مقتل ضابطين للنظام في إدلب ومحاولات تسلل إيرانية لـ"جس نبض" الجبهات

مقتل ضابطين وجندي للنظام السوري في إدلب... ومحاولات تسلّل إيرانية لـ"جسّ نبض" الجبهات

15 يوليو 2022
تحاول قوات النظام التقدم على نقاط فصائل المعارضة السورية بريف إدلب الشمالي (فرانس برس)
+ الخط -

قُتل ضباط وعناصر من قوات النظام السوري، ليل الخميس الجمعة، إثر محاولة تقدم على نقاط فصائل المعارضة السورية بريف إدلب الشمالي، شمال غربي البلاد، في ظل قصف مدفعي متواصل يستهدف القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس، ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).

وقالت مصادر عسكرية عاملة لدى فصائل المعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن ضابطين برتبة ملازم أول، هما: فادي فؤاد خضور الذي يتحدر من قرية معان بريف حماة الشرقي، وغيث أحمد حيدر المتحدر من قرية الحاطرية بريف محافظة طرطوس، وهما يعملان ضمن ملاك "الفرقة 25 مهام خاصة"، قُتلا ليل الخميس الجمعة، بالإضافة إلى مقتل عنصر من قوات النظام وجرح عناصر آخرين، إثر صدّ فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" المُشكلة من عدة فصائل عسكرية عاملة في منطقة إدلب، محاولة تقدم لقوات النظام على جبهة بلدة معارة النعسان، شمال محافظة إدلب، بالإضافة إلى قصف مدفعي من قبل فصائل الغرفة استهدف مواقع عسكرية لـ"الفرقة 25" في بلدة بالا بريف حلب الغربي، شمال غربي سورية.

وأشارت المصادر إلى أن الضابطين خضور وحيدر شاركا قبل أيام في تدريبات مظلية بإشراف ضباط روس من قاعدة حميميم الجوية في محيط مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي، وذلك استكمالاً للتدريبات التي تُجريها الفرقة لعدد من ضباطها بريف حلب الشرقي، وضمن مدرسة المجنزرات (أكبر معسكرات الفرقة 25) بريف حماة الشرقي.

إلى ذلك، استهدفت قوات النظام السوري بالمدفعية الثقيلة أطراف مدينة سرمين، ومحيط بلدة آفس، شرق محافظة إدلب، ما تسبب بدمار في الطرقات الرئيسية المؤدية لتلك المنطقتين، دون وقوع إصابات بشرية، بالتزامن مع قصف مماثل طاول نحو ثمانية قرى وبلدات في منطقة جبل الزاوية، جنوب محافظة إدلب، وبريف حلب الغربي، في ظل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في سماء المنطقة.

وخلال الشهرين الفائتين، حاولت قوات النظام أكثر من مرة التسلل والتقدم إلى نقاط فصائل المعارضة السورية في أرياف حماة وحلب وإدلب، ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، ما تسبب بمقتل عدد من ضباط وعناصر قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران، دون إحراز أي تقدم يذكر.

محاولات تسلل إيرانية لـ"جسّ النبض"

من جهته، قال العقيد مصطفى بكور، وهو المتحدث الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" المنضوي ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "لوحظ خلال الشهرين الماضيين تزايد لمحاولات التسلل من قبل قوات النظام والمليشيات الإيرانية على مختلف الجبهات"، معتقداً أن "هذا الأمر يندرج في سياق جسّ النبض، لمعرفة مدى جاهزية الفصائل لصد أي تقدم محتمل باتجاه المنطقة المحررة"، مضيفاً أن "تلك المحاولات تندرج أيضاً في إطار التدريبات المستمرة التي تجريها قوات النظام والمليشيات الإيرانية والروس على سيناريوهات احتلال ما تبقى من سورية خارج سلطة الأسد والاحتلال الأجنبي".

ولفت إلى أن "هذه المحاولات تزامنت مع التجاذبات الدولية للقوى الفاعلة في سورية في ملفات عديدة، أهمها الملف السوري"، مشيراً إلى أنه "في إطار التحضير لكلّ عمل تفاوضي بين الدول، عادة ما تقوم هذه الدول بتوجيه رسائل الوسائط المختلفة لبعضها"، معتبراً أن "التصعيد الروسي الأخير قبل التصويت على تجديد مشروع إدخال المساعدات الإنسانية من باب الهوى كان في هذا الإطار"، وأكد أن "روسيا أرادت التأكيد على جديتها في العمل على إغلاق المعبر بوجه المساعدات الإنسانية، وأنها تمتلك العزيمة لمعالجة الموضوع بالوسائط العسكرية إذا لزم الأمر".

وأشار بكور إلى أنه "في ما يخص احتمال حصول تصعيد عسكري في إدلب على ضوء وجود خلافات روسية تركية، فهو أمر غير مستبعد"، مرجحاً أنه إذا "حصل أي تصعيد في المنطقة، فلن يتجاوز عمليات قصف متفرقة قد تؤدي إلى بعض المجازر بحق المدنيين".

ويرى بكور أنه "توجد رغبة دولية بتغيير خريطة مناطق السيطرة في إدلب في المستقبل القريب"، لافتاً إلى أن "ذلك يمكن أن يتغير بأي لحظة، وهذا الأمر يستوجب اليقظة الدائمة والجهوزية العالية من كافة الفصائل للتعامل مع أي طارئ".

اغتيال قيادي من المعارضة السورية في عفرين

إلى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون، اليوم الجمعة، قيادياً في "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا بالقرب من مدينة عفرين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني"، شمالي محافظة حلب، شمالي سورية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين مجهولين اغتالوا، ظهر اليوم الجمعة، القيادي حسين الجمعة، قائد أحد القطاعات العسكرية في لواء صقور الشمال المنضوي ضمن صفوف "الجيش الوطني السوري"، إثر استهدافه بعدة طلقات من الخلف من قبل مجهولين، وهو في طريقه إلى أحد المقرات العسكرية بالقرب من قرية عين الحجر بريف مدينة عفرين، شمالي محافظة حلب.

في سياق منفصل، أكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن عنصرين من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) قُتلا، اليوم الجمعة، وجُرح عناصر آخرون إثر استهداف مدفعية الجيش التركي المتمركزة في منطقة نبع السلام نقطة عسكرية لـ"قسد" قرب قرية صيدا بريف منطقة عين عيسى، شمالي محافظة الرقة، شمال شرقي سورية.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت في بيانٍ لها، ليل أمس الخميس، عن "تحييد 6 إرهابيين من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، الذين أطلقوا نيران مضايقة، وحاولوا مهاجمة منطقتي غصن الزيتون ونبع السلام، شمال سورية"، مشيرةً إلى أن "القوات التركية سوف تواصل الرد على الإرهابيين الذين يريدون زعزعة سلام وأمن السكان المدنيين في سورية".

فرار عناصر من النظام إلى مناطق "قسد"

من جهة أخرى، شهد الطريق الواصل بين محافظتي الرقة ودير الزور استنفاراً أمنياً وعسكرياً، وانتشاراً لحواجز طيارة ودوريات تابعة لـ"الشرطة العسكرية" التابعة لقوات النظام، وذلك إثر انشقاق مجموعة من قوات النظام واتجاهها نحو مناطق سيطرة "قسد".

وقال الناشط أمجد الساري، وهو عضو في شبكة "عين الفرات"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "مجموعة مؤلفة من خمسة عناصر من قوات النظام فُقِدوا في محاور بلدة السبخة، شرقي الرقة، وذلك بعد إبلاغهم بتحضير أنفسهم لنقلهم نحو نقاط بادية البشري في ريف الرقة الشرقي"، مؤكداً أن "هؤلاء العناصر فروا نحو الأراضي الزراعية واختبأوا هناك، ومن ثم توجهوا نحو مناطق سيطرة قوات (قسد)، شرق الفرات، بمساعدة أقاربهم وذويهم".

وأشار الساري إلى أن "عملية الفرار جاءت بعد إبلاغ العناصر بورود أسمائهم ضمن مجموعات للمشاركة بحملات تمشيط وتثبيت نقاط في بادية الرقة الخاضعة لسيطرة قوات النظام"، لافتاً إلى أن "أهالي المنطقة يخشون من قيام قوات النظام والشرطة العسكرية التابعة لها بشنّ حملات دهم وتفتيش تستهدف منازل أقارب وأصدقاء العناصر الذين قاموا بتشكيل الفرار في بلدة السبخة والقرى المجاورة لها، شرقي الرقة".

في غضون ذلك، تحدثت مصادر أخرى لـ"العربي الجديد"، أن "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) اعتقلت، اليوم الجمعة، عدة شبان حاولوا عبور مناطقها باتجاه مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري"، شمالي محافظة الحسكة.

وأكدت المصادر أن "الأسايش" اعتقلت سبعة شبان مدنيين حاولوا، فجر اليوم الجمعة، دخول منطقة نبع السلام عبر طرق تُستخدم للتهريب من مناطق سيطرة "قسد" إلى المناطق التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" في منطقة رأس العين بريف الحسكة الشمالي.

المساهمون