استمع إلى الملخص
- تسعى الولايات المتحدة لدعم روسيا لمقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، بينما تؤكد روسيا على ضرورة تلبية شروطها، وقد أجرى المبعوث الأميركي اجتماعاً إيجابياً مع بوتين.
- تعارض روسيا نشر مراقبين من حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، بينما أبدت بريطانيا وفرنسا استعدادهما لإرسال قوات حفظ سلام، مؤكدة على استبعاد عضوية أوكرانيا في الحلف.
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليل الأحد الاثنين، أنه يعتزم التحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم غد الثلاثاء، في إطار التقارب الأميركي-الروسي من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وتزامن هذا مع إعلان روسيا أنها ستسعى للحصول على ضمانات "صارمة" في أي اتفاق سلام بشأن أوكرانيا.
وقال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: "سأتحدث مع الرئيس بوتين الثلاثاء"، مضيفاً أن "الكثير من العمل قد أنجِز"، وأوضح أنه "نوقِشت مسائل كثيرة مع الجانبين، أوكرانيا وروسيا"، متحدثاً عن عمليات "تقاسم" أراضٍ ومحطات كهربائية. وتابع: "نريد أن نرى إن كان بإمكاننا إنهاء هذه الحرب. ربما نستطيع، وربما لا، لكنني أعتقد أن لدينا فرصة جيدة جداً".
إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي، في تصريحات نشرت اليوم الاثنين، إن روسيا ستسعى للحصول على ضمانات "صارمة" في أي اتفاق سلام بشأن أوكرانيا بأن تستبعد دول حلف شمال الأطلسي كييف من العضوية وأن تظل أوكرانيا محايدة، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يعتزم التحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين غدا الثلاثاء.
ويحاول ترامب الحصول على دعم بوتين لمقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً الذي قبلته أوكرانيا الأسبوع الماضي والذي يقول بوتين إنه يحتاج إلى تلبية شروط حاسمة ليكون مقبولاً. وقال ترامب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة خلال رحلة متأخرة عائداً إلى واشنطن من فلوريدا: "سأتحدث مع الرئيس بوتين يوم الثلاثاء. لقد تم إنجاز الكثير من العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع". وأضاف "نريد أن نرى إن كان بإمكاننا إنهاء هذه الحرب. ربما نستطيع، وربما لا، لكنني أعتقد أن لدينا فرصة جيدة جداً".
وقال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لقناة "سي.أن.أن"، أمس الأحد، بعد عودته من اجتماع وصفه بأنه "إيجابي" مع بوتين في موسكو إنه من المتوقع أن يتحدث ترامب مع نظيره الروسي هذا الأسبوع بشأن سبل إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا.
وفي مقابلة مع صحيفة "إزفستيا" الروسية لم تشر إلى مقترح وقف إطلاق النار، قال نائب وزير الخارجية ألكسندر غروشكو إن أي معاهدة سلام طويلة الأمد بشأن أوكرانيا يجب أن تلبي مطالب روسيا. ونقلت الصحيفة عن غروشكو قوله "سنطالب بأن تصبح ضمانات أمنية صارمة جزءاً من هذا الاتفاق".
وأضاف "ومن بين هذه الضمانات الوضع المحايد لأوكرانيا ورفض دول حلف شمال الأطلسي قبولها في التكتل". وأكدت موسكو معارضتها القاطعة لنشر مراقبين من حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، كما شدد غروشكو مجدداً على موقف الكرملين في هذا الشأن. وعبرت بريطانيا وفرنسا عن استعدادهما لإرسال قوة حفظ سلام لمراقبة أي وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. وصرح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بأن بلاده منفتحة أيضاً على أي طلبات.
وقال غروشكو "لا يهم تحت أي تسمية يتم نشر قوات حلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية، سواء كانت تابعة للاتحاد الأوروبي، أو حلف شمال الأطلسي، أو بصفة وطنية". وتابع "إذا ظهروا هناك، فهذا يعني أنهم منتشرون في منطقة صراع مع كل العواقب التي ستترتب على هذه القوات باعتبارها أطرافا في الصراع".
وقال غروشكو إنه من غير الممكن مناقشة نشر مراقبين غير مسلحين لمراقبة ما بعد انتهاء الصراع إلا بعد التوصل إلى اتفاق سلام. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريحات نشرت أمس الأحد، إن نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا هو مسألة تقررها أوكرانيا وليس روسيا.
وقال غروشكو إن الحلفاء الأوروبيين لكييف يجب أن يفهموا أن استبعاد عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي واستبعاد إمكانية نشر قوات عسكرية أجنبية على أراضيها هو فقط ما سيكون في صالح المنطقة. وأضاف "ومن ثم سيتم ضمان أمن أوكرانيا والمنطقة بأكملها بالمعنى الأوسع، إذ سيتم القضاء على أحد الأسباب الجذرية للصراع".
وفي وقت سابق، قالت موسكو إن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف وناقشا "جوانب ملموسة لتنفيذ التفاهمات" التي تم التوصل إليها خلال المباحثات الأميركية الروسية في السعودية الشهر الماضي. ووصف روبيو المكالمة الهاتفية التي أجراها مع نظيره الروسي بأنها "واعدة"، وذلك في تصريح صباح الأحد لقناة "سي بي إس".
وقال الوزير الأميركي "من الصعوبة مناقشة نهاية دائمة لحرب ما دام الطرفان يتبادلان إطلاق النار. لهذا السبب، يأمل الرئيس (ترامب) بوقف لإطلاق النار". واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، الكرملين بعدم الرغبة في إنهاء الحرب، محذراً من أن الروس "يريدون تحسين وضعهم في ساحة المعركة" قبل أي وقف محتمل للنار.
ومباحثات الرياض في فبراير/شباط بين الولايات المتحدة وروسيا كانت الأولى الرفيعة المستوى بين البلدين منذ أن بدأت روسيا حربها على أوكرانيا في فبراير 2022. وأفادت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، بأن روبيو ناقش مع لافروف "الخطوات التالية" في المباحثات. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف وروبيو "اتفقا على البقاء على اتصال"، من دون أيّ ذكر لوقف النار الذي اقترحته الولايات المتحدة.
وأتى الإعلان عن الاتصال بين روبيو ولافروف بعد ساعات على تأكيد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن "الكرة في ملعب روسيا" وأن بوتين سيحضر إلى طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا "عاجلاً أم آجلاً".
وأبلغ ستارمر 26 من قادة وكبار مسؤولي الدول الحليفة لكييف أثناء مشاركتهم في محادثة افتراضية استضافتها داونينغ ستريت، السبت، بأن التركيز يجب أن ينصب على تقوية أوكرانيا وترسيخ أي وقف لإطلاق النار ومواصلة الضغط على موسكو.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)