استمع إلى الملخص
- يواجه سلام تحديات في توزيع الحقائب الوزارية، خاصة وزارة المالية ووزارة الطاقة، مع نقاش حول وزارة الخارجية والداخلية والبيان الوزاري للحكومة.
- يواصل الرئيس جوزاف عون لقاءاته لتعزيز الدعم الدولي، مع توقع زيارة وزير الخارجية السعودي، ويؤكد على أهمية تشكيل حكومة تلبي تطلعات الشعب، مع استعداد الصين لتعزيز التعاون.
يكثّف رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام مشاوراته مع القوى السياسية لتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، معوّلاً على الأجواء الإيجابية التي تسود البلاد منذ انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون والحراك الدولي العربي النشط على خطّ بيروت والضغط الخارجي لضرورة إتمام الاستحقاقات وسلك مسار إصلاحي في طريق أساسي لدعم لبنان وإعادة إعماره. ويحرص سلام على إجراء اتصالات ولقاءات مع مختلف الأفرقاء السياسيين، يتقدّمهم حزب الله وحركة أمل، اللذان قاطعا الاستشارات النيابية غير الملزمة لتأليف الحكومة، وذلك للوقوف عند مواقف ورؤى واقتراحات ومطالب الجميع، خصوصاً أنه أكد في أكثر من تصريح أن لا إقصاء أو إبعاد لأي حزب أو طرف.
ولا يُخفي الشارع اللبناني خشيته من أن يذهب سلام باتجاه حكومة ممثلة من الأحزاب والقوى السياسية تأتي بوزراء لا يرتدون "الزي الحزبي"، لكنهم في الوقت نفسه ينفذون الأجندات الحزبية ويسيرون على برامجها، ما من شأنه أن يضرب مفهوم التغيير والإصلاح السياسي. وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ "سلام لا يريد إقصاء أي مكوّن من الحكومة التي ينوي تشكيلها، وهو يبحث في شكلها وعدد وزرائها المتوقع أن لا يتجاوزوا الثلاثين، ويكونوا بين 24 أو 25 وزيراً، على أن يكونوا من أصحاب الاختصاص والكفاءة ولو كانوا محسوبين على جهات سياسية معينة أو ساعدت القوى السياسية في اختيارها، كما الذهاب باتجاه فصل النيابة عن الوزارة".
توقعات بإنهاء المسودة الوزارية الأولى هذا الأسبوع
ووفق المعلومات أيضاً، فإنّ "سلام لن يتأخر في إنهاء مسودة التشكيلة الوزارية الأولى لعرضها على الرئيس جوزاف عون، وهو يعمل على تقديمها إليه في الساعات المقبلة أو خلال هذا الأسبوع، أي قبل انتهاء مهلة الستين يوماً لوقف إطلاق النار ودخول لبنان مرحلة جديدة ودقيقة أمنياً، وخصوصاً إذا لم تبرز أي عراقيل كبيرة". وتبعاً للمعلومات، فإنّ "بعض العقبات لا تزال تواجه طريق سلام، لكنه يحاول العمل على حلّها من خلال اللقاءات التي يجريها بعيداً عن الإعلام، أبرزها ما يتعلق بوزارة المالية التي تتمسّك بها حركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، ويجري النقاش بتوليها من قبل شخص محسوب عليها شرط الا يكون مستفزاً ويتمتع بالكفاءة المطلوبة مثل الوزير السابق ياسين جابر أو حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري".
كذلك يتم البحث في كيفية توزيع الحقائب الأساسية وعلى رأسها وزارة الطاقة، في ظل إصرار بعض قوى المعارضة والتغييرية على المداورة فيها بعدما كانت لسنوات بيد شخصيات محسوبة على التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل، وهي من الوزارات التي تتصل بتاريخ من الهدر والفساد، والمُطالَب دولياً أن تشملها الإصلاحات بالدرجة الأولى، علماً أنّ مباحثات تجري لإسنادها إلى حزب القوات اللبنانية (بزعامة سمير جعجع) الذي كانت آخر مشاركة حكومية له عام 2019 يوم كانت برئاسة سعد الحريري، والذي وإن يؤكد علناً أنه غير متمسك بها لكنه دائماً ما يلوّح إلى مشروع بحوزته لتحسين القطاع وحلّ أزمته.
كما يتناول البحث وزارة الخارجية وسط إصرار أيضاً من قبل نواب معارضين وتغييريين بأن تكون من الوزارات التي تُسند إلى شخصية دبلوماسية قادرة على تحسين علاقات لبنان مع الخارج خصوصاً أن البلاد تحتاج إلى الدعم العربي والدولي في هذه المرحلة لإعادة الإعمار والنهوض اقتصادياً، على أن لا تكون محسوبة على طرف سياسي يمثل محوراً معيناً، خصوصاً أنها أيضاً كانت لفترة طويلة مع التيار الوطني الحر.
ومن الوزارات الأساسية أيضاً، الداخلية التي تسند في الفترة الماضية انطلاقاً من المحاصصة السياسية والطائفية، إلى شخصية من الطائفة السنية، ومن العسكريين السابقين، الدفاع التي أسندت إلى الطائفة الأرثوذكسية، والتي تتجه الأنظار إليها خصوصاً أن هذا الموقع متصل برئاسة الجمهورية، والعلاقة بين الرئيس جوزاف عون يوم كان قائداً للجيش لم تكن جيدة مع التيار الوطني الحر الذي كان يحسب عليه وزير الدفاع، إلى جانب وزارات أخرى دائماً ما تكون في إطار المحاصصة مثل التربية والصحة والأشغال العامة.
على صعيدٍ متصل، يُعدّ من أبرز الملفات التي يجري النقاش حولها خصوصاً مع حزب الله وحركة أمل، البيان الوزاري المنتظر للحكومة وما إذا كان سيكرس أيضاً معادلة "الشعب الجيش المقاومة" في ظلّ إصرار القوى المعارضة والتغييرية على رفض إدراجها في البيان، علماً أن الرئيس جوزاف عون كما سلام تحدثا عن حصر السلاح بيد الدولة، وأهمية السير باستراتيجية دفاعية، التي من المتوقع أن تأخذ حيزاً واسعاً من البيان الوزاري.
مصدر في حزب الله: لا يمكن لأحد أن يلغي دور المقاومة
وفي ظلّ أنباء تتحدث عن طلب حزب الله نيل وزارة الصحة، والحصول على وزارات أساسية في الحكومة، بينما كان يجري الحديث عن مقاطعته لحكومة نواف سلام، يقول مصدر نيابي في كتلة المقاومة لـ"العربي الجديد"، "العملية بيد سلام هو الذي يشكل حكومته ونحن نبدي الرأي بها، وسبق أن اجتمع أكثر من مرة موفد من الحزب معه ما يعني أننا منفتحون ومتعاونون ولسنا معرقلين، أما المقاطعة فكانت حق وتعبير عن عملية انقلابية حصلت بالإطاحة بالرئيس نجيب ميقاتي".
ويضيف "نحن دائماً ما عبّرنا وقلنا إنّ الحكومات يجب أن تحظى بالتمثيل السياسي والخبرات السياسية إضافة إلى الكفاءة والاختصاص، ولا يمكن إقصاء أي فريق إلا إذا هو أبدى عدم رغبته بالمشاركة، وعلى الأفرقاء الممثلين بالبرلمان أن يكون لهم رأي بها، فهذا حق"، مشيراً إلى أن "المهم ليس شكل الحكومة بل طريقة عملها، وأولوياتها التي يفترض أن يتقدمها انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي بالكامل من كل شبر على الأراضي اللبنانية".
كذلك، يشدد المصدر على أنه "لا يمكن لأحد أن يلغي دور المقاومة، وطالما هناك احتلال لشبر واحد من الأراضي اللبنانية فالمقاومة ستبقى على تأهب، وبكل الأحوال علينا أن ننتظر الأيام المقبلة، مع انتهاء مهلة الستين يوماً، وما إذا كان تاريخ 26 يناير/كانون الثاني الجاري سيشهد انسحابا كاملا لجيش الاحتلال من لبنان".
عون: علينا أن نكون يداً واحدة لإعادة بناء البلد
في سياق ثانٍ، يواصل الرئيس جوزاف عون لقاءاته المكثفة سياسياً ودبلوماسياً ودينياً في قصر بعبدا الجمهوري، علماً أنّ اللقاء الأبرز سيكون يوم الخميس كما هو متوقع، مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في زيارة هي الأولى منذ سنوات لوزير سعودي إلى بيروت، على أن يسلم فيها عون دعوة لزيارة السعودية، التي قد تكون وجهته الخارجية الأولى، خصوصاً في ظل حديث يجري عن إمكانية توقيع 22 اتفاقية مشتركة.
وقال عون، في موقف له اليوم، إنّ "علينا أن نكون يداً واحدة لإعادة بناء البلد التي هي ليست بصعبة إذا ما صفت النوايا". وشدد عون على أن "علينا أن نكون يداً واحدة لإعادة بناء البلد التي هي ليست بصعبة إذا ما صفت النوايا". كما لفت إلى "أهمية تشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات الشعب اللبناني وتمكن البلد من النهوض مجدداً لا سيما اقتصادياً". واعتبر عون أنّ "تشكيل الحكومة في أسرع وقت يعطي إشارة إيجابية للخارج بأن لبنان بات على السكة الصحيحة"، معيداً التأكيد على أنه "على الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية ومن لا يستطيع تحمل المسؤولية يجب ألا يكون في سدتها". كما دعا إلى تضافر الجهود لصالح المصلحة العامة، مشدداً على أن "لبنان يكبر بجميع أبنائه لأي طائفة انتموا".
كذلك، وجه الرئيس الصيني شي جين بينغ رسالة إلى عون اليوم عبر سفير بلاده لدى لبنان تشيان منجيان أكد خلالها "الاستعداد للعمل معكم سوياً على تطوير علاقات الصداقة القائمة بين الصين ولبنان وتدعيم التعاون المتبادل المنفعة بينهما في كافة المجالات، بما يخدم الشعبين بصورة أفضل".