استمع إلى الملخص
- عودة السلطة الفلسطينية: في حال فشل اللجنة، قد تضغط الولايات المتحدة لعودة السلطة الفلسطينية لإدارة غزة، مع إشراف دولي على إعادة الإعمار وتعزيز القدرات الأمنية، يليها انتخابات ومفاوضات مع إسرائيل.
- إدارة ذاتية بقيادة دحلان: إذا رفضت إسرائيل عودة السلطة وفشلت اللجنة، قد يُدعى محمد دحلان لتشكيل إدارة ذاتية في غزة، مما قد يؤدي إلى نظام سياسي جديد حتى يتم التوصل لمصالحة مع السلطة الفلسطينية.
بعد مرور 467 يومٍ من الحرب الوحشية الإسرائيلية على قطاع غزّة، احتفل معظم سكان القطاع يوم الأربعاء 16\1\2025، فرحًا بنجاح جهود الوساطة القطرية والمصرية والأميركية، التي أسفرت عن اقناع كلٍّ من حركة حماس وإسرائيل بقبول صفقة تبادل الأسرى بينهما، مقابل إنهاءٍ تدريجيٍ للحرب/ العدوان. برزت بعد الإعلان عن الاتّفاق سيناريوهاتٍ عدّة حول اليوم التالي للحرب، ومن سيحكم قطاع غزّة في المستقبل، من أبرز هذه السناريوهات:
لجنة إسنادٍ مجتمعيٍ تحت إشرافٍ مصريٍ وقطريٍ
يُعد هذا السناريو من أكثر السناريوهات المحتملة في حال انتهت الحرب/ العدوان حسب شروط الصفقة (اتّفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى)، إذ نسقت مصر مسبقًا مع حركة حماس، وباقي الفصائل الفلسطينية الأخرى، من أجل تأليف لجنة إسنادٍ مجتمعيٍ، تتكون من شخصياتٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ مهمتها إدارة المساعدات الإنسانية في قطاع غزّة، والإشراف على إعادة إعمار قطاع غزّة، تحت رعايةٍ مصريةٍ وقطريةٍ، على الأرجح، سيقتصر عمل اللجنة على الجانب الإداري فقط، أما الجانب الأمني فقد تقوم مصر بالإشراف على تدريب قواتٍ فلسطينيةٍ جديدةٍ على عملية حفظ الأمن في قطاع غزّة، والإشراف على الجانب الفلسطيني من معبر رفح. مع ذلك وعلى الرغم من رفض السلطة الفلسطينية محمود عباس تزكية عمل اللجنة، إلّا أننا قد نشهدبعد استقرار الأمور في قطاع غزّة، تسليم اللجنة، في حال تشكلها وممارستها مهامها المتفق عليها سابقًا، السلطة الفلسطينية مفاتيح السيطرة على قطاع غزّة وحكمه.
من المحتمل أن تعلن إسرائيل عن وقف إطلاق نارٍ من طرفٍ واحدٍ، ومن ثمّ تدعو المجتمع الدولي لإرسال قواتٍ دوليةٍ أو أمميةٍ للإشراف على أمن القطاع بالتنسيق معها
عودة السلطة الفلسطينية بدعمٍ دوليٍ
في حال تعثر تأليف لجنة إسنادٍ مجتمعيٍ، قد تضغط الولايات المتّحدة على إسرائيل للموافقة على عودة السلطة الفلسطينية إلى إدارة قطاع غزّة، والإشراف على إعادة إعمار القطاع عبر التعاون مع قواتٍ دوليةٍ أو عربيةٍ، مع العمل، في الوقت ذاته، على بناء قدرات السلطة الأمنية بغرض الإشراف على أمن القطاع، وتحمل مسؤولية المعابر البرية، وبعد فترةٍ من الاستقرار في القطاع، قد تحث أميركا السلطة الفلسطينية على إجراء انتخاباتٍ تشريعيةٍ ورئاسيةٍ جديدةٍ، ومن ثمّ الدخول في مرحلةٍ جديدةٍ من المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي حول حلّ الدولتين، والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.
إدارةٌ ذاتيةٌ بقيادة محمد دحلان
في حال رفض إسرائيل عودة السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزّة، وتعثر خيار لجنة الإسناد المجتمعي، من المحتمل أيضًا، دعوة قائد تيار فتح الإصلاحي محمد دحلان لتشكيل إدارةٍ ذاتيةٍ لقطاع غزّة كي تشرف على عملية إعادة إعمار قطاع غزّة، وهنا يمكن توقع عملية خلق نظامٍ سياسيٍ جديدٍ في غزّة، شبيهٍ بنظام الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية، وذلك إلى حين التصالح في المستقبل بين دحلان وقيادة السلطة الفلسطينية في رام الله، ومن ثمّ توحيد كلا السلطتين عبر حكومةٍ فلسطينيةٍ واحدةٍ لكلٍّ من الضفّة الغربية وقطاع غزّة.
قواتٌ دوليةٌ بالتعاون مع لجانٍ محليةٍ
في حال خرق اتّفاق الهدنة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وعدم انسحاب إسرائيل كلّيًا من قطاع غزّة، من المحتمل أن تعلن إسرائيل عن وقف إطلاق نارٍ من طرفٍ واحدٍ، ومن ثمّ تدعو المجتمع الدولي لإرسال قواتٍ دوليةٍ أو أمميةٍ للإشراف على أمن القطاع بالتنسيق معها، وبالتعاون مع لجانٍ محليةٍ ومنظماتٍ دوليةٍ لتوزيع المساعدات الإنسانية على سكان القطاع، مع الإشراف على إعادة إعمار القطاع، عندما تستقر الأوضاع الأمنية في القطاع، قد تُسلم القوات الدولية قطاع غزّة للسلطة الفلسطينية مستقبلًا.