مقتل ستة من عناصر الأمن وعالم دين بأعمال عنف في باكستان
استمع إلى الملخص
- في جنوب غرب باكستان، قُتل عالم الدين الشهير مفتي شامير بزنجو، مما أثار غضب الشريحة الدينية، وسط اتهامات للحركات الانفصالية البلوشية بالضلوع في الحادث.
- تشهد البلاد تصاعدًا في أعمال العنف، مع استهداف علماء الدين بشكل خاص، حيث قُتل أكثر من خمسة علماء خلال الأسبوعين الماضيين، مما يثير القلق حول استقرار الأوضاع الأمنية.
قتل ستة من عناصر الأمن الباكستاني، وأصيب عشرة آخرون بجراح، الأحد، جراء هجومين منفصلين للمسلحين في شمال غرب باكستان، بينما قتل عالم دين شهير في هجوم للمسلحين في جنوب غرب البلاد، ما أثار غضب الشريحة الدينية.
وقالت شرطة مقاطعة كرم القبلية التي تواجه منذ شهور توترات طائفية، إن مسلحين هاجموا مساء أمس مركزاً أمنياً بأسلحة مختلفة في مدينة سدا بالمقاطعة، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من رجال الأمن وإصابة ستة آخرين بجراح. وذكر البيان أن المسلحين لاذوا بالفرار بعد أن تكبدوا خسائر خلال المواجهة مع قوات الأمن، وأن تعزيزات جديدة للقوات قد وصلت إلى المنطقة وقامت بعملية تعقب وهي سوف تستمر حتى القضاء على وجود المسلحين.
من جهتها، تبنت حركة طالبان الباكستانية مسؤولية الهجوم، وقالت، في بيان لها، إن الهجوم أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 12 من رجال الأمن. في غضون ذلك، تعرضت ثكنة للجيش الباكستاني لهجوم مسلح في منطقة لكي مروت بإقليم خيبربختونخوا شمال غربي البلاد. ودارت بعد الهجوم اشتباكات عنيفة بين الطرفين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة أربعة آخرين.
وقال مصدر قبلي لـ"العربي الجديد"، إن الهجوم بدأ في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الأحد، واستمر الهجوم حتى ما بعد المغرب، وكانت المنطقة كلها في حالة من الخوف. وذكر المصدر أنهم رأوا عدداً من الجنود قد تم نقلهم بعد أن سقطوا بين قتيل وجريح، مؤكدا أنهم رأوا أيضاً جثمان أحد المهاجمين، وقد نُقِل من قبل قوات الجيش.
من جهتها تبنت حركة طالبان الباكستانية مسؤولية هذا الهجوم أيضاً. في الأثناء قتل عالم الدين المشهور مفتي شامير بزنجو في هجوم لمسلحين في مقاطعة كيج بإقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان. وكان مفتي عضواً فعالاً في جمعية علماء الإسلام بزعامة المولوي فضل الرحمن، ومعروفاً بعلاقاته مع المؤسسات الأمنية وتعاونه معها، ومعارضته للجماعات المسلحة.
ولم تتبن أي جهة مسؤولية قتل عالم الدين، إلا أن المنطقة تنشط فيها الحركات الانفصالية البلوشية، تحديداً جيش تحرير بلوشستان. وقال زعيم جمعية علماء الإسلام المولوي فضل الرحمن في كلمة له أمام اجتماع لعلماء الدين قرب مدينة بشاور، إن مقتل العالم مفتي شامير خسارة كبيرة، وإن استهداف علماء الدين وقتلهم يهدف إلى إثارة البلبلة في البلاد، وخاطب من يقوم بهذه الأعمال وقال إنكم تقتلون علماء الدين باسم الدين، هذا ليس ديناً بل هو فساد وإرهاب.
وتشهد الساحة الباكستانية هذه الأيام صفحة من أعمال العنف، وكان اللافت فيها استهداف علماء الدين حيث قتل خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من خمسة من علماء الدين، كان أبرزهم المولوي حامد الحقاني الذي قتل في هجوم انتحاري داخل جامعة حقانية بعد صلاة الجمعة.