مقتل قيادي بارز بـ"العمال الكردستاني" شمالي العراق بقصف طائرة مسيرة

مقتل قيادي بارز في "العمال الكردستاني" شمالي العراق بقصف طائرة مسيّرة يرجح أنها تركية

22 مايو 2022
لم يصدر عن العمال الكردستاني أي تعليق حيال القصف (Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر أمنية في منطقة مخمور (100 كيلومتر جنوب شرقي الموصل) ضمن محافظة نينوى شمالي العراق، لـ"العربي الجديد"، عن مقتل القيادي البارز بحزب العمال الكردستاني، أحمد روبار، الذي يتولى عمليا إدارة أنشطة ومصالح حزب العمال الكردستاني في منطقة مخمور.

وتضم مخمور أكبر المخيمات السكنية التابعة للحزب، والتي حوّلها في السنوات الأخيرة معقلا لأنشطة عسكرية وسياسية.

وقالت مصادر كردية عراقية في المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إن قصفاً بطائرة مسيرة استهدف سيارة رباعية الدفع تقلّ القيادي في حزب العمال الكردستاني، وعضو ما يعرف بـ"اللجنة التنفيذية للدفاع الشعبي"، بمنطقة مخمور، أحمد روبار، ظهر أمس السبت، وأسفر عن مقتله مع مرافق آخر كان معه.

وبحسب المصادر ذاتها، أحدهم مسؤول في المجلس المحلي للمنطقة، فإن القصف "نفذ بواسطة طائرة مسيّرة استهدفت السيارة بعد ابتعادها عن المخيم بقليل، والراجح أنها تركية".

وأطلقت القوات التركية منذ الـ18 من الشهر الماضي عملية عسكرية يشارك فيها سلاح الجو ووحدات برية خاصة، في قرى ومناطق عراقية حدودية ضمن إقليم كردستان العراق، تستهدف مواقع مسلحي "الكردستاني"، الذي يتخذ من تلك المناطق منطلقاً لشنّ اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية المجاورة.

وحتى الآن لم يصدر عن مسلحي الحزب، الذي ينشط بشكل غير قانوني داخل مناطق شمالي العراق، أي تعليق حيال القصف الذي وقع ظهر أمس السبت قرب مخيم مخمور جنوب شرقي نينوى شمالي العراق، لكن وسائل إعلام كردية أكدت صباح اليوم الأحد، مقتل روبار أيضا.

وذكر موقع "دراكا مازي"، الكردي الذي يعمل من داخل إقليم كردستان العراق، بأن القيادي في حزب العمال توفي داخل مستشفى مدينة القيارة بعد نقله إليها متأثرا بجروحه.

وأكد الموقع ذاته نقلا عن مصادر لم يسمها بأن القصف أسفر عن مقتل مرافق له يدعى "روزكار"، وهو سوري من مدينة الرقة.

وأضاف أن روبار، وهو من أكراد تركيا، التحق بصفوف الحزب عام 1991، وتسلم مناصب رفيعة على مدى هذه السنوات، ويشغل الآن موقعا قياديا بارزا في صفوف الحزب، كما أنه عضو في "اللجنة التنفيذية لقوات الدفاع الشعبي"، الجناح المسلّح لحزب العمال الكردستاني.

أداة إقليمية

في السياق ذاته، اتهم مسؤول فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم بإقليم كردستان العراق، ضمن منطقة مخمور، كرمانج عبد الله، حزب العمال الكردستاني بأنه تحول إلى "أداة إقليمية".

وأضاف عبدالله أن حزب العمال الكردستاني "ينسق مع الحشد الشعبي في منطقة مخمور، وأرسل جرحى الهجوم إلى مستشفى مدينة القيارة (جنوبي الموصل يخضع لسلطة بغداد) بالتنسيق والتعاون مع مسلحي الميليشيات".

ولفت إلى أن سياسات حزب العمال "لا تصب إطلاقاً في مصلحة شعب كردستان، وتخلق المشاكل لسكان المناطق التي يوجد فيها، مثل مخمور وسنجار والعديد من المناطق الأخرى".

عبدالله: سياسيات حزب العمال "لا تصب إطلاقاً في مصلحة شعب كردستان وتخلق المشاكل لسكان المناطق التي يوجد فيها"

واتهم عبد الله حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بأنها لا تمتلك "موقفا رادعا حيال ما يفعله الحزب، ما يجعله يتمادى في ممارساته"، محملاً الحزب مسؤولية "تحويل مخيم مخمور إلى ساحة لأنشطته بدلا من أن يكون مخيما لإيواء النازحين".

ورأى أن "المتضرر الوحيد من الوضع القائم داخل المخيم هم سكانه المدنيون الذين يرهبهم مسلحو الحزب، وبسببهم نحن محرومون حتى من المساعدات الإنسانية الدولية التي قطعتها عنهم منظمات الأمم المتحدة المعنية بشؤون اللاجئين".

ويقع مخيم مخمور على بعد 105 كم جنوب شرقي الموصل ونحو 70 كم غربي أربيل وبأكثر من 180 كم عن الحدود العراقية التركية، وأقيم داخل مدينة مخمور التي تتوسط مدن الشرقاط والحويجة والموصل شمالي العراق، وحاليا تعد من المدن المتنازع على إدارتها بين بغداد وأربيل.

وأُنشئ المخيم منذ مطلع التسعينيات بإشراف الأمم المتحدة، غربي مدينة مخمور، وبات يعرف باسم "مخيم مخمور"، لكن عمليا لا خيام في هذا المخيم، إذ يتضمن الآن منازل وبيوتاً مبنية من الحجر، وجرى توفير مدارس متواضعة ومركز صحي وأسواق، ويضم الآلاف وجميعهم من أكراد تركيا.

المساهمون