مقتل 33 سودانياً في قصف لقوات الدعم السريع على دارفور ومدينة الأبيض

10 مايو 2025
سودانيون في مخيم أبو شوك للنازحين بدارفور، 5 نوفمبر 2019 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعد العنف في دارفور، حيث استهدفت قوات الدعم السريع مخيم أبوشوك وسجن الأبيض، مما أسفر عن مقتل العشرات، في سياق الصراع المستمر مع الجيش السوداني منذ أبريل 2023.
- تسيطر قوات الدعم السريع على معظم دارفور، باستثناء شمال دارفور، وتراجعت سيطرتها لصالح الجيش في عدة ولايات، خاصة في الخرطوم، حيث استعادت القوات النظامية مواقع استراتيجية.
- شن الجيش السوداني هجمات جوية على مواقع الدعم السريع في دارفور، وسط اتهامات بتزويد الإمارات للطائرات المسيّرة، وهو ما نفته أبو ظبي.

قتل 14 سودانيا من عائلة واحدة في قصف لقوات الدعم السريع استهدف، مساء أمس الجمعة، مخيم أبوشوك للنازحين في إقليم دارفور غربي البلاد، بحسب مصادر إغاثية. وقالت غرفة طوارئ مخيم أبوشوك، السبت، إن المخيم شهد "قصفا مدفعيا عنيفا من قبل قوات الدعم السريع" ما أسفر عن مقتل 14 شخصا من عائلة واحدة وإصابة آخرين. كما قتل 19 شخصاً وأصيب 45 بجروح في قصف لقوات الدعم السريع استهدف، اليوم السبت، سجن مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان والواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني.

وفي الأول من مايو/أيار الحالي، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن أكثر من 542 مدنياً قُتلوا في ولاية شمال دارفور السودانية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من شهر إبريل/نيسان الفائت. وأضاف أنه من المرجح أن "الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير". وأشار تورك، في تعليقه حول الوضع في السودان، الذي يشهد حرباً مستمرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ إبريل 2023، إلى أن "المأساة المتفاقمة في السودان لا تعرف أي حدود".

وتسيطر قوات الدعم السريع منذ الأشهر الأولى للحرب على أربع من أصل خمس ولايات في إقليم دارفور، هي ولاية جنوب دارفور وعاصمتها مدينة نيالا وولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة، وولاية شرق دارفور وعاصمتها الضعين، وولاية وسط دارفور وعاصمتها زالنجي، بينما فشلت في السيطرة على الولاية الخامسة، وهي شمال دارفور وعاصمتها الفاشر، التي تتمركز فيها الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني ومجموعة من القوات المساندة لها.

وأخيراً، بدأت تتراجع مناطق سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في عدة ولايات، خصوصاً في العاصمة الخرطوم، التي استعادت القوات النظامية فيها مقارّ مهمة مثل القصر الرئاسي، ووزارات حكومية، والمطار، ومقارّ أمنية وعسكرية. وفي عموم السودان، لم تعد قوات الدعم السريع تسيطر إلا على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب محدودة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إلى جانب 4 من ولايات إقليم دارفور الخمس.

19 قتيلاً في قصف قوات الدعم السريع لسجن في شمال كردفان

إلى ذلك، أكد مصدر طبي مقتل 19 شخصاً وإصابة 45 بجروح في قصف لقوات الدعم السريع استهدف سجن مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان والواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني. وقال المصدر الطبي بمستشفى الأبيض لوكالة فرانس برس إن طائرة مسيرة تابعة للدعم السريع قصفت السجن بصاروخ مسبّبة "مقتل 19 من نزلاء سجن المدينة وإصابة 45 آخرين". وتم نقل القتلى إلى مستشفى الأبيض، بحسب المصدر، بينما يتلقى المصابون العلاج في مستشفيات الأبيض والضمان.

الجيش السوداني يستهدف مواقع "الدعم السريع" في دارفور

في موازاة ذلك، قصفت طائرات الجيش السوداني مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في مدن نيالا والجنينة في إقليم دارفور حيث دمّرت مخازن أسلحة ومعدات عسكرية، بحسب مصدر عسكري. وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالباً عدم ذكر اسمه إن "طائرات سلاح الجو السوداني شنت هجمات على مواقع لمليشيا الدعم السريع في مدينتي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور والجنينة عاصمة غرب دارفور ودمرت مخازن أسلحة ومعدات عسكرية كانت المليشيا تنوي استخدامها في أعمالها العدائية".

وأفاد شاهد في نيالا بأن "طائرات الجيش استهدفت مطار المدينة ومواقع داخلها"، مضيفا أن "أصوات الانفجارات كانت قوية جدا". وقال شاهد آخر في الجنينة "سمعنا انفجارات من جهة المطار وشاهدنا تصاعد الدخان". وتأتي هجمات الجيش في ظل تكثيف قوات الدعم السريع استخدام الطائرات المسيّرة لاستهداف مناطق يسيطر عليها الجيش، من مدينة الفاشر في إقليم دارفور، إلى بورتسودان (شرق)، مرورا بمدن في إقليم كردفان وسط البلاد.

وكثفت قوات الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة اعتمادها على الأسلحة بعيدة المدى خصوصا الطائرات المسيّرة لاستهداف مواقع تابعة للجيش في مناطق كانت تعد آمنة نسبيا، وتقع على مسافات بعيدة من معاقلها. ويتهم الجيش، وهو الوحيد بين طرفي النزاع الذي يمتلك طائرات مقاتلة، الإمارات العربية المتحدة بتزويد الدعم السريع بالمسيّرات المتطورة. ونفت أبو ظبي هذه الاتهامات.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون