مناوشات وقصف في إدلب... واشتباكات متقطعة قرب عين عيسى

مناوشات وقصف في إدلب... واشتباكات متقطعة قرب عين عيسى

11 ديسمبر 2020
بات القصف على إدلب شبه يومي من قبل النظام وحلفائه (فرانس برس)
+ الخط -

تستمر المناوشات القتالية على خطوط التماس الفاصلة بين فصائل المعارضة والجيش التركي من جهة، وقوات النظام والفصائل المتحالفة معها المدعومة من روسيا وإيران من جهة أخرى، في جبل الزاوية جنوبي إدلب، شمال غربي سورية، إلا أن اليوم شهد عودة الطيران المسير لقصف أهداف للمعارضة هناك بالتزامن مع القصف الذي بات يومياً من قبل مدفعية قوات النظام لاستهداف البلدات القريبة من خطوط التماس. فيما دارت اشتباكات متقطعة بين "الجيش الوطني" المدعوم تركيا من جهة، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة أخرى، على جبهات بلدة عين عيسى شمالي الرقة شرقي سورية، رغم إنشاء مزيد من النقاط لقوات النظام هناك. أما في درعا، جنوبي البلاد، فإن مسلسل الاغتيالات يستمر وسط فوضى عارمة تشهدها المحافظة منذ إبرام اتفاق "المصالحات" بين المعارضة وروسيا في صيف عام 2018.  

وقالت مصادر محلية في إدلب إن طائرة مسيرة استهدفت نقطة رباط لقوات المعارضة على تلة في بلدة سفوهن بجبل الزاوية بريف إدلب، من دون ورود أي معلومات عن وقوع إصابات في صفوف عناصر النقطة المستهدفين، الذين يتبعون لـ"الجبهة الوطنية للتحرير" المتحالفة مع القوات التركية. ورجحت المصادر أن تكون الطائرة المستهدِفة للنقطة روسية، رغم أن الطيران المسير الإيراني نفذ هجمات مشابهة في إدلب خلال الفترات الماضية.   

كذلك، استمر القصف المدفعي من قبل مدفعية النظام على القرى والبلدات القريبة من خطوط الاشتباك جنوبي إدلب، حيث استهدفت المدفعية بلدات سفوهن وكفرعويد والفطيرة وفليفل وبينين في جبل الزاوية، ومواقع سكنية لا تزال تحت سيطرة المعارضة في سهل الغاب بريف حماه التابع لـ"منطقة خفض التصعيد".

ومع استمرار المناوشات على خطوط التماس، فتحت قوات النظام الرشاشات الثقيلة على نقاط لقوات المعارضة في كل من جنوب إدلب وريف حماه الغربي (سهل الغاب)، الأمر الذي ردت عليه المعارضة بقنص عنصرين لقوات النظام على محور بلدة الرويحة قرب معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، من دون التأكد من مقتلهما أو إصابتهما.   

على محور بلدة عين عيسى شمالي الرقة، قالت مصادر ميدانية من المعارضة السورية إن اشتباكات متقطعة دارت، ولا تزال مستمرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، بين عناصر "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا و "قوات سورية الديمقرطية"، وذلك بعد يوم واحد من إنشاء نقاط إضافية لقوات النظام بإشراف روسي على خطوط التماس تفادياً لأي هجوم تركي. بالتزامن مع ذلك، استهدف الجيش التركي مواقع لـ"قسد" في عين عيسى ومحيطها في إطار قصف يومي مستمر منذ عدة أيام.  

تكهنات عن نوايا تركية لتنفيذ هجوم واسع بهدف ابعاد "قوات سورية الديموقراطية" عن عين عيسى

ويحشد الجيشان التركي وحليفه "الوطني" السوري قواتهما في محيط عين عيسى، وسط تكهنات عن نوايا تركية لتنفيذ هجوم واسع بهدف إبعاد "قوات سورية الديموقراطية" عن عين عيسى، الأمر الذي جعل الروس يتدخلون بعرض على "قسد" يقضي بزيادة النقاط الروسية ونقاط النظام في البلدة مقابل الضغط على الأتراك لمنع الهجوم، وبالفعل بدأت قوات النظام يوم الأمس الخميس بإنشاء أربع نقاط جديدة على خطوط التماس بإشراف مباشر من القوات الروسية، تضم كل واحدة 50 جندياً، بحسب مصادر عسكرية من المعارضة، ورغم ذلك، لم يمنع هذا الإجراء قوات الجيش التركي والمعارضة من استهداف مواقع "قسد" في محيط البلدة.  

وأشارت مصادر خاصة، لـ"العربي الجديد"، إلى أن الأتراك يطالبون بالانسحاب الكامل لـ"قسد" من البلدة وعدم بقاء أي عنصر، ولا فإن تنفيذ هجوم تركي بالتحالف مع المعارضة السورية سيكون أكيداً رغم وجود قوات النظام، حيث تعتزم أنقرة إيصال قوات بلادها إلى الطريق الدولية الحسكة – حلب – اللاذقية "أم 4"، الذي يبعد عن الحدود التركية – السورية قرابة 37 كم.  

في درعا جنوبي سورية، يستمر الفلتان الأمني من خلال عمليات الاغتيال لأشخاص من الأطراف المختلفة في المحافظة، إذ قال "تجمع أحرار حوران" إن مجهولين اغتالوا اليوم الجمعة الشاب يامن رائد البقيرات، من خلال استهدافه بإطلاق النار المباشر، في بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي، وفي حين قال التجمع إن البقيرات يعمل في محل لصيانة السيارات، قالت مصادر أخرى إنه كان من المنتمين لتنظيم "داعش".  

يأتي ذلك بعد يوم من اغتيال المدعو ياسر أبو نبوت بعد استهدافه بطلقات نارية في حي السيبة في درعا البلد، ما أدى إلى مقتله على الفور، وكان أبو نبوت نجا من محاولة اغتيال سابقة قبل عام ونصف، ويتهم بتعامله مع مليشيا "حزب الله" ومجموعات "الدفاع الوطني" المدعومة من إيران، وسبق اغتيال أبو نبوت بساعات قليلة اغتيال محمد مروان ملوح بإطلاق النار عليه بشكل مباشر ما أدى إلى مقتله فوراً، وذلك في مدينة نوى غربي درعا، وأشار "التجمع" كذلك إلى أنه كان مقاتلاً في صفوف "الجيش السوري الحر" سابقاً، ويتهم بالتعاون مع مكتب أمن الفرقة الرابعة عقب توقيعه على التسوية (المصالحات). 

المساهمون