مما زاد من الشكوك حول قدراته وأدى لتعليق حملته الانتخابية.
- **انسحاب بايدن من السباق**: تحت ضغوط من شخصيات بارزة مثل أوباما ونانسي بيلوسي، أعلن بايدن انسحابه من السباق الرئاسي، مما أغرق الحملة الانتخابية في حالة من المجهول.
عرفت الولايات المتحدة أسبوعا قلّ نظيره في تاريخ البلاد مع نجاة المرشح للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب من محاولة اغتيال، وانسحاب المرشح الآخر جو بايدن من السباق الرئاسي. وكانت الحملة الانتخابية الأميركية انطلقت بشكل ممل. فعلى مدى أشهر تابع الأميركيون من دون حماسة تذكر العملية التي أفضت إلى إعادة لمواجهة العام 2020 بين الجمهوري ترامب البالغ 78 عاما والديمقراطي بايدن البالغ 81 عاما.
وحدها متاعب ترامب القضائية أتت لتضفي بعض الحركة على الحملة. فقد اضطر بسبب كثرة الدعاوى ضده إلى تمضية الكثير من وقته في قاعة المحكمة مع المشاركة في تجمعات انتخابية بموازاة ذلك. ليصبح بعد ذلك أول رئيس سابق في تاريخ البلاد يدان جنائيا.
صدمة محاولة اغتيال ترامب
أتت الصدمة في 13 يوليو/تموز الجاري. ففي خضم تجمع انتخابي في بنسلفانيا وفي وقت كان دونالد ترامب يلقي خاطبا معتمرا قبعته الحمراء الشهيرة، سمع أزيز رصاص. وضع الرئيس السابق يده سريعا على أذنه وارتسمت على وجهه ملامح الألم. وتعالت صيحات الذعر فيما انقض عليه عناصر جهاز الخدمة السرية لحمايته ونقله إلى مكان آمن.
ونجا الرئيس السابق يومها من نيران شاب أميركي يبلغ العشرين تبقى دوافعه مجهولة. وقد أصيب ترامب في الأذن. ودبّ الخوف في نفوس الديمقراطيين. فهل محاولة الاغتيال الفاشلة هذه ستقضي نهائيا على فرص مرشحهم جو بايدن؟ هل سيتمكن من إلحاق الهزيمة بالمرشح الجمهوري في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؟
وكانت معنويات المعسكر الديمقراطي متدنية أساسا بعد أداء بايدن الكارثي خلال مناظرة تلفزيونية مع خصمه الجمهوري في 27 يونيو/حزيران الفائت. وبدا بايدن الثمانيني فيها ضعيفا جسديا وتكلم بصوت أجش وواجه صعوبة في التعبير عن أفكاره بطريقة منطقية.
بايدن بين الكوفيد والمرارة وخيبة الأمل
واحتلت قدرات بايدن الإدراكية والذهنية النقاش العام منذ ذلك الحين مع تناول وسائل الإعلام هذا الموضوع بانتظام. وفيما سمّى دونالد ترامب في 15 يوليو/تموز الحالي نائبا له ونال تفويضا رسميا من الجمهوريين خلال المؤتمر العام للحزب في إطار مراسم حافلة، كان بايدن يواجه تمردا متناميا في صفوف معسكره. وعلاوة على ذلك، أُعلن عن إصابته بكوفيد-19 في 17 يوليو الحالي ما اضطره إلى تعليق فاعليات حملته الانتخابية وعزل نفسه في مقر إقامته الخاص على شاطئ البحر في ولاية ديلاوير. وزاد ذلك من حالة عدم اليقين في صفوف حزبه.
وتوسعت الدعوات لانسحابه التي بدأت مع شخصيات ديمقراطية غير معروفة كثيرا، إلى الدوائر الديمقراطية العليا مع تحرك الرئيس السابق باراك أوباما والرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي وقادة يساريين في الكونغرس، في الكواليس على ما أفادت وسائل الإعلام.
في العلن، كان بايدن يبدي مقاومة مؤكدا مرارا وتكرارا أنه سيبقى في السباق وسيهزم دونالد ترامب. لكن في أوساطه الشخصية وبحسب تسريبات مجهولة المصدر إلى وسائل الإعلام، كان يشعر بالمرارة وبخيبة أمل لأن حلفاءه تخلوا عنه فيما كان لا يزال يعتبر نفسه الأفضل للفوز بعدما وعد في 2020 بأن يناضل دفاعا عن "روح الأمة". وخلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم، ذكرت وسائل إعلام أن عائلته المختلية في ريهوبوث بيتش تدرس خطط انسحاب محتمل.
وأتى الإعلان الذي كان يتوقعه البعض ويخشاه البعض الآخر، بعد ظهر الأحد من خلال رسالة عبر منصة إكس، وفيها أذعن الرئيس للضغط وانسحب من السباق الرئاسي لما في ذلك من "مصلحة الحزب والبلاد"، ما أغرق الحملة الانتخابية في المجهول.
(فرانس برس)