استمع إلى الملخص
- أمان نافع، التي قضت 10 سنوات في السجون، مُنعت من السفر إلى مصر بسبب "مشكلات أمنية"، مما زاد من الصعوبات النفسية للعائلات الممنوعة من السفر.
- نائل البرغوثي وافق على الإبعاد لإنجاح الاتفاق، رغم اعتباره طردًا دائمًا من أرضه، وتستمر العائلة في محاولاتها لإعادته إلى وطنه.
يستبق الاحتلال الإسرائيلي الإفراج عن نائل البرغوثي، عميد الأسرى وصاحب أطول مجموع سنوات اعتقال والمحرر في صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقاله، بمنع زوجته من السفر واللقاء به، حيث كان تقرر إبعاده إلى الخارج بشكل دائم ضمن صفقة "طوفان الأقصى" لتبادل الأسرى، حاله كحال كل محرري الصفقة الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014 وأعاد لهم أحكامهم السابقة، ومعظمهم السجن المؤبد مدى الحياة.
وعادت الأسيرة المحررة أمان نافع من معبر الكرامة إلى منزلها، بعد محاولتها على مدار يومين السفر إلى مصر، مثلها مثل العديد من عائلات الأسرى المحررين الذين من المنتظر الإفراج عنهم غداً السبت إلى مصر محطةً أولى. وذكر مكتب إعلام الأسرى أن مخابرات الاحتلال منعت اليوم كلّاً من زوجة الأسير نائل البرغوثي، وعائلة الأسير أشرف أبو الرب من السفر للقاء الأسيرين بعد تحررهما المقرر غداً إلى مصر، فيما أكدت أمان نافع لـ"العربي الجديد" أن عدداً آخر من عائلات الأسرى مُنعوا من السفر والتقتهم على معبر الكرامة.
وقالت نافع لـ"العربي الجديد" إنها منذ وصلها نبأ موافقة زوجها على الإبعاد، بدأت بالاستعداد للسفر، وكان عليها أن تنهي تحضيراتها خلال ثلاثة أيام، وتوجهت صباح أمس الخميس إلى معبر الكرامة في أريحا، لكن المعبر كان متوقفاً عن العمل بسبب إضراب موظفين إسرائيليين، موضحة أنها انتظرت حتى الواحدة ظهراً بعد وعود بفتح المعبر منتصف الظهر، ثم عادت إلى منزل إحدى صديقاتها وباتت فيه، لتتوجه من صباح اليوم الباكر مرة أخرى للسفر.
وأكدت نافع أن الاحتلال بعد أخذ جوازها على المعبر، وبقيت تنتظر لفترة قبل أن يعاود لها أحد العاملين في المعبر بالقول إنها ممنوعة من السفر وعليها مراجعة "بيت إيل" بسبب مشكلات أمنية، بحسب توصيفه. وقالت نافع إن سيدات كبيرات بالسن وأخوات وزوجات أسرى منعن معها من السفر. ووصفت نافع القرار بأنه كان صعباً على العائلات، حيث كان كل شخص قد هيأ نفسه للقاء الأسرى المحررين من عائلته، وكانت تتخيل أنها ستكون مساء في القاهرة، مشيرة إلى أنها رأت دموع القهر والحزن في عيون العوائل، ولا سيما الأمهات الكبيرات بالسن.
وتقول نافع، وهي أسيرة محررة قضت في السجون 10 سنوات، وكانت اعتقلت إدارياً في مارس/آذار 2024، لمدة ثلاثة أشهر؛ إنها كانت تتوقع مثل هذا القرار، ولكنها بصفتها زوجة كانت تتمنى أن تكون مع زوجها في هذه اللحظة بعد 11 عاماً من إعادة اعتقاله، حيث لم تعش معه سوى 32 شهراً، حيث تزوجا بعد قرابة شهر من الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، وأعيد اعتقاله عام 2014.
وكان البرغوثي اتصل الثلاثاء بعائلته ليخبرها بقرار قبوله الإبعاد، وقالت نافع إن قبوله الإبعاد كان قراراً مفاجئاً بالنسبة لها، لكنها علمت أنه اتخذ القرار من أجل غزة ومن أجل عدم إفشال الاتفاق، مؤكدة أنه يقدم تضحية أخرى، بعد أن قضى في السجن 44 عاماً ونصف العام. وأكدت أنها فرحت بسماع صوت زوجها، حيث لم تسمعه منذ عامين، لكنه لم يكن يعلم أين سيبعد، حيث لم يتم إخباره، وهي أخبرته بتفاصيل الصفقة، وأن هناك احتمالاً بمنعها من السفر، كما حصل مع عائلات أخرى في الدفعات السابقة، لكن ضابط المخابرات الذي كان بجانب البرغوثي قاطع المكالمة وقال إنه لن يتم منعها.
وقالت إن فكرة إبعاد نائل عن أرضه هي طرد، وليست مجرد إبعاد، حيث إنه سيبعد بشكل دائم. وكان البرغوثي اعتقل منذ عام 1978 إلى العام 2011، وأعيد اعتقاله، وحكم بالسجن 30 شهراً، لكنه أُبقي رهينةً لأحد عشر عاماً. وأكدت أنه "كان قد رفض الإبعاد سابقا، لكنه قبل من أجل إنجاح الاتفاق، حيث كان عدد من أسرى محرري الصفقة يريدون رفض الخروج إلى خارج فلسطين، ووافقوا لكيلا يكونوا سبباً في تعطيل الاتفاق".
وكانت نافع قد أخذت معها، كما قالت، بضعاً من ثمار الأشجار في حديقة منزل نائل، والتي كان قد زرعها بعد الإفراج عنه في عام 2011، كالبرتقال والليمون، حيث كان مرتبطاً بأرضه، ويحب أن يفلحها ويزرعها، لكن الإبعاد سيحرمه منها. وأكدت أن العائلة ستستمر بالمحاولات لإعادة نائل إلى وطنه عاجلاً أم آجلاً. وكانت سلطات الاحتلال قد منعت سفر العديد من عائلات الأسرى المحررين في صفقة التبادل والمبدعين إلى الخارج، ومن أبرزهم الحاجة لطيفة أبو حميد، والدة الأسرى الثلاثة المحررين محمد وشريف ونصر أبو حميد، ووالدة الأسير في سجون الاحتلال إسلام، والشهيد الأسير المحتجز جثمانه ناصر، والشهيد عبد المنعم أبو حميد.