استمع إلى الملخص
- مقتل محمد طريف عبد الله الحمدو، أحد مؤسسي رابطة معتقلي سجن صيدنايا، يثير الجدل حول محاولات طمس الأدلة على جرائم النظام السابق، مع اتهامات لمجموعات تطوعية بطلاء جدران السجون لإخفاء الحقائق.
- تشير التقديرات إلى اختفاء أكثر من 112 ألف معتقل قسراً في سورية، وسط اتهامات للنظام السابق بارتكاب عمليات قتل واسعة النطاق خارج نطاق القانون منذ 2011.
تواجه الإدارة السورية الجديدة في سورية اتهامات بالتقصير والإهمال في التعاطي مع ملف المعتقلين السوريين سواء المفرج عنهم أو المختفون، وفي حماية الوثائق التي تركت في معتقلات النظام السابق، والسجون التي تعرض بعضها للسرقات وتغيير المعالم. وقبل يومين، قتل في مدينة حلب، شمالي سورية، أحد مؤسسي رابطة معتقلي سجن صيدنايا التي وثقت على مدار أعوام أسماء المعتقلين في السجن وطرق التعذيب. ونعت الرابطة عضو هيئتها العامة محمد طريف عبد الله الحمدو، الذي قتل بعد أيام قليلة من عودته إلى سورية.
وقال مدير رابطة معتقلي صيدنايا دياب سرية لموقع "العربي الجديد" إن الحمدو أمضى ثلاث سنوات في سجن صيدنايا خلال فترة الثورة السورية، حيث عانى الحرمان من الزيارة والتعذيب الشديد، وكان من أوائل مؤسسي الرابطة، وسخر جهده ووقته لمساعدة الناجين وعائلات المختفين قسراً. وجاءت هذه الجريمة بالتزامن مع حادثة طلاء جدران فرع "الأمن السياسي" في اللاذقية وما أثارته من جدل كبير واتهامات بالتقصير في حماية الأدلة التي تثبت تعرض المعتقلين السوريين للتعذيب وظروف احتجازهم.
وفي هذا الصدد، قال الناشط الحقوقي طه الغازي إنه جرى إهمال واقع المعتقلين والمغيبين في سجون الموت لدى نظام بشار الأسد المخلوع، من دون أن يكترث أحد من القائمين على الأمر لعظيم المأساة وأثرها. وأضاف الغازي في منشور على صفحته في موقع فيسبوك أن "آلاف الوثائق والأوراق والمجلدات كانت وما زالت مهملةً ومرميةً على قارعة الطرقات، من دون أن يأبه لأهميتها أحد، وتركت مادةً إنتاجيةً لصنّاع المحتوى"، مضيفا أن "هذه الأوراق والمجلدات خير أداة ودليل لمساءلة ومحاكمة كل من تسبب بقهر وعذابات معتقلينا".
وقبل أيام، أثارت مجموعة من الشبان قالت إنها تعمل بشكل تطوعي الجدل بعد أن قامت بطلاء جدران فرع الأمن السياسي باللاذقية، واتهم ناشطون المجموعة بالسعي لطمس الأدلة والحقائق في مسرح الموت في تلك السجون، وسط تساؤلات عن غياب أجهزة الحكومة عن حماية هذه السجون والأدلة. وانتقد المحامي عبد الله زينب غياب دور أي جهة قانونية أو حكومية في جمع وتوثيق كل ما تم الوصول إليه في سجون الأسد.
ورأى زينب في تصريح له أن طلاء مجموعات ميدانية جدران المعتقلات هو محاولة لطمس ما تبقى من دلائل على إجرام نظام الأسد، كما يندرج اغتيال الحمدو ضمن هذا الأمر برأيه، متسائلا: "هل يمكن أن يبقى أهم شاهد، وهو سجن صيدنايا، مفتوحا أمام أبواب جميع الناس واللصوص من دون أي حماية؟". وحذر في الوقت نفسه من طي ملف المعتقلين السوريين والمغيبين عبر تجاهل الأدلة وغياب الاهتمام.
وبحسب رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني، تجاوز عدد المعتقلين المختفين قسرا في سورية بعد إفراغ السجون 112 ألفا. وتشير التقديرات إلى مقتل مئات الآلاف من السوريين منذ 2011، ويتهم سوريون وجماعات في مجال حقوق الإنسان نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد ووالده حافظ بارتكاب عمليات قتل واسعة النطاق خارج نطاق القانون، تشمل وقائع إعدام جماعي داخل نظام السجون سيئة السمعة في سورية.