تركيا تستهدف مواقع "العمال الكردستاني" شمالي العراق وأردوغان يتهم واشنطن بدعم "الإرهابيين"
قالت مصادر أمنية في محافظة دهوك، ضمن إقليم كردستان العراق شمالي البلاد، اليوم الاثنين، إن مقاتلات تركية قصفت ما لا يقل عن أربعة مخابئ لمسلحي حزب العمال الكردستاني في قريتي ميرسيدا وإيكمالي الواقعتين على سفح جبل بخيرا"، التابع لبلدة شيخان شرقي دهوك، يأتي ذلك في وقت اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بدعم "الإرهابيين".
ويأتي القصف التركي بعد يوم واحد من إعلان وزارة الدفاع التركية نتائج عملية "مخلب النسر2"، التي استهدفت معاقل مسلحي حزب العمال الكردستاني في مناطق وبلدات عراقية حدودية مع تركيا يستخدمها الحزب منطلقا لتنفيذ اعتداءات داخل الأراضي التركية.
وقال مسؤول محلي في بلدة شيخان التابعة لمحافظة دهوك، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "القصف وقع في قريتين هجرها أهلها منذ مدة ليست قصيرة بسبب مسلحي حزب العمال الذي يحتل مرتفعات جبل بخيرا والمناطق المحيطة بها بالكامل".
وأضاف المسؤول أن "القصف تسبب بانفجارات ثانوية يعتقد أنها ناجمة عن مخازن سلاح تم تدميرها من قبل الطيران التركي في تلك الضربات"، مؤكدا "عدم تمكن معرفة حجم الخسائر جراء الضربات في صفوف الحزب، بسبب خضوع المنطقة لهم بشكل كامل وخلوها من قوات البشمركة".
من جهته، أكد الخبير بالشؤون السياسية في إقليم كردستان العراق سامان برواري، لـ"العربي الجديد"، أن مسلحي حزب العمال يحاولون تعويض المناطق التي خسروها على الحدود بالتمدد داخل مدن جديدة في إقليم كردستان، وهو ما يجعل من احتمالية صدام مسلح بين القوات الأمنية في الإقليم (البشمركة) ومسلحي الحزب محتملة وفي أي وقت.
مسلحو حزب العمال يحاولون تعويض المناطق التي خسروها على الحدود بالتمدد داخل مدن جديدة في إقليم كردستان
ووصف برواري مسلحي حزب العمال الكردستاني "بنقطة جذب مشاكل أمنية خطيرة لكل العراق، وتتحمل حكومة بغداد بالدرجة الأولى نتائج ما وصلت إليه المعادلة في المناطق الشمالية من العراق، الذي تحول إلى مناطق عسكرية ومواجهة مستمرة أسفرت عن تهجير أكثر من 500 قرية خلال السنوات الثلاث الماضية".
قيادة العمليات العراقية المشتركة، من جهتها، حذرت من أي هجوم تركي قد يستهدف بلدة سنجار التابعة لمحافظة نينوى، والتي يوجد فيها عناصر حزب العمال الكردستاني.
وقال المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي إن "العراق سيتخذ اللازم إذا تعرضت أراضيه إلى أي اعتداء أو هجوم خارجي في سنجار أو غيرها"، مؤكدا في تصريح صحافي "لا نسمح بالاعتداء على أراضينا، وفي حال تعرض سنجار الى أي هجوم سنتخذ كافة الإجراءات اللازمة".
وأشار إلى أن "هناك تعاونا بين القوات الأمنية الاتحادية وإقليم كردستان لمواجهة أي هجمات خارجية وداخلية"، مؤكدا "عدم وجود أي اتفاقيات سرية بين العراق وتركيا بشأن القصف".
وأمس الأحد، حذرت عدة مليشيات عراقية مرتبطة بإيران من هجوم تركي على سنجار مهددة بالتصدي له، وقالت مليشيات النجباء وبدر وعصائب أهل الحق، في بيانات متعاقبة، إن أي هجوم سيتم التصدي له، وذلك بالتزامن مع تحشيد لتلك المليشيات في سنجار ومحيطها، غربي الموصل.
أردوغان يتهم واشنطن بدعم "الإرهابيين"
في غضون ذلك، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، الولايات المتحدة بدعم "الإرهابيين"، بعد "إعدام 13 تركياً في العراق على أيدي متمردي حزب العمال الكردستاني"، بحسب ما تقول السلطات التركية.
وقال أردوغان في خطاب إن "تصريحات الولايات المتحدة مؤسفة. تقولون إنكم لا تدعمون الإرهابيين، لكنكم في الواقع تقفون إلى جانبهم".
تصريحات الولايات المتحدة مؤسفة. تقولون إنكم لا تدعمون الإرهابيين، لكنكم بالواقع تقفون إلى جانبهم
وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس، انتهاء عملية "مخلب النسر-2" في منطقة غارا شماليّ العراق، "بعد تحييد 50 من بي كا كا، بينهم اثنان قُبض عليهما حيَّين".
وأوضح أكار في تصريح أدلى به خلال زيارته، فجر الأحد، مركز إدارة عملية "مخلب النسر-2" مع عدد من القادة العسكريين، أن القوات التركية "استطاعت خلال العملية تدمير أكثر من 50 موقعاً للمنظمة الإرهابية"، حسب ما نقلت "الأناضول".
وأضاف أن الجيش التركي "قدم 3 شهداء خلال عمليات الاقتحام البري، إلى جانب إصابة 3 من أفراده"، مضيفاً: "عندما اقتحمنا مغارات المنظمة الإرهابية، عثرنا على جثث 13 من مواطنيناً المدنيين الذين اختطفتهم المنظمة سابقاً".
وتابع: "وفقاً لإفادة أحدهم، فإن الإرهابي المسؤول عن المغارة أقدم على قتل المدنيين الـ13 عندما اقتربت القوات التركية من المغارة المذكورة".
يذكر أن القوات التركية كانت قد بدأت عمليتها العسكرية في منطقة غارا شماليّ العراق يوم 10 فبراير/ شباط الجاري.