مفاوضات غزة | فصائل فلسطينية تنضم إلى جلسة موسّعة في شرم الشيخ
استمع إلى الملخص
- تشارك وفود من مصر، قطر، وتركيا في المفاوضات، مع مرونة من حماس وتركيز على ضمانات أمنية. أكد الرئيس المصري دعم مصر الكامل للمفاوضات، داعياً إلى حل الدولتين.
- هناك تفاؤل حذر بالتوصل إلى اتفاق قريباً، مع جهود أميركية مكثفة، ودعم تركي لإقناع حماس بقبول الخطة الأميركية.
انطلقت الجلسة بعد وصول الوفود المشاركة بما في ذلك ويتكوف وكوشنر
ينضم ممثلون عن "الجهاد الإسلامي" والجبهة الشعبية لفريق التفاوض
القناة 12: بحلول الخميس سنعرف إن كان هناك إنجاز أم عودة للحرب
تعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية الجلسة الموسعة للقاءات لبحث خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب
بشأن إنهاء الحرب على غزة، بحسب ما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية، اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أن ذلك جاء بعد وصول رؤساء الوفود المشاركة، والوفد الأميركي برئاسة ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، فضلاً عن رئيس الوفد الإسرائيلي رون ديرمر إلى القاعة الرئيسية للاجتماعات الموسعة.وبينما بدأت الجلسات المسائية الموسعة أفادت القاهرة الإخبارية بأن الأجواء السائدة في اللقاءات إيجابية بخصوص التوصل لاتفاق، مشيرة إلى أن حركة حماس أبدت مرونة كبيرة خلال المحادثات الجارية. وتركزت مطالب حماس خلال المفاوضات على الحصول على ضمانات أمنية واضحة تتعلق بعدم استئناف العدوان على غزة مرة أخرى في حال التوصل لاتفاق، بحسب التقرير.
وقالت القاهرة الإخبارية إن المشاركين ناقشوا في هذه اللقاءات آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، باعتبارها أحد الملفات الرئيسية المطروحة للتفاوض. وتتركز اللقاءات على وضع آليات وتفاصيل تطبيق المرحلة الأولى من الخطة الأميركية، التي تشمل ثلاثة محاور رئيسية: أولها تحديد آليات الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ثم بحث ترتيبات التهدئة، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ثم ضمان تدفق المساعدات الإنسانية الكافية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع، وفقاً للتقرير.
وقبل بدء الجلسة الموسعة، قالت القناة إن اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف جرت في شرم الشيخ. ويشارك في المباحثات رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم كالن. وأعلنت قناة الأقصى التابعة لحركة حماس، نقلاً عن مصدر قيادي بالحركة، اليوم الخميس، انضمام ممثلين عن حركتي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية إلى فريق التفاوض في شرم الشيخ، بناء على طلب حماس.
حماس: تبادلنا كشوفات الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم
وكانت حركة حماس قد قالت، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، إنه جرى "تبادل كشوفات الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم وفق المعايير والأعداد المتفق عليها". وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو من شرم الشيخ، في بيان، إن ّوفد الحركة قدّم "الإيجابية والمسؤولية اللازمة لإحراز التقدم المطلوب وإتمام الاتفاق"، مشيراً إلى أنّ الوسطاء يبذلون جهوداً كبيرة لإزالة أي عقبات أمام خطوات تطبيق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنّ المفاوضات تركزت حول آليات تنفيذ إنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع وتبادل الأسرى، وأنه جرى اليوم الأربعاء "تبادل كشوفات الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم وفق المعايير والأعداد المتفق عليها".
ورحّب القيادي في حركة حماس، عزت الرشق، بانضمام رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، ورئيس جهاز المخابرات التركي، إلى جانب رئيس جهاز المخابرات المصري، إلى جولة المفاوضات في شرم الشيخ. وشدد في بيان مقتضب على أن ذلك "يمنح المفاوضات دفعة قوية لتحقيق نتائج إيجابية لوقف الحرب، وتبادل الأسرى، ويُضيّق هامش المناورة أمام (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لمواصلة العدوان، وإفشال المفاوضات".
الجهاد الإسلامي: وفد من الحركة يصل إلى شرم الشيخ للمشاركة في المفاوضات
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان عبر قناتها على تطبيق تليغرام، إن وفداً من الحركة يصل الليلة إلى شرم الشيخ للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة الجارية حول وقف العدوان وانسحاب جيش الاحتلال والتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. وفي وقت سابق اليوم، قال أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، إنّ المقاومة أبدت استعدادها للتفاوض على قاعدة أن "هناك بنوداً يمكن تعاطيها إيجابياً وأولها بند تبادل الأسرى"، مضيفاً في تصريحات نقلتها قناة سرايا القدس عبر "تليغرام"، أن "بند تبادل الأسرى يمكن إنجازه بالأيام القليلة المقبلة وبذلك نكون سحبنا فتيل التفجير ومبررات العدو بالعدوان".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "انطلقت صباح اليوم في شرم الشيخ جولة جديدة من المفاوضات بشأن خطة الرئيس الأميركي الرامية إلى إنهاء الحرب" على غزة. وأضافت الهيئة أن المباحثات "تشهد زخماً مع انضمام وفود رفيعة إليها من الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا". ونقلت عن مصدر إسرائيلي مطلع، لم تسمه، قوله إن "الولايات المتحدة تدير المفاوضات بوتيرة متسارعة لإغلاق الملفات العالقة، لكن حتى الآن لا يمكن القول إن شيئاً تحقق فعلياً".
بدورها، قالت القناة 12 الإسرائيلية: "تتوقع المؤسسة الأمنية أن تتضح صورة الوضع خلال أيام قليلة، من خلال المفاوضات المكثفة الجارية حالياً في مصر". ونقلت عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى، لم تسمه، قوله إنه "لم نكن في وضع كهذا في السابق، والظروف الراهنة هيأت الظروف المواتية للتقدم نحو اتفاق لإنهاء الحرب وإعادة المخطوفين". وأضافت "تشير التقديرات إلى أنه في غضون أيام قليلة، بحلول يوم الخميس، سنعرف ما إذا كان هذا إنجازاً أم عودة إلى حرب واسعة النطاق في قلب قطاع غزة".
ومساء اليوم، نقل مراسل موقع "أكسيوس" الإخباري، باراك رافيد، عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "هناك تقدماً في المفاوضات ونشعر بتفاؤل حذر"، مضيفاً عن مصادره أن الهدف هو الإعلان عن التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، والبدء بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين الأسبوع المقبل. كما نقل عن مسؤول في البيت الأبيض قوله "هناك تقدم جيد في المحادثات ويمكن التوصل إلى اتفاق خلال أيام قليلة".
وكان ترامب قد التقى يوم أمس الثلاثاء الفريقَ الأعلى للأمن القومي لمناقشة تقدم مفاوضات غزة قبل مغادرة ويتكوف وكوشنر إلى مصر، كما التقى الأسيرَ الإسرائيلي المفرج عنه عيدان ألكسندر وعائلته (أفرجت عنه حركة حماس قبل عدة أشهر)، إضافة إلى لقائه عائلة الجندي الإسرائيلي (يحمل الجنسية الأميركية) عومر نيوترا الذي قتل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واحتجزت حركة حماس جثته.
وقال موقع "أكسيوس" نقلاً عن مصدرين شاركا في الاجتماعات، إن ترامب أبلغ العائلات بأنّ الثماني والأربعين ساعة المقبلة ستكون حاسمة بشأن التوصل إلى اتفاق، في حين عبّر مسؤولون أميركيون كبار للموقع عن تفاؤلهم الحذر بشأن فرص التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، مؤكدين أن كوشنر وويتكوف لن يغادرا مصر من دون اتفاق على إطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب. كما نقلت وكالة رويترز عن مصادر دبلوماسية قولها، إنّ وزير الخارجية ماركو روبيو سيحضر اجتماعاً وزارياً في باريس غداً الخميس لمناقشة خطة غزة.
السيسي: مفاوضات حاسمة تجرى حالياً في شرم الشيخ
وفي السياق، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في حفل تخرج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، اليوم الأربعاء، أن مصر تدعم الجهود الرامية إلى وقف الحرب في غزة منذ عامين، مشيراً إلى أن مفاوضات "حاسمة" تُجرى حالياً في شرم الشيخ لإنهاء الحرب. وقال السيسي إن ما وصله عن اجتماعات شرم الشيخ "مشجع"، داعياً جميع الأطراف إلى اغتنام الفرصة الحالية للمضي نحو إنهاء الحرب. وشدد الرئيس المصري على تمسك القاهرة بالحل السياسي، داعياً إلى تنفيذ حل الدولتين، معرباً عن أمله في أن تنتهي مفاوضات شرم الشيخ إلى الانسحاب من قطاع غزة.
وأضاف السيسي أن وفوداً مصرية وأميركية وقطرية وإسرائيلية تشارك في محادثات شرم الشيخ الرامية إلى بلورة اتفاق يوقف القتال ويهيّئ لتسوية شاملة، مؤكداً دعم مصر الكامل لمسار التفاوض الجاري. ووجه دعوة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحضور توقيع اتفاق غزة في مصر حال التوصل إليه خلال الجولة الحالية، في حين قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن إسرائيل تجري استعدادات أولية لزيارة محتملة للرئيس ترامب بعد التوقيع على الاتفاق حال التوصل إليه.
أردوغان: ترامب طلب من تركيا إقناع حماس بقبول خطته
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الرئيس ترامب طلب من تركيا المساعدة على إقناع حركة حماس بقبول خطته لإنهاء الحرب على غزة، وإن أنقرة تفسر للحركة ما يتطلبه الأمر. وفي تصريحات للصحافيين على متن رحلة العودة من أذربيجان، قال أردوغان إن مسؤولين أتراكاً شاركوا في المفاوضات في منتجع شرم الشيخ في مصر، وإن ترامب طلب من تركيا إقناع حماس بقبول الخطة.