منصور: المؤتمر الدولي بالجمعية العامة قد يشهد خطوات لإنهاء الاحتلال

03 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 22:12 (توقيت القدس)
رياض منصور يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن، 25 مارس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد رياض منصور رفض المجموعة العربية لشلل مجلس الأمن، مشيرًا إلى مشروع قرار جزائري لوقف إطلاق النار في غزة، رغم توقع الفيتو الأمريكي، ومؤتمر دولي بقيادة السعودية وفرنسا لدعم حل الدولتين.
- أوضح منصور أن المؤتمر يهدف لإنهاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين، مع تعزيز مؤسساتها ووقف إرسال الأسلحة لإسرائيل، وتوقع حضور دبلوماسي رفيع المستوى.
- شدد منصور على أن الاعتراف بدولة فلسطين قرار سيادي، وأكد على أهمية استقلالها كشرط للتطبيع والسلام في الشرق الأوسط، مع التركيز على مبادرة السلام العربية.

قال مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، رياض منصور، إن المجموعة العربية في الأمم المتحدة لن تقبل أن يبقى مجلس الأمن ومنظمات الأمم المتحدة "مشلولة". جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة الرئيسي في نيويورك من أمام مجلس الأمن. وتحدث منصور عن الخطوات التي يتم اتخاذها حالياً، بما فيها مشروع قرار صاغته الجزائر، الدولة العربية العضو في مجلس الأمن، بالتنسيق مع بقية الدول غير الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية. ومن المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة باستخدام الفيتو في حال جرى التصويت على المسودة، كما هو متوقع حتى اللحظة، بحسب مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة.

وركز الدبلوماسي الفلسطيني كذلك على المؤتمر الدولي، بقيادة السعودية وفرنسا، والذي سيُعقد على مستوى رفيع بدءاً من السابع عشر من يونيو/حزيران الحالي في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن المتوقع أن تعلن عدد من الدول اعترافها بالدولة الفلسطينية وتعيد تأكيد دعمها لحل الدولتين، بما فيها دول غربية. وفي سياق متصل، من المتوقع أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع القادم على مشروع قرار حول إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف الحرب، بالإضافة إلى التصويت على مشروع قرار مشابه في صيغته غالباً هذا الأسبوع في مجلس الأمن الدولي، لكن لم يتأكد ذلك حتى اللحظة.

وفي ما يخص المؤتمر الدولي، تحدث منصور عن ورقة تفاهمات جرى الاتفاق عليها حول أهداف المؤتمر الدولي، كما أشار إلى أن الطاولات المستديرة الثماني التي أُنشئت في سياق المؤتمر تتعامل مع ما يسعى المؤتمر إلى تحقيقه. وحول المؤتمر. قال: "نتوقع من الدول الأعضاء الإعلان، قبل المؤتمر وأثناءه، عن عدد من الخطوات العملية، بما فيها الاعتراف بدولة فلسطين من الدول التي لم تقم بذلك، وكذلك أن تلتزم الدول ذات الإمكانات المالية بتخصيص مبالغ كبيرة لتعزيز مؤسسات دولة فلسطين في السنوات القادمة بشكل ملموس، من خلال دعم برامج مالية تُعزز قوة هذه الدولة الفلسطينية في مواجهة هذا الاحتلال الغاشم.

وأوضح منصور أنه من المتوقع أن "يتخذ خطوات، كما هو معتمد في مؤتمر مدريد في الخامس والعشرين من الشهر، لوقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل لقتل الأطفال الفلسطينيين. وأن يتخذوا كذلك خطوات مشابهة لما قامت به تشيلي قبل أيام، لقطع أي علاقة مع المستوطنات والمستوطنين، وأن يتخذوا أيضاً تدابير لتقصير أمد هذا الاحتلال غير الشرعي وإنهائه، والسماح بأن يصبح حل الدولتين واقعاً". وتوقّع أن يكون الحضور على مستوى دبلوماسي رفيع يشمل قادة دول ووزراء ووفوداً دبلوماسية. وقال إنه من غير الواضح ما إذا كان الرئيس عباس سيأتي إلى نيويورك لحضور المؤتمر.

وشرح السفير الفلسطيني حول توقعات السلطة الفلسطينية من المؤتمر، قائلًا: "نحن مصممون على ألا يكون هذا المؤتمر كأي مؤتمر آخر. سيكون نقطة تحول في عملية إنهاء هذا الاحتلال غير الشرعي، كما ورد في الرأي الاستشاري التاريخي لمحكمة العدل الدولية". وشرح: "جاء فيه أن هذا الاحتلال يحرم الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير، ويرسي نظاماً قائماً على التمييز والفصل العنصري، ويسرق أرضنا بشكل غير قانوني، ويبني استيطاناً غير شرعي يجب القضاء عليه، وفقاً لحكم محكمة العدل الدولية، ويضم بشكل غير قانوني أراضي الشعب الفلسطيني. ولهذه الأسباب، قالت محكمة العدل الدولية إن هذا الاحتلال غير شرعي ويجب إنهاؤه في أسرع وقت ممكن، وطلبت من الجمعية العامة اعتماد آليات لذلك". وشدد على أن هذا المؤتمر يأتي في سياق قرار الجمعية العامة حول الموضوع، والذي نص على عقد مؤتمر دولي يلتزم بخطوات عملية وإنهاء الاحتلال خلال سنة.

ورداً على سؤال حول ما يُتداول في أروقة الأمم المتحدة بنيويورك، وهو أن بعض الدول الغربية تربط الاعتراف بالدولة الفلسطينية بالتطبيع مع دولة الاحتلال، قال منصور: "لقد أثيرت مثل هذه القضايا في نقاشات التحضيرات للمؤتمر الدولي، وأعرف أن هناك دولًا عربية وازنة وقائدة قد وضحت انفصال الموضوعين. إن الاعتراف بدولة فلسطين قرار سيادي ووطني لكل دولة بحد ذاتها. أما التطبيع مع إسرائيل، فهو مختلف، وحدد العرب سياقه منذ قمة بيروت، عندما اعتمدوا مبادرة السلام العربية، والتي لا يزال العرب والمسلمون ملتفين حولها". ولفت الانتباه في هذا السياق إلى أن الدول العربي "تدعو إلى أن موضوع التطبيع يأتي بعد انتهاء الاحتلال واستقلال دولة فلسطين وحصولها على عضوية في الأمم المتحدة".

وأشار إلى مؤتمرات إضافية في العالم العربي والإسلامي تبنت وأكدت نفس الموقف. ونوّه منصور إلى أن هناك دولًا "تريد أن تضيف ثمناً لاعترافها بدولة فلسطين، وهو شيء ليس مطروحاً على جدول أعمال (المؤتمر). هذا قرار وطني ويجب ألا يرتبط بأمور أخرى". ولفت الانتباه إلى استمرار إسرائيل بالإعلان بأنها لا تريد حل الدولتين، وأضاف أن "دولة فلسطين واستقلالها هي الممر الإجباري المنشود لأي تطبيع وسلام منشود لمنفعة كل شعوب الشرق الأوسط. وهذا ما سيركز عليه المؤتمر، ونأمل أن يكون ذلك نقطة انعطاف هامة على طريق أن تسلم إسرائيل بأنها سلطة احتلال يجب أن ينتهي باعتبار ذلك ضرورة لا غنى عنها من أجل السلام، وتدشين حل الدولتين، وتنفيذ مبادرة السلام العربية التي ستفتح الآفاق إلى شرق أوسط جديد يعيش فيه الجميع، بمن فيهم الشعب الفلسطيني ودولته، على قدم المساواة مع الجميع".