مليشيات مرتبطة بإيران تهدّد باستهداف أي استثمار سعودي في العراق

مليشيات مرتبطة بإيران تهدّد باستهداف أي استثمار سعودي في العراق

13 نوفمبر 2020
توجّه سعودي لاستثمار نحو مليون هكتار زراعي بالعراق(فرانس برس)
+ الخط -

ضمن حملة الرفض المتصاعدة لأطراف سياسية عراقية وجماعات مسلّحة مرتبطة بإيران ضد توجه سعودي لاستثمار نحو مليون هكتار زراعي في محافظتي الأنبار والمثنى جنوب وغربي العراق، أصدرت مجموعات مسلحة مرتبطة بإيران بياناً اعتبرت فيه الاستثمارات السعودية هدفاً لها. وأوضحت أن فتح صفحة جديدة مع السعودية يجب أن يكون بعد ما سمته "دفع الدية"، في إشارة إلى تورط مواطنين سعوديين مع جماعات إرهابية في العراق خلال السنوات الماضية.
وأصدرت مجموعة مليشيات، بياناً، ليل أمس الخميس، جاء فيه أنه "تم الاتفاق على أن أي استثمار سعودي سيكون هدفاً للجماعات المتحالفة"، في إشارة إلى الجماعات الثلاث التي أصدرت البيان.
وظهرت مجموعة مليشيات، أخيراً، على الساحة العراقية وسبق أن تبنت عمليات اقتحام عدد من المقرات التابعة لأحزاب وقنوات فضائية فضلاً عن استهداف بعثات دبلوماسية، ويعتقد مراقبون أنها أذرع جديدة لمليشيا كتائب "حزب الله" و"النجباء" وجماعات أخرى بارزة ترتبط بـ"الحرس الثوري الإيراني" مثل "العصائب" و"الخراساني".

ووفقاً للبيان الذي تداوله ناشطون ومنصات مرتبطة بالمليشيات، فإن وفداً من "ربع الله"، التقى بوفد من "المجاميع الخاصة"، و"جبهة أبو جداحة"، اتفقت على أنه "لا مجال للاستثمار السعودي إلا بعد تعويض عوائل شهداء المخففات والفتاوى السعودية"، مؤكداً الاتفاق على اعتبار تلك الاستثمارات أهدافا لهم. وهو أول تهديد من نوعه تطلقه المليشيات المرتبطة بإيران تجاه خطوات الانفتاح الاقتصادي والسياسي العراقي السعودي في ظل حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وكان رئيس الوزراء الأسبق وزعيم ائتلاف "دولة القانون"، نوري المالكي، وهو أحد أبرز حلفاء طهران في العراق قد هاجم خطوات حكومة مصطفى الكاظمي للاستثمار السعودي في القطاع الزراعي، معتبراً أنها "استعمار"، فيما هاجم نواب من تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، ومليشيات أبرزها "العصائب"، و"كتائب حزب الله"، التفاهم العراقي على عرض فرص استثمارية بالقطاع الزراعي أمام السعودية.
وبحسب مسؤولين عراقيين، فإن زيارة الوفد الوزاري السعودي إلى بغداد الأسبوع الماضي تناولت الاستثمار في مجالات زراعية مختلفة بالعراق، الذي يتوقع أن يسفر ذلك الاستثمار عن تشغيل آلاف الأيدي العاملة فضلاً عن إنعاش الاقتصاد المحلي بما يقلل من الحاجة للاستيراد اليومي من البضائع والمنتجات الزراعية من إيران، وهو ما يعتبر السبب الأول لمهاجمة المليشيات وحلفاء إيران السياسيين الخطوة.

وقال مسؤول في مكتب الكاظمي، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "الحملة المبكرة ضد الاستثمارات السعودية مدفوعة من دولة إقليمية جارة"، في إشارة إلى إيران.
وأوضح المسؤول نفسه، أن "نجاح خطوة الاستثمار السعودي بقطاع الزراعة يعني أنه خلال العام الأول من الاستثمار ستكون لدى العراق كفاية كبيرة في منتجات كثيرة يستوردها حاليا من إيران بالعملة الصعبة، كما أنه سيؤدي إلى منافع كبيرة للعراق على مستوى القطاع الخاص وتوفير عمل لأكثر من 30 ألف يد عراقية عاملة".
وأكد أن "الحملة غير مبررة وتهدد مستقبل الاستثمار في العراق وتصعيدها من خلال تهديدات جماعات مسلحة منفلتة باستعمال القوة"، معتبراً أن "هناك جماعات مسلحة وجهات سياسية تعمل لصالح الخارج أكثر من عملها لصالح العراقيين".
والثلاثاء الماضي، انتقد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قوى، لم يسمها، لمهاجمتها أي تقارب بين العراق والدول الأخرى.
وقال الكاظمي على هامش اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي: "هناك حملات تشكيك بأي تقارب للعراق مع أي دولة ترافقها شائعات تهدف إلى خلط الأوراق وتعطيل أي تفاهم يصب في صالح البلد"، في إشارة إلى حملات نفذتها الجماعات الموالية لإيران ضد مذكرات تفاهم وقعها العراق أخيراً مع القاهرة والرياض.
وأشار الكاظمي إلى أن المجلس التنسيقي العراقي السعودي عقد اجتماعات متواصلة خلال اليومين الماضيين، للوصول إلى مجموعة تفاهمات بخصوص قطاعات الصناعة والتجارة والزراعة والنفط والتعليم والثقافة وغيرها.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وشدد على ضرورة أن يكون العراق بيئة جاذبة للاستثمار وليس طاردة، لأنه بحاجة فعلية للاستثمارات وتوفير فرص العمل والإعمار.
في المقابل، ناشد القيادي في جبهة الإنقاذ والتنمية ومحافظ الموصل الأسبق أثيل النجيفي، "بتحويل أي استثمار سعودي يلاقي رفضاً في جنوب العراق إلى محافظة نينوى"، مضيفاً أن "نينوى متعطشة لكل أنواع الاستثمار في قطاعات الزراعة والصناعة والطاقة والخدمات".