مقتل 225 شخصاً في اضطرابات كازاخستان

مقتل 225 شخصاً في اضطرابات كازاخستان

15 يناير 2022
عودة الهدوء الأمني إلى كازاخستان (غافريل غريكوف/ تاس/ Getty)
+ الخط -

خلفت الاضطرابات العنيفة التي بدأت بتظاهرات سلمية احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات في كازاخستان 225 قتيلاً، وفق ما أعلنت النيابة العامة السبت.

وقال سيريك شلباييف ممثل النيابة العامة للصحافيين "خلال حالة الطوارئ، تسلمت المشرحة 225 جثة لأشخاص من بينهم 19 من عناصر تطبيق القانون والجيش"، قبل أن يضيف أن بقية الجثث تعود إلى "قطاع طرق مسلحين شاركوا في هجمات إرهابية... ولسوء الحظ، سقط مدنيون أيضاً ضحايا لأعمال إرهابية".

وسبق أن أعلنت كازاخستان مقتل أقل من 50 شخصاً في الاضطرابات، 26 منهم وصفتهم بأنهم "قطاع طرق مسلحون" و18 من عناصر الأمن.

وحملت السلطات الكازاخستانية مسؤولية أعمال العنف لـ"قطاع طرق" و"إرهابيين" أجانب قالت إنهم استغلوا الاحتجاجات.

وبدأت قوات تابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة موسكو الانسحاب تدريجياً اعتباراً من الخميس بعد تدخلها للمساهمة في احتواء الاضطرابات.

قريبان للرئيس السابق يخسران وظيفتيهما

إلى ذلك، فقد اثنان من أقارب الرئيس الكازاخستاني السابق نور سلطان نزارباييف وظيفتيهما على رأس شركتي طاقة، على ما أعلن صندوق الثروة السيادية، بعد الأزمة الدامية التي كشفت صراعاً على السلطة في هذا البلد الغني بالنفط.

ففي خطوة جديدة لتثبيت حكمه الفعلي، وبداية مرحلة تنهي عملية انتقال السلطة بشكل كامل في كازاخستان، وتفتح عهداً جديداً، وجه الرئيس قاسم جومارت توكاييف، قبل أيام، انتقادات حادة لسلفه نزارباييف.

وشن توكاييف هذا الأسبوع هجوماً غير مسبوق على نزارباييف، علماً أن الأخير اختاره خلفاً له عام 2019، قائلاً إن مرشده البالغ من العمر 81 عاماً لم يشارك الثروة الهائلة للدولة الواقعة في آسيا الوسطى مع الكازاخستانيين العاديين.

واتهم توكاييف سلفه نزارباييف بالمساهمة في ظهور "طبقة أثرياء" تهيمن على هذه الدولة الغنية بالمحروقات، في انتقاد غير مسبوق لمن يحمل لقب "قائد الأمة" الفخري وكان لا يزال يتمتع حتى الآن بشعبية كبيرة.

وقال صندوق الثروة السيادية "سامروك-كازينا" السبت إن ديماش دوسانوف وكيرات شاريبايف، صهري نزارباييف، خسرا وظيفتيهما في شركة "كاز ترانس اويل" الوطنية لنقل النفط وشركة الغاز الوطنية "كازا غاز" (كازاك غاز في السابق) على التوالي.
وأوضح الصندوق أن القرار اتخذ "بناء على قرار مجلسَي إدارة" الشركتين بدون مزيد من التفاصيل.

ويعتقد على نطاق واسع أن كيرات شاريبايف (58 عاماً) هو زوج ابنة نزارباييف الكبرى داريغا نزارباييفا.

أما دوسانوف (40 عاماً) فهو زوج ابنة نزارباييف الصغرى علياء نزارباييفا (41 عاماً).

وتسيطر ابنته الأخرى دينارا وزوجها تيمور كوليباييف، وهما من أغنى الأشخاص في كازاخستان، على بنك Halyk الكبير ولهما تأثير كبير في قطاع النفط الرئيسي.

كذلك تعهّد توكاييف وضع حد لاحتكار خاص هو موضع انتقاد لإعادة تدوير النفايات مرتبط بابنة نزارباييف الصغرى علياء ويقول ناشطون إنه مسؤول عن ارتفاع أسعار السيارات.

وكانت "كازاك غاز" إحدى الشركات التي حملها الرئيس مسؤولية الأزمة التي بدأت باحتجاجات سلمية على ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال.

وأرسل توكاييف إشارات تحذير واضحة إلى "حيتان المال"، الذين جمعوا ثروات طائلة في العهد السابق، والنخب الاقتصادية والسياسية، فحواها بأن عليهم الإقرار بتغير قواعد اللعبة السائدة منذ عقود، وطالبهم بدعم "عقد اجتماعي" جديد لحكم البلاد.

وفي إشارة إلى تفهم مطالب المواطنين المحتجين والمتذمرين، أظهر توكاييف لهجة تصالحية، ولفت إلى أنه "يجب الاعتراف بأن الأحداث المأساوية التي وقعت نتجت إلى حدّ كبير عن مشاكل اجتماعية واقتصادية خطيرة وعدم فاعلية، أو بالأحرى، فشل بعض الوكالات الحكومية".

ويعاكس هذا التوصيف ما ذكره الرئيس سابقاً حول تعرض بلاده لهجوم إرهابي، ومحاولة انقلاب حكومي مدبّر، ويتضمن تخلياً جزئياً عن نظرية المؤامرة التي روجت لها وسائل الإعلام الروسية والكازاخية منذ اندلاع التظاهرات بداية العام الحالي، احتجاجاً على رفع أسعار الوقود.

وانتقد توكاييف السلطات التي "ابتعدت عن الواقع، وتجاهلت المشاكل الحقيقية". وأشار إلى تفاقم مشكلة عدم المساواة. وقال إنها تزداد سوءاً عاماً بعد آخر، موضحاً أنه "رغم أن متوسط دخل السكان يبدو أنه ينمو، على الورق على الأقل، فإن هناك توزيعاً غير عادل للثروة في المجتمع".

ومن أجل حل المشاكل الاجتماعية، من الرعاية الصحية إلى التعليم، أصدر توكاييف تعليماته بإنشاء صندوق وطني خاص "كازاخستان خالكينا"، مطالباً "حيتان المال" بتمويله.
 

المساهمون