مليشيا عراقية مدعومة إيرانيا ترفض "الهدنة" مع القوات الأميركية

مليشيا عراقية مدعومة إيرانيا ترفض "الهدنة" مع القوات الأميركية وتلوّح بـ"حرب مفتوحة"

12 يوليو 2021
أعلنت البدء بحرب مفتوحة ضد المصالح الأميركية (Getty)
+ الخط -

أعلنت مليشيا "عصائب أهل الحق"، إحدى أبرز الفصائل العراقية المسلحة المدعومة من إيران، اليوم الاثنين، رفض هدنة جديدة مع القوات الأميركية، مشيرة إلى ما وصفته بـ"بدء حرب مفتوحة" ضد المصالح الأميركية بالبلاد بعمليات نوعية، وسط تحذيرات من أن تجر البلاد إلى وضع خطير.

ومنذ الثلاثاء الماضي، صعّدت الفصائل المسلّحة هجماتها ضد المصالح الأميركية بالعراق، إذ نفذت خمس هجمات عنيفة ومتواصلة استهدفت مطار أربيل، ومعسكر فيكتوريا قرب مطار بغداد الدولي، وقاعدة عين الأسد في الأنبار، وأخيراً السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد. 

وتبنت فصائل مسلحة عدة تلك الهجمات، وقالت إنها ردا على الهجوم الأميركي الذي استهدف وحدات تابعة لها في المنطقة الحدودية العراقية السورية، قبل أكثر من أسبوع.

وقال عضو المكتب السياسي للمليشيا سعد السعدي، إن ما وصفها بـ"فصائل المقاومة" أعلنت عن "انتهاء الهدنة، وقد بدأت بعمليات نوعية ضد المصالح الأميركية في العراق"، مشيرًا إلى أن "لا هدنة مع الاحتلال".

وشدد السعدي، بحسب تصريح أوردته وكالة أنباء عراقية محلية، على أن "المقاومة ماضية في حرب مفتوحة لمواجهة الاحتلال الأميركي حتى خروجه من البلاد"، مشيرا إلى أن "بعض الكتل السياسية تدور في الفلك الأميركي، وترتبط مصالحها بوجود الاحتلال (..) هؤلاء يفضلون المصلحة الخاصة على المصلحة العامة للبلاد".

وأضاف أن الحالة الوطنية ترفض وجود الاحتلال في العراق، مشدداً على ضرورة "تطبيق قرار البرلمان العراقي والمرجعية والإرادة الشعبية القاضي بخروج القوات الأجنبية من العراق".

من جهته، حذر مهدي تقي، النائب عن "تحالف الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، من خطورة الوضع الذي تتجه نحوه البلاد، داعيا الحكومة إلى التدخل ومحاولة التهدئة. 

وقال النائب تقي، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إن "التصعيد خطير، وخروج الملف عن السيطرة أمر مطروح (..) بالتأكيد سيكون هناك إرباك أمني وتصعيد أمني غير مسبوق، وعلى الحكومة أن تأخذ ذلك بنظر الاعتبار".

وأكد أن "التصعيد ليس من صالح العراق ولا واشنطن"، مشيرًا إلى أنه "سيترتب عليه نتائج سلبية حتى على العلاقات الاقتصادية"، مؤكدًا ترحيبه بوجود "عمل جدي لإخراج القوات الأميركية والحفاظ على العلاقات الاقتصادية بين البلدين"، مشددًا على أن "التدخلات العسكرية اليوم خطيرة".

كما شدد على أن "الفصائل تتوقع ضربات أميركية"، في المقابل "يتخوف الجانب الأميركي من ضربات الفصائل"، مشيرًا إلى أن "الوضع ليس في صالح أحد"، داعيا الحكومة إلى "التدخل العاجل والسعي للخروج من هذا المأزق، قبل الوصول إلى مرحلة الخروج عن السيطرة، وبالتالي الوصول إلى نتائج خطيرة".

واتخذت الفصائل المسلحة أخيرا إجراءات أمنية طارئة لحماية مقارها وقياداتها من ضربات أميركية متوقعة، كردة فعل على قصف مصالحها في العراق، وسط تكتم إعلامي شديد على تلك الإجراءات.

وأعلنت تلك الفصائل رفضها وساطات سياسية لوقف تصعيدها ضد المصالح الأميركية في العراق.

وأحرجت الهجمات على المصالح الأميركية في البلاد الحكومة العراقية لعدم قدرتها على السيطرة على الفصائل ومنع الهجمات على الجانب الأميركي، وعدم قدرتها في الوقت ذاته على تقديم تعهدات لواشنطن بذلك، لذا لجأت إلى لعب دور الوسيط لأجل التهدئة.