مليشيات عراقية تنقل رفات 11 من عناصرها قضوا قرب درعا قبل سنوات

مليشيات عراقية تنقل رفات 11 من عناصرها قضوا قرب درعا قبل سنوات

11 فبراير 2021
مليشيات "عصائب أهل الحق" تشارك في القتال بسورية(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

كشف مصدر مقرب من مليشيا "عصائب أهل الحق"، أحد أبرز الفصائل المسلّحة الموالية لإيران في العراق، عن تشييع، أمس الأربعاء، رفات 11 عنصراً من المليشيات كانوا قد قتلوا خلال معارك إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد قرب مدينة درعا جنوبي سورية، قبل سنوات.

وتشارك عدة مليشيات عراقية مسلحة في دعم قوات النظام السوري، منذ العام الأول لاندلاع الثورة السورية عام 2011 تحت إشراف إيراني، وتتورط تلك المليشيات في جرائم تطهير وانتهاكات واسعة بحق المدنيين في مناطق تواجدها داخل سورية.

وقال مصدر مقرب من مليشيا "عصائب أهل الحق"، التي يتزعمها قيس الخزعلي، إنّ المليشيات نقلت براً عبر منفذ القائم البري بين العراق وسورية رفات 11 عنصراً قرب درعا، مبيناً أنه فقد أثرهم عام 2018. ما يُرجّح أنهم قد قضوا في الهجوم الواسع الذي نفذته قوات النظام والمليشيات الداعمة لها على المدينة في العام نفسه.

وأكد "نقل رفات العناصر إلى المقر الرئيس للمليشيات شرقي بغداد، من ثم إلى النجف بحضور عدد من ذويهم، إذ نظمت إجراءات استقبال لهم من قبل المليشيات بمشاركة عدد من قياداتها". وكشف أنّ "اثنين من الرفات هما لقياديين في المليشيات، أحدهما يدعى أبو نصر العلياوي".

ومليشيا "عصائب أهل الحق"، هي من بين عدة مليشيات تقاتل بشكل رئيس ودائم إلى جانب قوات نظام الأسد منذ سنوات طويلة وأبرز تلك المليشيات، "كتائب حزب الله"، و"النجباء"، و"البدلاء"، و"لواء الطفوف"، و"بدر"، و"أصحاب الرقيم"، و"كفيل زينب"، و"جيش المؤمل"، و"لواء ذو الفقار"، و"لواء محمد باقر الصدر"، و"جند الإمام"، و"سرايا عاشوراء"، و"كتائب الإمام علي"، و"سرايا الشهداء".

ونشرت حسابات على منصة "يوتيوب"، مشاهد، يوم أمس الأربعاء، لوصول رفات قتلى المليشيات إلى العاصمة بغداد.

كما نشرت مشاهد أخرى منصة تتبع المليشيات ذاتها، على تطبيق "تلغرام".

 وحول ذلك، قال الخبير بالشأن الأمني العراقي العقيد المتقاعد سعد الحديثي، لـ"العربي الجديد"، إنّ عملية العثور على رفات أفراد المليشيات بشكل جماعي وبوقت واحد "تتيح الاعتقاد أنهم قضوا بكمين واحد أو تم أسرهم وتصفيتهم خلال المعارك التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية".

وأضاف الحديثي أنّ "الكثير من العراقيين ممن تم استغلال فقرهم المدقع وشحنهم طائفياً للتوجه إلى القتال في سورية، لم يعد أحد منهم وما زالوا في غياب المفقودين لكن بسبب حساسية الملف لا يتم التركيز عليه في وسائل الإعلام المحلية العراقية، لوجود ارتباط إيراني عبر التورط في تجنيد العراقيين وما رافقه من انتهاكات بحق المدنيين السوريين على يد تلك المليشيات".

ورأى أنّ "الكشف عنهم قد يأتي ضمن سياق التنافس والمزايدة بين الفصائل العراقية المسلحة، على ما تسميه تضحياتها في سورية والعراق".