مليشيات النظام السوري تخرق اتفاق درعا البلد وتوتر يسود المنطقة

مليشيات النظام السوري تخرق اتفاق درعا البلد وتوتر يسود المنطقة

27 يوليو 2021
قوات النظام تشن عمليات دهم وتفتيش (محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -

داهمت قوات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، مناطق في درعا البلد جنوبي سورية، خارقة الاتفاق الأخير حول فك الحصار عن المنطقة، ما أثار حالة من التوتر والتخوف لدى الأهالي.
وقال "تجمع أحرار حوران" الإعلامي إن مليشيات تابعة لـ"الفرقة الرابعة" في قوات النظام السوري شنت، صباح اليوم، عمليات دهم وتفتيش جنوبي وشرقي درعا البلد، رد عليها شبان من المنطقة بإطلاق النار في الهواء تحذيرا لها من الاقتراب أكثر من منازل المدنيين.
وأضاف "التجمع" أنّ مليشيات "الفرقة الرابعة" سرقت محتويات العديد من المنازل على أطراف حي طريق السد ودرعا البلد بعد مداهمتها، ونصبت حاجزاً عند بئر الشيّاح في محيط درعا البلد، وأطلقت النار بواسطة مضادات أرضية باتجاه السهول والمزارع القريبة.
ونقل المصدر ذاته أن الاتفاق الذي وقع أخيراً حول درعا البلد كان يقضي بأن تدخل صباح اليوم قوات تابعة لـ"الفرقة 15" وتنشئ نقاطاً محددة، ليُفاجأ الأهالي في درعا البلد بمداهمة قوات تابعة لـ"الفرقة الرابعة" منازل المدنيين وسرقتها.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن النظام استقدم تعزيزات من جهة منطقة البحار في المنطقة الواصلة بين حي طريق السد ودرعا البلد، ودخلت التعزيزات إلى المنازل المحيطة بالمنطقة، وطلبت البطاقات الشخصية من السكان، وتزامناً مع ذلك، حصل إطلاق نار من قبل مجهولين على تجمعات مليشيات النظام في تلك المنطقة، وقام النظام بالرد بإطلاق نار كثيف من مضادات الطيران الأرضية.
وأوضح أن رد النظام أدى إلى حالة من الهلع والتوتر لدى السكان في حي طريق السد ودرعا البلد، حيث إن هناك حالة من الخوف خشية أن يغدر النظام بالاتفاق ويقوم باقتحام منازلهم وممارسة انتهاكات بحقهم.
ونهاية الأسبوع الماضي، توصل النظام السوري إلى اتفاق مع اللجنة المركزية في محافظة درعا حول فك حصاره لأحياء منطقة درعا البلد، ودخل الاتفاق أمس حيز التنفيذ تزامنا مع حشد النظام قواته في المنطقة تحت ذريعة ضمان تنفيذ هذا الاتفاق. وكانت أولى خطوات التنفيذ من جانب النظام فتح حاجز السرايا صباح أمس الاثنين، ودخول "لجنة" إلى مخفر درعا البلد للبدء في إجراء التسويات لعشرات الشبان من أبناء المنطقة.
ونص الاتفاق على دخول لجنة تسوية، بمرافقة لجنة من الأهالي، إلى أحياء درعا البلد لإجراء تسويات لمطلوبين، كما نص على تسليم أنواع من الأسلحة التي طالبت بها قوات النظام خلال خمسة أيام، مقابل وقف العمليات الاستفزازية من قبل هذه القوات، وسحب السلاح من اللجان الأمنية والقوات الرديفة التابعة للأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وإيقاف عملها داخل المدينة.

كما ينص على دخول لجنة تسوية، بمرافقة لجنة من الأهالي، إلى أحياء درعا البلد لإجراء تسويات لمطلوبين، يبلغ عددهم 135 شخصاً، وفتح المعابر وإنهاء الحصار.
وقال مصدر مطلع لـ"العربي الجديد" إن عمليات التسوية للشبان المطلوبين تجرى برعاية اللجنة المركزية في منطقة درعا المحطة، حيث المربع الأمني الذي يضم الفروع الأمنية ودوائر النظام.
من جانبها، نقلت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام عن أمين فرع حزب "البعث العربي الاشتراكي" في محافظة درعا حسين الرفاعي، الذي يشغل منصب رئيس لجنة المصالحة هناك، قوله إن الاتفاق تم البدء بتنفيذه، وعملية تسليم الأسلحة تجرى في درعا المحطة، والأمور تسير بشكل جيد، مؤكدا أن الاتفاق يتضمن تسليم الأسلحة الموجودة في حي درعا البلد، ومن ثم إجراء عملية تفتيش على الأسلحة، ودخول "الجيش العربي السوري" إلى الحي، وفتح المعابر وإجراء تسوية لمن لم يجرِ عملية تسوية وعددهم ما بين 150 و200 شخص.
إلى ذلك، قتل ثلاثة شبان على يد مسلحين مجهولي الهوية بهجمات متفرقة في مدينة نوى، وعلى الطريق الواصل بين بلدتي المزيريب ومساكن جلين غربي درعا وفي بلدة المزيريب، وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن جميع القتلى كانوا سابقا عناصر في فصائل المعارضة، وأجروا تسويات مع النظام السوري.

المساهمون