استمع إلى الملخص
- شهدت البلاد قصفاً جوياً وهجمات برية ونهرية، مما أدى إلى مقتل 75 مدنياً وإصابة 78 آخرين، ونزوح الآلاف، واستهداف مناطق مكتظة بالمدنيين، بما في ذلك منشأة طبية.
- أجرى الرئيس سلفا كير تعديلات على القيادة العليا للحزب الحاكم، مما أثار تكهنات حول خلافته، وسط اتهامات متبادلة بين الفصائل المسلحة.
حث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم الجمعة، الأطراف المتحاربة في جنوب السودان على "الابتعاد عن حافة الهاوية"، محذراً من أن وضع حقوق الإنسان معرض لمزيد من التدهور مع احتدام القتال. وأضاف تورك: "تصاعد الأعمال القتالية في جنوب السودان ينذر بخطر حقيقي يتمثل في تفاقم وضع حقوق الإنسان والوضع الإنساني المتردي أصلاً، وتقويض عملية السلام الهشة في البلاد". وأكد أن "على جميع الأطراف الابتعاد عن حافة الهاوية فورا".
واحتدم القتال منذ الثالث من مايو/أيار الجاري، إذ أشارت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى تقارير عن قصف جوي عشوائي وهجمات برية ونهرية شنتها قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان على مواقع الجيش الشعبي لتحرير السودان – في المعارضة في أجزاء من مدينة فانجاك بولاية جونقلي وفي مقاطعة تونغا في ولاية أعالي النيل. وقالت المفوضية إن 75 مدنياً على الأقل قتلوا وأصيب 78 من جراء القتال، الذي أدى إلى نزوح الآلاف من منازلهم في الفترة بين الثالث والعشرين من مايو. وأضافت أنه جرى استهداف مناطق مكتظة بالمدنيين، بما في ذلك منشأة طبية تديرها منظمة أطباء بلا حدود.
ويأتي ذلك بعدما أجرى رئيس جنوب السودان سلفا كير تعديلات على القيادة العليا للحزب الحاكم بموجب مرسوم رسمي في وقت تشهد فيه البلاد اندلاع قتال جديد بين فصائل مسلحة متنافسة وتكهنات واسعة النطاق حول خطط كير المتعلقة بخلافته. وأصدر كير (73 عاماً) مرسوماً بتعيين حليفه الخاضع لعقوبات نائب الرئيس الثاني بنيامين بول ميل نائبا لرئيس حزب "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الذي ينتمي إليه، وأذاع التلفزيون الرسمي النبأ مساء الثلاثاء بعد أسابيع من إعلان الأمم المتحدة أن البلاد على شفا حرب أهلية.
ويرى محللون سياسيون أن بول ميل هو الخليفة المختار الأقرب لكير، وكانت الولايات المتحدة فرضت عليه عقوبات عام 2017 للاشتباه في أن شركته تلقت معاملة تفضيلية في منح العقود الحكومية. في حالة تنحى كير، فإن الدور الجديد الذي سيضطلع به بول ميل نائبا لرئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان من شأنه أن يجعله قائما بأعمال رئيس البلاد. ويأتي التعديل الوزاري بعد أشهر من حالة عدم اليقين السياسي بعد أن فرضت السلطات الإقامة الجبرية على رياك مشار، النائب الأول للرئيس ومنافس كير، متهمة إياه بمحاولة إثارة تمرد.
ونفى حزب المعارضة بزعامة مشار هذه الاتهامات، وأشار إلى أن هذه الخطوة أبطلت فعلياً سريان اتفاق السلام المبرم عام 2018 الذي أفضى إلى إنهاء حرب أهلية دامت خمس سنوات في جنوب السودان بين قوات الدينكا التابعة لكير ومقاتلي النوير الموالين لمشار. ومنذ استقلاله عن السودان عام 2011، يواجه جنوب السودان أعمال عنف تحول دون وضع حد للحرب الأهلية الدامية. وأدى الصراع إلى مقتل حوالي 400 ألف شخص ونزوح أربعة ملايين بين العامين 2013 و2018 عندما جرى توقيع اتفاق سلام تتهدّده الاشتباكات الجديدة.
(رويترز، العربي الجديد)