مقترح إيراني لواشنطن لتأجيل رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب

مقترح إيراني لواشنطن لتأجيل رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب

13 يوليو 2022
أكد عبداللهيان أن 90 في المائة من مسودة نص الاتفاق مع واشنطن جاهزة (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، اليوم الأربعاء، عن تقديم بلاده مقترحاً إلى الولايات المتحدة الأميركية بشأن المفاوضات النووية، يعتمد تأجيل رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة "المنظمات الإرهابية" الأميركية، قائلاً إن 90 في المائة من مسودة نص الاتفاق جاهزة.

وقال أمير عبداللهيان لصحيفة "لاريبوبليكا" خلال زيارته لإيطاليا: "نحن على تواصل مع الأميركيين لإلغاء العقوبات، وهم يتواصلون معنا عبر الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول أخرى"، مشيراً إلى أن المفاوضات النووية أحرزت "تقدماً كبيراً في مسودة الاتفاق والأفكار المطروحة".

وأكد الوزير الإيراني أن "مفاوضات الدوحة لم تفشل"، لافتاً إلى أن "ثمة قضايا متبقية يجب حلها"، مع القول: "إننا نريد ضمانات اقتصادية قوية، وإذا ما تعاقدت شركة غربية مع نظيرتها الإيرانية، فيجب أن تكون مطمئنة على تنفيذ مشروعها".

وأضاف أمير عبداللهيان: "نريد اتفاقاً جيداً وقوياً ومستداماً، ونرحب بدعم بقية الدول، منها إيطاليا"، قائلاً إن وزير الخارجية الإيطالي طرح "أفكاراً جيدة" سنستفيد منها خلال المفاوضات، من دون الكشف عن تفاصيل هذه الأفكار.

وفي معرض ردّه على سؤال بشأن مطالبة إيران واشنطن برفع الحرس الثوري من قائمة "المنظمات الإرهابية"، كشف وزير الخارجية الإيراني عن أن بلاده قدمت مقترحاً للولايات المتحدة لـ"تأجيل القضايا المرتبطة بالقائمة السوداء، لكن علينا أن نطمئن إلى أن الشركات الإيرانية ستتمتع بالمزايا الاقتصادية وحصتها من الاتفاق النووي. الانتفاع الاقتصادي من الاتفاق النووي ضروري ونحن لا نطالب بشيء خارج الاتفاق".

وبشأن قرار بلاده خلال الشهر الماضي إطفاء كاميرات مراقبة موضوعة في منشآتها النووية وفق الاتفاق النووي، رداً على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران، قال أمير عبداللهيان: "نحن لم نطفئ الكاميرات بل أخرجناها من الخدمة"، مشيراً إلى أن طهران ستعيدها إلى الخدمة في حال التوصل إلى اتفاق بالمفاوضات النووية.

وتعليقاً على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، دعا الوزير الإيراني إلى "ألا تتحول هذه الزيارة إلى فرصة غير بناءة على عكس الرغبة المعلنة، للتوصل إلى نتيجة بالمفاوضات النووية".

وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، قد ذكر في العشرين من الشهر الماضي في تقرير، أن إيران تخلت عن شرطها لرفع "الحرس الثوري" من قائمة "الإرهاب" الأميركية، مشيراً إلى أنها قدمت "مقترحاً جديداً" إلى واشنطن يدعو إلى رفع "مقر خاتم الأنبياء"، كبرى شركات الحرس وشركات أخرى من قائمة العقوبات الأميركية. وأضاف المصدر البريطاني أن الإدارة الأميركية لم ترد بعد على المقترح الإيراني.

وتعليقاً على تقرير "ميدل إيست آي"، غرّد مستشار الوفد الإيراني المفاوض محمد مرندي، يومها، قائلاً إن إزالة "الحرس الثوري الإيراني" من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية الأميركية "لم يكن شرطاً للتوصل إلى اتفاق"، مضيفاً أنه "لا يمكن أن يكون العائق الأخير أمام أي صفقة".

ولا تزال مفاوضات فيينا النووية، التي انطلقت في إبريل/ نيسان 2021، تراوح مكانها، منذ أن توقفت في 11 مارس/ آذار الماضي، لكنها استمرت بصيغة مفاوضات غير مباشرة عن بعد بين طهران وواشنطن، عبر ممثل الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، المكلف بتنسيق شؤون المفاوضات.

وقبل نحو أسبوعين، اجتمع المفاوضون الإيرانيون والأميركيون في العاصمة القطرية الدوحة، لاستكمال المفاوضات غير المباشرة، عبر الاتحاد الأوروبي. وفيما تؤكد إيران أنها كانت "إيجابية"، عبّرت الإدارة الأميركية عن خيبة أملها من نتائجها.

واليوم الأربعاء، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أنّ بلاده "لن تتنازل عن مواقفها المنطقية" في المفاوضات النووية، داعياً الولايات المتحدة إلى "إدراك الحقائق والاتعاظ من الماضي". وأضاف أنّ مطالب بلاده في المفاوضات النووية "منطقية، وليست خارج الأطر" في إشارة إلى الاتفاق النووي.

كما أكد المتحدث الجديد باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الأربعاء، أنّ المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن مستمرة عبر الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أنّ بلاده ملتزمة بمواصلة المفاوضات النووية لحلّ القضايا العالقة، بغية إحياء الاتفاق النووي.

وقال كنعاني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الأول، إنه سيتم قريباً تحديد مكان وزمن الجولة المقبلة من المفاوضات النووية، مشيراً إلى أنّ عدم تحديدهما حالياً "لا يعني انتهاء المفاوضات".