ملك الأردن يعبّر عن تضامنه مع الدوحة خلال استقباله أمير قطر
استمع إلى الملخص
- موقف مشترك من القضايا الإقليمية: جدد الأردن إدانته للعدوان الإسرائيلي على قطر، وأكد الزعيمان على دعم حقوق الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار في غزة، مع دعم الجهود الدولية لتحقيق السلام.
- التعاون الاقتصادي والاستثماري: شهدت العلاقات تطوراً ملحوظاً مع استثمارات قطرية بقيمة 500 مليون دولار في الأردن وتوفير 20 ألف فرصة عمل للأردنيين، مما يعكس التزام قطر بدعم الاقتصاد الأردني.
عقد العاهل الأردني عبد الله الثاني وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
مباحثات في قصر بسمان بالعاصمة الأردنية عمّان، اليوم الأربعاء، بحسب الموقع الرسمي للديوان الملكي الأردني. وجرت مراسم استقبال رسمية لأمير قطر والوفد المرافق في مطار ماركا خلال الزيارة، التي جاءت بعد انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة، أول أمس الاثنين، في الدوحة، والتي بحثت العدوان الإسرائيلي الذي استهدف، الثلاثاء من الأسبوع الماضي، مسؤولين من حركة حماس.وأفاد الديوان الملكي الأردني بأن الملك عبد الله جدد إدانة الأردن للعدوان الإسرائيلي على قطر، والوقوف إلى جانبها، ومواصلة التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة لحماية سيادة الدول من أي انتهاك. وعبّر العاهل الأردني وأمير قطر عن اعتزازهما بمستوى العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين، خلال مباحثات ثنائية تبعتها أخرى موسعة عُقدت في قصر بسمان، أكدا خلالها حرصهما على توسيع التعاون في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية منها، وإدامة التنسيق الوثيق بما يحقق مصالح البلدين ويخدم القضايا العربية.
وأشاد ملك الأردن بزيارة أمير دولة قطر وما سينتج عنها من تعاون مثمر بين البلدين. وحول أحداث المنطقة، شدد عبد الله الثاني على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية. وأدان العاهل الأردني توسيع إسرائيل عمليتها البرية على غزة، والتي تهدف لتهجير الفلسطينيين من أرضهم. كما أكد دعم الجهود القطرية المصرية الأميركية لتنفيذ صفقة تبادل تفضي إلى إنهاء العدوان على غزة.
وحذر العاهل الأردني من خطورة استمرار الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وتم خلال المباحثات تأكيد ضرورة تكثيف الجهود لدعم الأشقاء الفلسطينيين لنيل حقوقهم المشروعة. كما أكد الجانبان ضرورة دعم جهود سورية ولبنان في الحفاظ على أمنهما، واستقرارهما، وسيادتهما، ووحدة أراضيهما، وأهمية تعزيز التعاون معهما في مختلف المجالات. وشددا على أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تواجهها المنطقة لاستعادة أمنها واستقرارها.
ومنح ملك الأردن، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قلادة الحسين بن علي، تقديراً له وتعميقاً للعلاقات المتينة التي تجمع البلدين الشقيقين، وبمناسبة زيارته الرسمية إلى الأردن. وقال ملك الأردن عبر حسابه على منصة إكس: "حياك الله أخي سمو الشيخ تميم بين أهلك في الأردن. تجمعنا أخوة وحرص مشترك على توطيد العلاقات بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، وسنواصل العمل معاً من أجل خدمة القضايا العربية والإسلامية".
حياك الله أخي سمو الشيخ تميم بين أهلك في الأردن. تجمعنا أخوة وحرص مشترك على توطيد العلاقات بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، وسنواصل العمل معا من أجل خدمة القضايا العربية والإسلامية pic.twitter.com/hYKMWHwRNG
— عبدالله بن الحسين (@KingAbdullahII) September 17, 2025
بدوره، ذكر الديوان الأميري القطري، في بيان، أنّ ملك الأردن "جدد تضامن بلاده الكامل مع دولة قطر وشعبها، ودعمها لجميع الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها في وجه الهجوم الإسرائيلي الغادر"، مشيداً بـ"جهود أمير البلاد ودولة قطر في إحلال السلام والاستقرار الإقليمي والدولي". من جانبه، جدد أمير قطر شكره لملك الأردن والمملكة الأردنية الهاشمية على "تضامنهما ودعمهما المقدّر لدولة قطر وشعبها في الهجوم الإسرائيلي الغادر على سيادة قطر"، مؤكداً أنّ بلاده "ستتخذ كافة الإجراءات لحماية أمنها والحفاظ على سيادتها تجاه هذا الاعتداء".
وخلال الجلسة، أعرب الجانبان عن "ارتياحهما لما تشهده العلاقات الأخوية بين البلدين من تطور ونمو، وأكدا حرصهما على الارتقاء بها وتعزيزها في شتى المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية". كما تناولت المباحثات عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث أكد الزعيمان "أهمية دعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة"، مشددين على "أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تواجهها المنطقة للحفاظ على أمنها واستقرارها"، وفق الديوان الأميري القطري.
جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة #قطر خلال التوجه إلى قصر بسمان الزاهر في الديوان الملكي الهاشمي محاطين بالموكب الأحمر #الأردن pic.twitter.com/FHh6OMC2L6
— RHC (@RHCJO) September 17, 2025
وفي السياق، قال وزير الاتصال الحكومي الأردني السابق مهند المبيضين لـ"العربي الجديد"، إن الزيارة تأتي في ظل سخونة عالية تشهدها المنطقة، خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وما يرتبط بها، مضيفاً أن الزيارة تشكل فرصة للنقاش والتباحث في الملفات ذات الاهتمام المشترك، وبما يلبي مصالح البلدين، ولا سيما أنّ هذه الزيارة تأتي بعد قمة الدوحة والعدوان الإسرائيلي الأخير.
وتوقع مبيضين أن تثمر الزيارة تقدماً عالياً في العلاقات بين البلدين، مضيفاً أن قطر لا تبخل بشيء في علاقاتها مع الكثير من الدول، فكيف بالعلاقة مع الأردن، ولا سيما أن هناك إدراكاً قطرياً لأهمية الوضع الجيو-سياسي للأردن، وأهمية تمكينه ودعمه للصمود أمام التطورات في المنطقة، وأشار إلى أن الأردن لدية الكثير مما يقدمه في تبادل المنافع في ما يتعلق بالتعاون الاستثماري والأمني، مضيفاً أن الأردن بلد غني وخصب للاستثمار، وأهم ما يميزه الاستقرار.
وتابع: "في الآونة الأخيرة، شهدنا تصاعداً إيجابياً عالياً في العلاقات الأردنية القطرية، ومنها زيارة ولي العهد الحسين بن عبد الله إلى قطر، ومشاركة الملك عبد الله الثاني في قمة الدوحة، وقبل ذلك شهدت العلاقات ارتفاع منسوب التعاون في مختلف المجالات بين البلدين. يشار إلى أن دولة قطر أعلنت في 2018 عن حزمة استثمارات في الأردن بقيمة 500 مليون دولار، تستهدف مشروعات في مجالات البنية التحتية والطاقة والسياحة.
كما تعهدت قطر بتوفير 20 ألف فرصة عمل للأردنيين في الدوحة، والتي ما زالت ثمارها مستمرة حتى اليوم، ما يعكس التزام دولة قطر بدعم الاقتصاد الأردني وتمكين الشباب من المشاركة في مشاريع التنمية والاستثمار. وتُعدّ قطر من أبرز الوجهات التي تستقطب العمالة الأردنية، حيث يعمل فيها قرابة 60 ألف أردني في قطاعات متعددة، من أبرزها الصحة، والتعليم، والمؤسسات المالية والمصرفية.