مليون صومالي مؤهلون للتصويت في انتخابات أكتوبر

17 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 17 أغسطس 2025 - 00:27 (توقيت القدس)
مركز تسجيل في الانتخابات في مقديشو، 23 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أُغلقت عملية تسجيل الناخبين في مقديشو، حيث حصل مليون مواطن على بطاقات الاقتراع، متجاوزين الهدف الأصلي لتسجيل 812 ألف شخص، مما يعكس رغبة قوية في المشاركة السياسية.
- تُعد انتخابات مجلس بلدية مقديشو في أكتوبر 2025 أول تجربة واسعة لنظام "شخص – صوت"، مما يمثل تحولاً جذرياً نحو الاقتراع المباشر، بعيداً عن نظام المحاصصة القَبَلية.
- رغم الجدل السياسي والمخاوف الأمنية، يُنظر إلى هذه الانتخابات كاختبار حقيقي للحكومة الفيدرالية، مع إمكانية تعزيز مكانة الصومال كدولة تسعى للديمقراطية الشعبية.

أعلن رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات والحدود في الصومال، عبد الكريم أحمد حسن، عن إغلاق عملية تسجيل الناخبين في إقليم بنادر (العاصمة مقديشو)، مؤكداً أن ما يقارب المليون مواطن قد حصلوا على بطاقات الاقتراع، في حين كان الهدف الأساسي تسجيل 812 ألف شخص فقط. وبحسب وكالة "صونا" الرسمية، أوضح عبد الكريم أن هذه الخطوة تعكس رغبة قوية لدى سكان العاصمة مقديشو والمناطق المحيطة بها في المشاركة السياسية، مؤكداً أن عملية التسجيل ستستمر خلال الفترة المقبلة في بقية الأقاليم الصومالية، تمهيداً لتنظيم انتخابات المجالس المحلية على مستوى البلاد.

وأشار إلى أن انتخابات مجلس بلدية مقديشو مقررة في 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، حيث سيُفتح نحو 800 مركز اقتراع أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم، في خطوة توصف بأنها الكبرى من نوعها في تاريخ العاصمة التي يعيش فيها نحو أربعة ملايين شخص. وتُعدّ هذه الانتخابات البلدية أول تجربة واسعة لتطبيق نظام "شخص – صوت" في الصومال، بعد سنوات طويلة من الاعتماد على نظام المحاصصة القَبَلية "4.5". ويُنظر إلى مشاركة ما يقارب المليون ناخب في بنادر كتحوّل جذري يفتح الباب أمام اعتماد الاقتراع المباشر مستقبلاً في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

ويرى مراقبون أن هذه التجربة ستكون بمثابة اختبار حقيقي للحكومة الفيدرالية برئاسة حسن شيخ محمود، التي وعدت منذ عام 2022 بإرساء قواعد ديمقراطية أكثر شمولية. وقد يمنح نجاح العملية الحكومة زخماً سياسياً داخلياً وخارجياً، ويعزز مكانة الصومال دولة تسعى للانتقال التدريجي إلى الحكم الشعبي المباشر. 

ورغم الزخم الذي رافق العملية، لم تخلُ من جدل سياسي واسع. فقد اعتبرت قوى معارضة أن الحكومة تستغل الانتخابات لترسيخ نفوذها في مقديشو، بينما أعربت ولايات فيدرالية مثل بونتلاند وجوبالاند عن مخاوف من أن تتحول التجربة إلى أداة بيد السلطة المركزية. إلى جانب ذلك، تُثار تساؤلات حول قدرة الحكومة على ضمان أمن مراكز الاقتراع في ظل تهديدات حركة "الشباب"، وكذلك حول البنية التحتية الفنية لإدارة عملية انتخابية بهذا الحجم.

لكن المؤيدين يعتبرون أن مشاركة ما يقارب المليون ناخب في إقليم بنادر تمثل رسالة واضحة بأن الشعب الصومالي يتطلع إلى طي صفحة انتخابات المحاصصة القَبَلية، وإرساء ديمقراطية قائمة على المشاركة الشعبية المباشرة. وبهذا، يدخل الصومال مرحلة سياسية فارقة قد تضع الأساس لتحولات أعمق، إذا ما نجحت انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول 2025 في بنادر، لتصبح نموذجاً يُحتذى في باقي الولايات الفيدرالية.

المساهمون