مقتل اثنين من أنصار عمران خان في مواجهات مع الأمن الباكستاني بضواحي إسلام أباد

26 نوفمبر 2024
أنصار عمران خان باقليم البنجاب يتوجهون لإسلام أباد، 25 نوفمبر 2024 (أمير قريشي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت ضواحي إسلام أباد توترات عنيفة بين أنصار عمران خان والقوات الخاصة، مما أدى إلى مقتل اثنين من أنصار خان وإصابة 18 آخرين، بينما نشرت الحكومة الجيش وأمرت بإطلاق النار على من يهدد الأمن.
- استمرت المواجهات بين أنصار خان والشرطة، مع سقوط قتيل من الشرطة وإصابة العشرات، ورفض حزب خان التفاوض مع الحكومة، مما دفعها للتهديد بإجراءات صارمة.
- عمران خان، المسجون بتهم فساد، لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة، مما دفع الحكومة لإغلاق المدارس وتعطيل شبكات الهواتف، بينما يواصل حزبه الضغط من خلال مسيرات واعتصامات.

قالت مصادر في حزب عمران خان لـ"العربي الجديد"، إنّ اثنين من أنصاره قُتلا وأصيب 18 آخرون بجراح إثر تعرّضهم، اليوم الثلاثاء، لإطلاق نار من قبل القوات الخاصة الباكستانية في ضواحي العاصمة إسلام أباد. ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الباكستانية عن نشر قوات الجيش في إسلام أباد وتوجيه أوامر بإطلاق النار "على كل من يعبث بالأمن" بعد مقتل أربعة من رجال القوات شبه العسكرية في مواجهة مع أنصار عمران خان قرب المدينة. 

وواصل أنصار رئيس وزراء باكستان السابق الموجود في السجن مسيرهم باتجاه إسلام أباد للمشاركة في اعتصام أمام مقر مبنى البرلمان بهدف الضغط على الحكومة حتى تفرج عن خان. واستمرت المواجهات العنيفة بين أنصار خان والشرطة الباكستانية على امتداد الطرق المؤدية إلى العاصمة، حيث سقط قتيل من الشرطة وأصيب 70 آخرون، بينهم ضباط، كما أصيب العشرات من أنصار خان بجروح، واحترقت عشرات السيارات والأماكن والممتلكات الموجودة على جوانب الطرق الرئيسية في بعض المناطق، بسبب المواجهات بين الطرفين.

وقالت وزيرة الإعلام في الحكومة المحلية لإقليم البنجاب عظمى بخاري، في مؤتمر صحافي، في وقت متأخر من ليل الاثنين، إنّ إطلاق النار من قبل مسلحين من أنصار عمران خان أدى إلى مقتل شرطي باكستاني، كما أُصيب اثنان من ضباط الشرطة بجروح خطيرة. وأضافت الوزيرة أنّ "عشرات من رجال الشرطة سقطوا جرحى جراء أعمال العنف التي يقوم بها أنصار خان في إقليم البنجاب".

من جهته، حذر وزير الداخلية محسن نقوي، في مؤتمر صحافي عقده ليل الاثنين، من أنّ الأمور "تسير نحو نهج خطير للغاية لأنّ حزب عمران خان، حركة الإنصاف، وأنصاره لم يلتزموا بالقانون"، موضحاً أنه جرت، أمس الاثنين، مفاوضات بين قيادات حزب خان والحكومة، واقترحت الأخيرة أن يخرج أنصار خان في اعتصام مفتوح بمكان محدود بين إقليم البنجاب والعاصمة إسلام أباد، ولكن حزب خان وأنصاره لم يقبلوا بذلك، بحسب نقوي، الذي أضاف "بالتالي فالوضع خطير".

وشدد الوزير على أنّ الحكومة "اختارت طريق الحوار ورضيت بأن تسمح لأنصار خان بالاعتصام خارج العاصمة، لكن يبدو أنّ أهداف حزب خان خطيرة"، وفق قوله، مؤكداً أنّ "الحفاظ على الأمن والاستقرار من واجب الحكومة، بالتالي هي لن تساوم عليه ولن تسمح لأي جهة بأن تعبث بأمن واستقرار البلاد". وشدد نقوي على أنّ الحكومة بإمكانها أن تتخذ "كل الإجراءات التي تضمن حماية المواطنين، منها فرض حظر التجوّل ونشر قوات الجيش وفرض قوانين صارمة"، متوعداً بأن "كل من يصل إلى أمام البرلمان سيعتقل لا محالة".

وتستخدم الشرطة الباكستانية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي من أجل منع أنصار خان من التحرك باتجاه العاصمة، لكن أنصار خان يقومون بفتح الطرق وإزالة الصهاريج من الطرق ويواصلون السير. وأعلنت الحكومة لليوم الثاني تعطيل الدروس في المدارس والجامعات في إسلام أباد ومدينة راولبندي المجاورة لها، وتعطيل شبكات الهواتف النقالة في بعض مناطق البلاد. ويعتزم حزب خان تنفيذ اعتصام مفتوح أمام مقر البرلمان وإغلاق العاصمة، بحسب ما قال بعض قيادات الحزب، وذلك من أجل الضغط على الحكومة كي تفرج عن خان.

ولا يزال خان، الذي يقبع في السجن منذ أكثر من عام ويواجه أكثر من 150 قضية جنائية بتهم فساد، يتمتع بشعبية. ويؤكد حزبه، حركة الإنصاف الباكستانية، أن القضايا المرفوعة ضده ذات دوافع سياسية.

وفي السياق ذاته، قال الرئيس الباكستاني السابق عارف علوي، وهو قيادي في حزب خان، في حديث مع وسائل إعلام محلية، إنّ الحكومة أمامها خيار واحد وهو الإفراج عن عمران خان، وهذا العدد الهائل من المواطنين خرج من أجل هدف واحد وهو الإفراج عن قائدهم. وقالت زوجة خان، بشرى واتو، والتي تقود مسيرة شعبية من مدينة بشاور إلى العاصمة، في كلمة أمام الجمهور، إنّ "زمن الحوار ولى. لقد تحدثنا مع الحكومة كثيراً ولكن بلا جدوى، الآن وقت العمل من أجل الإفراج عن زعيم الحزب عمران خان وجميع قيادات حزبه".

وكانت السلطات الباكستانية قد أطلقت سراح زوجة عمران خان بكفالة، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد توقيفها في قضية فساد أيضاً. وفي 31 يناير/ كانون الثاني الماضي، قضت محكمة باكستانية بالسجن 14 عاماً على خان وعقيلته لإدانتهما بـ"الفساد"، قبل أن يتم تعليق الحكم في إبريل/ نيسان. وخان موقوف منذ الخامس من أغسطس/ آب 2023 في قضية فساد، كما يواجه العديد من التهم الأخرى.

المساهمون