مناقشات أوروبية لحادثة "طائرة ريان إير" في بيلاروسيا: "إرهاب دولة"

مناقشات أوروبية لحادثة "طائرة ريان إير" في بيلاروسيا:"إرهاب دولة"

24 مايو 2021
اعتقال الصحافي البيلاروسي المعارض رومان بروتاسيفيتش (Getty)
+ الخط -

عبر مسؤولون أوروبيون عن حالة من الغضب والصدمة بسبب إقدام السلطات البيلاروسية، مساء أمس الأحد، على إجبار طائرة "ريان إير"، المتجهة من العاصمة اليونانية أثينا إلى العاصمة الليتوانية فيلينوس على الهبوط في مينسك واعتقال صحافي معارض من على متنها. 

"إرهاب دولة" و"اختطاف"، وصفان اشترك فيهما قادة أوروبيون لكذبة بيلاروسيا عن وجود إنذار بقنبلة، إذ أرسلت السلطات البيلاروسية طائرات حربية وأجبرت طائرة شركة "ريان إير"، وعلى متنها 171 راكباً، على الهبوط واعتقال الصحافي البيلاروسي الشاب في المنفى، رومان بروتاسيفيتش. 

ويدير بروتاسيفيتش قناة على تلغرام تنتقد سلطات الرئيس البيلاروسي، المدعوم من الكرملين، ألكسندر لوكاشينكو، لقمعه المتواصل لاحتجاجات شعبية متواصلة منذ العام الماضي، ويتابعه جمهور كبير. وبحسب ما نقلت وسائل إعلام أوروبية عن زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا، فإن بروتاسيفيتش "يواجه عقوبة الإعدام".  

وأثارت الحادثة ردود فعل على مستويات عليا في الاتحاد الأوروبي. واعتبرها رئيس وزراء بولندا، ماتيوز مورافيسكي، بأنها "عملية اختطاف" وبأنها "حالة غير مسبوقة من إرهاب الدولة" في أوروبا.

وطالب مورافيسكي بتمديد جدول اجتماع القادة الأوروبيين اليوم لمناقشة الحادثة، بقصد فرض عقوبات فورية ضد نظام لوكاشينكو، بحسب ما كتب على موقعه في "تويتر". 

وهيمنت طيلة مساء الأحد، وحتى وقت متأخر، حادثة إجبار الطائرة على الهبوط على معظم وسائل الإعلام الأوروبية، وعلى ردود الأفعال السياسية التي شددت في أغلبها أنه "يجب ألا تمر الحادثة بدون عقاب".  

ومن ناحيته، طالب رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا بالإفراج الفوري عن رومان بروتاسيفيتش، الذي يقيم في منفاه الليتواني هرباً من سلطات لوكاشينكو، التي يبدو أنها اطلعت على لائحة ركاب الطائرة، وهو إجراء أوروبي أُدخل منذ سنوات يتيح للسلطات في مختلف الدول الاطلاع عليها، أو من خلال عيون جواسيس للديكتاتور في مينسك.

وذهب الرئيس الليتواني إلى دعوة "حلفاء الناتو والاتحاد الأوروبي إلى الرد الفوري على تهديد الحركة الجوية الدولية من قبل نظام بيلاروسيا"، بحسب ما نقلت عنه "رويترز"، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ خطوات فورية لضمان عدم تكرار التصرف من قبل بيلاروسيا.

وتأمل السلطات الليتوانية بخروج دول الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين بتوصيات"تجنيب الطائرات الآن التحليق عبر المجال الجوي البيلاروسي"، وهو عمليا ما سيقترح على قمة القادة الأوروبيين. 

ستكون لها عواقب 

من ناحية ثانية، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، ما جرى بأنه تصرف "غير مقبول على الإطلاق".

وأكدت على تويتر أنه يجب الحفاظ على سلامة الركاب وضمان أن يواصل كل المسافرين على متن الطائرة طريقهم إلى وجهتهم، وهو بالفعل ما جرى مساء أمس باستثناء الشاب الناقد لسلطات لوكاشينكو الذي جرى عمليا اختطافه من بين الركاب. 

وطالب وزير الخارجية الدنماركي ييبا كوفود مساء أمس الأحد بـ"الإفراج الفوري عن رومان بروتاسيفيتش"، معتبراً أن ما جرى "خطير للغاية وأمر يثير الاشمئزاز ببشاعته، فإجبار  طائرة ركاب مدنية على الهبوط بهذه الطريقة يعد انتهاكًا لجميع القواعد، لذلك يجب علينا بالطبع الرد بشدة عليه".

واتفق كوفود مع الداعين إلى فرض قادة المعسكر الأوروبي في قمتهم اليوم عقوبات على نظام لوكاشينكو والأخذ بتوصية وقف التحليق في المجال الجوي البيلاروسي "فهناك عواقب وخيمة لما حدث، وعلينا معرفة تفاصيل ما جرى لاستخلاص النتائج"، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الدنماركي "دي آر".

وفي ذات الاتجاه، ذهب مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف برويل، إلى اعتبار ما جرى تتحمل مسؤوليته سلطات بيلاروسيا، وحملها في الوقت نفسه مسؤولية سلامة كل الركاب وبأن يتمكن الجميع من مواصلة الطريق نحو وجهتهم في ليتوانيا، وهو بالطبع ما لم يحصل. 

وتذكّر عملية إجبار طائرة لشركة طيران مدنية على الهبوط إجباريا من خلال إرسال طائرات حربية بحوادث قامت بها دولة الاحتلال الإسرائيلي، وخصوصا في أواسط الثمانينات حين أجبرت طائرة قادمة من طرابلس الليبية على الهبوط في مطار اللد، وكان على متنها نائب الرئيس السوري آنذاك عبد الله الأحمر، وكان الاحتلال يؤمل نفسه بوجود قيادات فلسطينية على متن الطائرة. 

وحاولت أيضاً السلطات الأميركية نفس الأمر في إيطاليا، على أمل اعتقال قيادات فلسطينية، وتصدت لها الشرطة والأمن في إيطاليا ومنعت الأميركيين من اقتحام طائرة مدنية على أراضيها في ثمانينات القرن الماضي. 

المساهمون