مقتل متظاهر سوداني خلال قمع الأمن مليونية 30 يناير في الخرطوم

مقتل متظاهر سوداني خلال قمع الأمن مليونية 30 يناير في الخرطوم

30 يناير 2022
تجمع آلاف السودانيين في عدة نقاط كُبراها في محطة باشدار جنوب الخرطوم (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت لجنة أطباء السودان، اليوم الأحد، عن مقتل متظاهر خلال قمع الأمن مليونية 30 يناير/كانون الثاني بالخرطوم.

وقالت اللجنة، في بيان، إن القتيل محمد يوسف إسماعيل (27 عامًا)، سقط إثر إصابته في الصدر و"لم يتم تحديد طبيعتها بعد"، مشيرة إلى أن السلطة "تواصل انتهاكاتها ضد الإنسانية من خلال العنف المفرط والقمع الدموي للمتظاهرين السلميين".

وشيع آلاف الأشخاص في مدينة أم درمان، في وقت لاحق من اليوم الأحد، جثمان القيادي في لجان المقاومة محمد يوسف إسماعيل، على وقع الهتافات ضد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

ونعت لجان مقاومة أم درمان القيادي إسماعيل، وأكدت أن "مسيرة الثورة لن تتوقف"، وذكرت أنها ستواصل التصعيد يوما بعد يوم، مشيرة إلى أن بيانا "سيصدر في وقت لاحق حول جدول التصعيد الثوري".

وكانت الشرطة السودانية قد أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي واستعملت خراطيم المياه لتفريق المشاركين في مليونية 30 يناير بالخرطوم، المناوئة للانقلاب العسكري.

وتجمع آلاف السودانيين في عدة نقاط، أكبرها في محطة باشدار جنوب الخرطوم، وتوجهوا مباشرة في طريقهم إلى محيط القصر الرئاسي، قبل أن تتصدى لهم الشرطة عند تقاطع السكة الحديدية، وتمطرهم بوابل من الغاز المسيل للدموع، فيما رد المتظاهرون بقذفها بالحجارة.

وتسبب إطلاق الغاز في حدوث حالات اختناق بين المحتجين، فيما تتواصل الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين بين الكر والفر.

وفي مدينة بورتسودان الساحلية، تجمع آلاف المتظاهرين مرددين هتافات الثورة المعتادة، مثل "الشعب أقوى أقوى" و"الردة مستحيلة" و"السلطة سلطة شعب" و"العسكر للثكنات والجنجويد إتحل"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، وطافت التظاهرة بشوارع المدينة.

السلطات الأمنية تشن حملة اعتقالات طاولت نشطاء وكوادر

إلى ذلك، نفذت السلطات الأمنية حملة اعتقالات شملت عددًا من نشطاء لجان المقاومة والكوادر السياسية، بينهم الطيب محمد نقد الله وحسام الدين الميرفابي، القياديان بالحركة الشعبية الشريكة في الحكم، وذلك بحجة تمويل وقيادة نشاط لجان المقاومة.

وذكرت الحركة، في بيان لها، أن "تلك الاتهامات عارية من الصحة"، لأن لجان المقاومة "هي تنظيمات ثورية مدنية ذاتية الدفع، والحركة مستقلة في نشاطها"، كما حثت السلطات الأمنية على إطلاق سراحهما وسراح جميع المعتقلين.

إلى ذلك، أعلنت الشرطة السودانية، الأحد، أن ضابطا منها برتبة نقيب تعرض لبتر كف اليد من المفصل، وأصيب 62 من أفراد الشرطة أثناء تعاملها مع مواكب بالخرطوم.

وأضافت الشرطة، في بيان لها، أنها اعتقلت 56 ممن وصفتهم بـ"مثيري الشغب"، مبينة أنها تمكنت من السيطرة على الموقف حتى انتهاء الموكب.

 وزعمت الشرطة أن بعض المتظاهرين بمدينة أم درمان اقتحموا قسما لها وأتلفوا النوافذ والزجاج والأثاث ومبردات مياه الشرب بالقسم، مؤكدة أنها استخدمت الغاز المسيل للدموع لإبعادهم.

لجنة التحقيق في انتهاكات التظاهرات تباشر أعمالها

من جهتها، ذكرت لجنة التحقيق في الأحداث والانتهاكات التي شهدتها التظاهرات أنها باشرت مهامها، مؤكدة استعدادها لتلقي الشكاوى والبلاغات.

وطلبت اللجنة التي شكلها النائب العام، في بيان لها، تقديم كل من لديه مظلمة أو إفادة أو بينة للجنة بمقرها بالخرطوم أثناء ساعات العمل الرسمية، فيما حثت جميع أولياء الدم على الحرص على تشريح الجثمان، لأنه يعد خطوة أولى في حفظ الحقوق.   

وقتل 78 شخصاً من المشاركين في الحراك الثوري ضد انقلاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

"إيقاد" تعلن استعدادها لدعم جهود حل الأزمة السياسية في السودان

من جهة أخرى، أعلنت منظمة التنمية الحكومية (إيقاد) عن استعدادها لدعم جهود حل الأزمة السياسية في السودان، مشيرة إلى حرص دول المنظمة على دعم الفرقاء السودانيين لإكمال عملية الانتقال الديمقراطي.

وقال السكرتير التنفيذي للمنظمة وركنة قبيهو في تصريح صحافي، اليوم الأحد، عقب لقائه وكيل وزارة الخارجية السودانية السفير عبد الله عمر بشير، إن المنظمة تتطلع للعمل مع الاتحاد الأفريقي والشركاء الآخرين لتحقيق الحل السياسي في السودان، مؤكداً سعيهم للتشاور مع كافة الأطراف حتى تبلور خطوات إضافية للتحرك.