مقتل جندي في اشتباكات بين الجيش السوري و"قسد" شرقي حلب

12 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 15:39 (توقيت القدس)
عنصر من "قسد" في دير الزور، 4 سبتمبر 2024 (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت جبهات التماس في ريف حلب الشرقي اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بعد تسلل مجموعتين من "قسد"، مما أدى إلى مقتل جندي سوري، ورد الجيش بإفشال التسلل واستهداف مواقع "قسد".

- أكدت وزارة الدفاع السورية على ضرورة التزام "قسد" بالاتفاقات الموقعة ووقف التسلل والقصف، بينما نفت مصادر عسكرية استعداد الجيش لمواجهات، موضحة أن التحركات كانت تدريبات.

- عقد ممثلون عن "الإدارة الذاتية" الكردية والحكومة السورية لقاء في دمشق لمناقشة اللامركزية، وسط اتهامات متبادلة بخرق اتفاق وقف إطلاق النار وتوتر متصاعد في ريف منبج الشرقي.

شهدت جبهات التماس بين قوات الجيش السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في ريف حلب الشرقي، فجر اليوم الثلاثاء، اشتباكات عنيفة، عقب عملية تسلّل نفذتها مجموعتان تابعتان لـ"قسد" باتجاه مواقع الجيش، ما أدى إلى مقتل أحد جنوده، في تصعيد جديد بين الطرفين بعد أسابيع من الهدوء النسبي. وقالت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية، في بيان، إن مجموعتين تابعتين لـ"قسد" قامتا، عند الساعة 02:35 فجراً، بالتسلل نحو نقاط انتشار الجيش السوري في منطقة تل ماعز شرقي حلب، مضيفة أن الاشتباكات العنيفة التي اندلعت إثر ذلك أسفرت عن "استشهاد أحد جنود الجيش".

وأكد البيان أن وحدات الجيش، وضمن قواعد الاشتباك، ردّت على مصادر النيران، وأفشلت عملية التسلل، وأجبرت القوات المهاجمة على الانسحاب إلى مواقعها الأصلية. وأوضحت الوزارة أن التصعيد الجديد يأتي في وقت تواصل فيه "قسد" استهداف مواقع انتشار الجيش في منطقتي منبج ودير حافر بشكل دائم، بالتوازي مع إغلاق بعض طرق مدينة حلب أمام الأهالي، انطلاقاً من مواقع سيطرتها قرب دوار الليرمون، في خرق للتفاهمات المبرمة مع الحكومة السورية.

وشددت وزارة الدفاع السورية على ضرورة التزام "قسد" بالاتفاقات الموقعة مع الدولة السورية، ووقف عمليات التسلل والقصف والاستفزاز التي تستهدف عناصر الجيش والأهالي في مدينة حلب وريفها الشرقي، محذرة من أن استمرار هذه الأفعال "سيؤدي إلى عواقب جديدة". وكانت مصادر عسكرية متطابقة قد أكدت، الأحد الفائت، لـ"العربي الجديد"، أن تحركات الجيش السوري التي تداولتها بعض وسائل الإعلام على أنها استعداد لمواجهات مع "قسد" لم تكن سوى تدريبات نفذتها الفرقة 60 ضمن ما يُعرف بـ"المسير العسكري"، مؤكدة أن خطوط التماس في ريف حلب بين الطرفين لا تزال مستقرة ولا تشهد أي توتر أو عمليات تحشيد.

في سياق متصل، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر وصفته بـ"المطلع" أنّ ممثلين عن "الإدارة الذاتية" الكردية والحكومة السورية عقدوا لقاء في دمشق، استكمالاً للمفاوضات الدائرة بين الطرفَين، في خطوة أعقبت إعلان الحكومة مقاطعة اجتماعات بين الجانبَين كانت مقرّرة في باريس. وقال المصدر الكردي، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إنّ اللقاء "عقد مساء الاثنين، بطلب من الحكومة السورية" بين المسؤولة في الإدارة الذاتية إلهام أحمد ووزير الخارجية أسعد الشيباني، موضحاً أن "النقاشات تركزت على إيجاد صيغة مناسبة للامركزية، دون تحديد جدول زمني" لتطبيقها.

في المقابل، كانت "قسد" قد اتهمت السبت الماضي، الحكومة السورية و"الفصائل التابعة لها"، إضافة إلى الفصائل المدعومة من تركيا، بارتكاب خروق متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار الموقَّع مطلع إبريل/ نيسان 2025، مطالِبة بوقفها فوراً والالتزام ببنود الاتفاق. وقالت "قسد" في بيان نشرته على موقعها الرسمي إن "هذه الفصائل تواصل ارتكاب الانتهاكات في عدة مناطق، منها دير الزور، ودير حافر، وسد تشرين، وتل تمر"، مشيرة إلى "تحركات مريبة" في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، في مخالفة صريحة للاتفاق الموقّع بين إدارة الحيين وإدارة دمشق.

وكان ريف منبج الشرقي قد شهد، في الثاني من أغسطس/ آب الحالي، توتراً متصاعداً بين الجيش السوري و"قسد"، تخللته عمليات قصف صاروخي وتسلل متبادلة، فيما استهدفت طائرة مسيّرة تركية راجمة صواريخ شرقي منبج. وقالت وزارة الدفاع السورية حينها إن "قسد" نفذت قصفاً صاروخياً على منازل الأهالي في قرية الكياريّة ومحيطها بريف منبج، ما أدى إلى إصابة أربعة من عناصر الجيش وثلاثة مدنيين بجروح متفاوتة.