ملفات مفخخة في حوار الفصائل الفلسطينية

ملفات مفخخة في حوار الفصائل الفلسطينية

06 فبراير 2021
أمور إجرائية قد تعقد أيضاً إجراء الانتخابات في موعدها (حازم بدر/فرانس برس)
+ الخط -

تسيطر حالة من الغموض على أجواء الاستعدادات الخاصة باجتماع الفصائل الفلسطينية، المقرر عقده في العاصمة المصرية القاهرة، يومي الثامن والتاسع من شهر فبراير/ شباط الحالي (الإثنين والثلاثاء المقبلين)، في ظلّ عدم اتضاح الرؤى الخاصة بالمكونات الفلسطينية الكبرى، وسط عددٍ من الملفات العالقة، والتباينات بشأن القوائم الخاصة بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، المزمع إجراؤها في مايو/ أيار المقبل.

محاولات من جانب أطراف عربية لإقناع قيادة "فتح" بالتنسيق مع تيار محمد دحلان

وبحسب مصادر خاصة تحدثت لـ"العربي الجديد"، لا تزال هناك محاولات من جانب أطراف عربية لإقناع قيادة حركة "فتح" بالتنسيق مع ما يعرف بالتيار الذي يتزعمه القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، وذلك في محاولة لكبح جماح حركة "حماس" ومنع سيطرتها على الانتخابات، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن مسؤولي الملف الفلسطيني في جهاز الاستخبارات المصرية، أجروا اتصالات عدة أخيراً مع عدد من قيادات "فتح" الفاعلين، من أجل التوصل إلى صيغة تقود لمصالحة بين الحركة وتيار دحلان. وأوضحت المصادر أن هناك مخاوف عربية من رفض دولة الاحتلال الإسرائيلي التعامل مع أي حكومة فلسطينية تقودها أو على الأقل تمثل فيها "حماس" قوة كبيرة. وأشارت المصادر إلى أن إرجاء الاجتماعات إلى الثامن من فبراير، بعدما كان مقرراً أن تنطلق أمس، الجمعة، جاء لمنح مزيد من الوقت للاتصالات الجارية المتعلقة بالنقاط الخلافية.

وقالت المصادر المصرية التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إن المسؤولين في القاهرة حذروا دحلان من الدخول في تحالف انتخابي مع "حماس"، لافتة إلى أنهم "قدموا النصيحة إليه، وإلى أطراف عربية داعمة له، بعدم التنسيق مع حماس، لما في ذلك من انتقاص لفرص تياره نفسه، وكذا حركة فتح، لصالح حماس"، داعين إياه إلى خوض المنافسة بقوائم منفردة خاصة به، إذا فشلت الجهود الخاصة بتشكيل قوائم موحدة بين تياره وحركة فتح".
من جهته، قال مصدر دبلوماسي أوروبي مطلع على الوضع الفلسطيني، من القاهرة، إن الأجواء الراهنة تشير إلى صعوبة إجراء الانتخابات الفلسطينية وفقاً للجدول المحدد لها، لافتة إلى أن الخلافات الحالية تعد جوهرية. وأكد المصدر أنه لا توجد نيّة حقيقية لإجراء الانتخابات الرئاسية (مقررة في يوليو/ تموز المقبل).
وأكد المصدر أنه "بالنسبة للأمور الخلافية المتعلقة بالإجراءات، فهي تعد أيضاً من ضمن الأمور التي من المتوقع أن تفخخ العملية برمتها، مثل إجراء الانتخابات في القدس، وكيفية حدوث ذلك، وكذلك أيضاً كيفية تشكيل محكمة الانتخابات التي ستكون معنية بالنظر في الطعون الانتخابية". وتحدث المصدر عن وجود "قلق أوروبي من إمكانية حدوث تقارب انتخابي بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بشكل يسمح بتشكيل حكومة متشددة".

ردّت القيادة المصرية على طلب إسرائيلي بزيارة نتنياهو إلى القاهرة، بإرجاء الزيارة لأسباب "سياسية"

يأتي ذلك في وقت التقى فيه وفد "حماس" الموجود في العاصمة الروسية موسكو بقيادة مسؤول ملف العلاقات الخارجية في الحركة موسى أبو مرزوق، أمس الجمعة، وفداً قيادياً من حركة "الجهاد الإسلامي" برئاسة الأمين العام للحركة زياد النخالة. وجرت خلال اللقاء مناقشة التطورات السياسية في الساحة الفلسطينية، وتبادل الآراء حول القضايا المزمع طرحها في حوارات القاهرة، والتأكيد على ضرورة استمرار الجهود لاستعادة الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة والمقاومة، وتمتين الجبهة الوطنية لمواجهة مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية.

في مقابل ذلك، كشفت المصادر المقربة من دوائر صنع القرار المصري، أن القيادة المصرية ردّت على طلب إسرائيلي أخيراً بزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى القاهرة، وذلك بإرجاء الزيارة لأسباب وصفتها بالسياسية. ورجحت المصادر إتمام الزيارة في أعقاب اجتماعات الفصائل الفلسطينية في العاصمة المصرية، بحيث تقدم الزيارة على أنها ضمن الجهود المصرية الخاصة بالقضية الفلسطينية.