مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة أمام ساعات حاسمة

12 يناير 2025
دمار كبير في مبانٍ بخانيونس جنوبي غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 11 يناير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس تطورات حاسمة، مع وصول وفد إسرائيلي إلى الدوحة بمتابعة من نتنياهو، وسط آمال فلسطينية ومؤشرات على جدية المفاوضات بعد زيارة مبعوث ترامب.
- تتضمن المفاوضات إطلاق سراح 33 أسيراً وفق القائمة المتفق عليها، مع ترتيبات لإعلان الاتفاق من قبل قطر، مصر، والولايات المتحدة، وتحديد الخريطة الزمنية وموعد التنفيذ.
- يفرض نتنياهو سرية على مستجدات المفاوضات، مستبعداً أعضاء المجلس الوزاري، مع مقترحات لانسحاب كامل من محور صلاح الدين، مما يعكس تقدماً رغم التعقيدات.

من المتوقع وصول وفد إسرائيلي رفيع إلى الدوحة اليوم

3 مؤشرات على جدية المفاوضات هذه المرة وقرب التوصل إلى اتفاق

مسؤول إسرائيلي: المناقشات تركزت على إطلاق سراح 33 أسيراً

ساعات حاسمة تعيشها مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، إذ من المتوقع وصول وفد إسرائيلي رفيع إلى العاصمة القطرية الدوحة في وقتٍ لاحق من اليوم الأحد، بعدما أوعز رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، للمسؤولين المعنيين وفي مقدّمتهم رئيس جهاز "الموساد" ديفيد برنيع، بالسفر لمتابعة المفاوضات.

وعلى الرغم من أنه منذ توقيع الصفقة الأولى، بعد الخمسين يوماً الأولى من الحرب، تتواصل المفاوضات وتبلغ في كل مرّة نقطة حاسمة لجهة التوقيع قبل أن يحبطها نتنياهو في الدقيقة الـ90، تُضفى هذه المرّة أهمية أكثر على المفاوضات، مصحوبة بآمال يُعلّقها الفلسطينيون بشكل رئيس، وبعض المؤشرات اللافتة على جديّتها.

وفي وقت سابق أمس السبت، أكد مصدر قيادي في حركة حماس في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أن التصور النهائي بشأن وقف إطلاق النار في غزة جرى الانتهاء منه، مضيفاً أن هناك ترتيبات في أوساط الوسطاء لإعلان التوصل إلى الاتفاق. وأوضح المصدر نفسه، أن الجميع الآن في انتظار مبعوث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الدوحة، لتسليم موافقته على آخر التعديلات، ومن ثم عقد مؤتمر صحافي للوسطاء الثلاثة قطر، ومصر، والولايات المتحدة الأميركية، لإعلان تفاصيل الاتفاق، والخريطة الزمنية له، وموعد دخوله حيز التنفيذ.

ومرد هذا التقدّم عائد إلى وصول ستيف ويتكوّف، مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الدوحة، أول من أمس الجمعة، ومن ثم إلى تل أبيب أمس السبت، في زيارة وُصفت بـ"المفاجأة"، نقل خلالها رسالة مفادها بأن ترامب، والذي سبق أن هدد بـ"حرق الشرق الأوسط"، يرغب في رؤية اتفاق وقف إطلاق نار مُوقع قبل تنصيبه بعد ثمانية أيام.

أمّا المؤشر الثاني، فمتصل باجتماع سيُعقد في الأيام القريبة بين منسق شؤون الأسرى والمفقودين، غال هيرش، ورئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، التي ستصل إلى إسرائيل، من أجل مناقشة طابع تحرير الأسرى، والكيفية التي سيُطلق فيها سراح هؤلاء وما هو دور اللجنة في العملية برمّتها، وهي التي سبق أن شاركت في نقل الأسرى من الطرفين إلى بيوتهم في الصفقة الأولى.

المؤشر الثالث يتصل بالسرية التي يفرضها نتنياهو على مستجدات هذه المفاوضات، واجتماعاته بالمسؤولين الأميركيين من الإدارتين، المنتهية ولايتها، والمنتخبة المزمع وصولها إلى البيت الأبيض قريباً، وسط إقصاء أعضاء المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) عن مضمون المناقشات. إقصاء أعضاء الكابينت في الوقت الحالي، مرتبط بشكل رئيس بمحاولة نتنياهو التحرر من الضغوط التي يفرضها الجناح المتشدد في ائتلافه الحكومي، والذي سبق أن أعلن ممثلوه عدم تأييدهم لصفقة تنهي الحرب، بل ذهب بعضهم حد التهديد بتفكيك الحكومة التي يحتاجون إليها بالضرورة لتحقيق تطلعاتهم بالاستيطان في غزة وهو ما ربط نتنياهو مصير حكومته به تقاطعاً مع نزاعه على التمسّك بالبقاء السياسي.

في غضون ذلك، نقل موقع "واينت" العبري عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع لم يُسمه، قوله إنه "ثمة تقدّم بطيء وتدريجي في المفاوضات منذ أسابيع. ولكن التطورات المستجدة مرتبطة بالاستشارات التي انعقدت أمس، والمحادثات بين مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوّف، ونتنياهو من جهة، بالإضافة إلى مشاركة الإدارة الأميركية الحالية، عبر بريت ماكغورك بالجلسة عبر تقنية الاجتماع عن بُعد".

مقترح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يتضمن انسحاباً كاملاً من محور صلاح الدين (فيلادلفي) مع آخر يوم ضمن مراحل الاتفاق

 

طبقاً للمسؤول ذاته، فقد شهدت هذه المحادثات تطرّقاً إلى تفاصيل الصفقة، وتوضيحاً للموقف الإسرائيلي، وإيعاز نتنياهو لوفده بالسفر إلى الدوحة. ما تقدّم وصفه المسؤول بأنه "صعود في درجات الجدية"؛ حيث كانت المواضيع في مستوى الجانب العملي، واليوم هي في الجانب الأرفع من النقاشات.

وعلى الرغم من التفاؤل، رهن المسؤول الإسرائيلي نجاح الصفقة بحركة حماس، لافتاً إلى أن اجتماعات نتنياهو ومسؤولي أجهزة الأمن والمبعوثين الأميركيين "ركّزت على جميع مُرَكِّبات المسوّدة"، مشيراً إلى أن "الصفقة معقّدة، لكونها تتألف من تفاصيل كثيرة، لكي نتوصل إلى اتفاق علينا مناقشة جميع التفاصيل والتوصل إلى توافقات بشأنها". وأضاف "نحن نقترب من وضع سنغلق فيه الصفقة"، مستدركاً بالقول "من المهم الإشارة إلى أننا لم نصل إلى هذا المستوى بعد، فمرحلة التوقيع مرتبطة بشكل أساسي بحماس".

إلى ذلك، أوضح المسؤول أن المناقشات تركزت في إطلاق سراح 33 أسيراً، وفق القائمة المؤلفة من 34 أسيراً والتي سبق أن كُشفت الأسبوع الماضي، والتي سقط منها اسم الأسير هشام الزيادنة وهو فلسطيني من النقب، أعلن عن تحرير جثته برفقة جثّة ابنه حمزة من أحد الأنفاق في غزة.

وتوفرت معلومات لدى "العربي الجديد" تفيد بأن مقترح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يتضمن انسحاباً كاملاً من محور صلاح الدين (فيلادلفي) مع آخر يوم ضمن مراحل الاتفاق. وضمن هذا المقترح، تشمل المرحلة الأولى انسحاباً جزئياً لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بينما تتضمن المرحلة الثانية، بقاء نقاط مراقبة إسرائيلية. أما اليوم الأخير من المرحلة الثالثة، فيشمل انسحاباً كاملاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي.