استمع إلى الملخص
- تعتمد استراتيجية قطر في الوساطة على الحياد وفتح قنوات التواصل مع جميع الأطراف، مع تقديم المساعدات الإنسانية وحماية المتأثرين من النزاعات، منتقدة تسييس المساعدات الإنسانية.
- تسعى قطر لتبني مناهج مبتكرة في الوساطة، مستندة إلى الحوار والثقة كحجر زاوية للسلام المستدام، مع تعزيز التعاون بين الوسطاء والدبلوماسيين وصناع السياسات.
أكد وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي التزام دولة قطر "المستمر والاستراتيجي" بالوساطة لحل النزاعات باعتبارها إحدى ثوابت سياساتها الخارجية وأداة للحوار والتفاهم وتحقيق السلام.
وقدم الخليفي في ختام أعمال منتدى قطر للوساطة، الذي عقده مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالشراكة مع منتدى الدوحة اليوم الاثنين، أمثلة على النجاحات التي حققتها الدبلوماسية القطرية خلال أكثر من 20 عاما في دارفور وأفغانستان ولبنان وفي الصراع الروسي الأوكراني وغيرها من النزاعات والحروب.
ويسعى منتدى قطر للوساطة إلى المساهمة في تطوير استراتيجية قطر لدعم الوساطة، وتعزيز القدرات وابتكار طرق وأساليب جديدة في الوساطة وحل النزاعات وتدريب وإعداد جيل جديد من الوسطاء وزيادة المشاركة المباشرة للنساء وتفعيل والدبلوماسية الإنسانية.
وقال مستشار رئيس الوزراء القطري المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ماجد الأنصاري، في كلمة له، إن استراتجية قطر في الوساطة تعتمد الحياد وإبقاء أبواب التواصل مفتوحة مع جميع الأطراف، ووساطتها كانت دائماً جزءاً من الحل، ودورها لا يتوقف بعد انتهاء النزاعات لجهة تقديم المساعدات الإنسانية وحماية الأشخاص المتأثرين من النزاعات، منتقداً ما اعتبره وضع العوائق أمام المساعدات الإنسانية وتسييسها.
وكان المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشراكات بين القطاعين العام والخاص أحمد المريخي قد لفت، في افتتاح المنتدى، إلى سعي قطر لتبني مناهج مبتكرة لإنجاح الوساطات وإنهاء النزاعات في جميع المستويات من خلال التدخل بشكل مباشر طرفاً وسيطاً في بعض النزاعات، وكذلك في استضافة محادثات اتفاقيات السلام، وصولاً إلى دعم مجالات البحث والابتكار التي تستكشف الآفاق الجديدة، وتسعى لاختلاق حلول تسهل من مهام الوسطاء، وتساعد المجتمعات على تجاوز الآثار المدمرة للحرب والاقتتال.
من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ السابق مارتن غريفيث إن دولة قطر كانت وما زالت رائدة في مجال الوساطة، وبذلت جهوداً كبيرة في قطاع غزة لوقف إطلاق النار، وكانت وسيطاً محترفاً في هذا الملف. ونوه بأن الوساطة لها مبادئ وقواعد خاصة، "فالدبلوماسية الإنسانية تتطلب فهماً واضحاً لطبيعة الأمور الجيوسياسية، والسعي للوصول بشكل مباشر إلى الفاعلين الأساسيين، وذلك لمعالجة الأزمات"، موضحاً أن الدبلوماسي الناجح يعتمد على العلاقات الإيجابية والنزاهة والحكمة، لا سيما أن الدبلوماسية ذات الطابع الإنساني الفاعل تعتمد على استخدام الحوار وترتيب الأولويات.
ولفت مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني غسان الكحلوت إلى أن الوساطة بالنسبة لدولة قطر التزام عميق الجذور، وجزء من الهوية الدستورية والمعيارية للدولة، ما يعكس الإيمان بأن الحوار والثقة هما حجر الزاوية للسلام المستدام. وأضاف أن دولة قطر عملت على مر السنين على تسهيل الاتفاقيات، وتعزيز الحوار، وعقد منصات مثل هذا المنتدى، ما يؤكد اقتناعها بأنه "حتى أصعب الصراعات يمكن أن تستفيد من قنوات الاتصال المفتوحة".
وأعرب الكحلوت عن أمله أن يكون المنتدى بيئة مؤاتية لإعادة التفكير بما يجري، واكتشاف الفرص والتحديات التي تواجه الوسطاء في الوقت الراهن، فضلاً عن إتاحة المجال للوسطاء البارزين والدبلوماسيين وصناع السياسات لتبادل وجهات النظر حول القضايا المحورية التي يمر بها العالم.